"طفل النظارة" قصة أثارت الكثير من الجدل على فيس بوك خلال الساعات الماضية، بعد أن نشرت أم تعرف نفسها بأنها "أخصائية تعديل سلوك وعلاقات إنسانية" واقعة حدثت مع طفلها فى أحد المواصلات العامة حين مد ابنها يديه ليشد نظارة أحد الركاب فانفعل الرجل، ورفع صوته على الطفل قائلاً "عيب يا بابا" فكان رد فعلها أن رفعت صوتها على الراكب لصراخه فى الطفل وكتبت "قلت له لما يبقي يكسرلك نضارتك هدفعلك ضعفها وابعد كدا أحنا واخدين نفرين، فالرجل رد عليا : "بدل ما تقوليله عيب، لقيتنى بعزم ما فيا من صوت بقوله لأ مش عيب ومادام ما كسرهاش يبقي ما نتلككش".
واختتمت منشورها "أنا محدش فى الدنيا أغلى عندى من ابنى ونفسيته.. خليكى حيطة سد فى وش اللى يضايق طفلك".
البوست المتداول
لاقي المنشور هجوما كبيرا من جانب المتابعين الذين اعتبروا أن تصرف الأم غير مثالى، وسيكون سببا فى خروج طفل أو رجل غير سوى مستقبلا، لأنه لا يحترم مساحات الآخر، خاصة أن رد أمه وتصرفها يحمل الكثير من التعالى، فيما رأى آخرون أن الرجل لم يحترم أنه طفل غير مدرك للخطأ وكان عليه أن يكون أكثر هدوءًا.
لكن ما رأى المتخصصين فى هذا المشهد؟ وكيف يمكن أن نعلم أطفالنا احترام المساحات الشخصية للآخرين فى المواصلات والأماكن العامة؟
تقول الدكتورة مارى رمسيس، خبيرة التربية وتعديل السلوك لـ"اليوم السابع": إن الأم لم يكن تصرفها صحيحا، فلكل شخص حدوده ومساحته الشخصية، يمكنه وحده أن يحدد ما يقبله أو يرفضه، لذلك كان عليها أن تقدم اعتذارا لطيفا للرجل قبل أن تقول لابنها بشكل هادئ "حبيبى كدا غلط دى مش بتاعتنا".
أطفال فى المواصلات
وأكدتأن تصرفها ورد فعلها مع الوقت سيعلم طفلها كسر المساحة الشخصية للآخر، وأن الدنيا ملكه وحده يفعل فيها ما يشاء، مؤكدة أن الطفل الصغير أيضا يدرك مع تكرار التوجيه كلام الأم والأب.
وتابعت "رد الأم للأسف يحمل الكثير من العجرفة والعنجهية، لدرجة أنه ضخم الخطأ الذى وقع، فالأمر لا علاقة له بالفلوس، فربما هذا الشخص لا يجيد الرؤية بدون النظارة وبالتالى كسرها يعرض حياته للتوقف".
إتيكيت الأطفال فى الأماكن العامة
وعلى جانب آخر قالت خبيرة الإتيكيت، أمل عفيفى، إن الأم لها دور مهم جدا فى تربية أطفالها، منذ الصغر، ومن بين الأمور التى يجب أن يتعلمها الطفل منذ سن صغير حتى تترسخ بداخله "لا يلمس شيئا لا يخصه".
وأضافت "كان على الأم أن تمسك يد طفلها وتسحبها بهدوء وأولا تعتذر للشخص الذى قام الطفل بمسك نظارته، وثانيا أن تشرح للطفل بهدوء أنه لا يجب عليه لمس شىء يخص غيره"، مشيرة إلى ضرورة أن يعى الطفل منذ الصغر مسألة الخصوصية وأن ما يفعله مع بابا وماما لا يجب أن يفعله مع الآخرين.
طفل مع أمه فى المواصلات
وتابعت "أعتقد أن طريقة الأم وفقا لما ورد فى منشورها ليس التصرف المثالى، لأنه سيصل بطفلها مع تقدمه فى العمر إلى أن كل شىء هو حق مكتسب له، وأنه لا يعترف بمسألة الخصوصية، بالإضافة إلى ضياع قيمة الاسئذان لديه.
وأكدت "من المهم أن نعود أطفالنا منذ الصغر على مبدأ الاستئذان وهذا ضمن دور الأب والأم التوجيه والتربية، مهما كان الطفل عمره صغير فهم أذكياء بدرجة كبيرة ولهم القدرة على الإدراك والاستيعاب مع تكرار التوجيه".
واستطردت: "وفقا لما جاء في المنشور أن الرجل قال لطفلها "عيب يا بابا"، وهذا لا يتضمن أى شىء سيئ أو فيه جرح لمشاعر الطفل"، وكان على الأم أن تشرح لابنها فيما بعد خطأ تصرفه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة