يوما وراء يوم تزداد حدة الصراع والتوترات بين تركيا وفرنسا العضوتان في حلف الناتو، على خلفية الإنتهاكات التركية في البحر المتوسط والذى احتد بعد التعدى التركى على سفن فرنسية، بالإضافة إلى استخدام صلاحيتها في البحر المتوسط لنقل المرتزقة والسلاح على الاراضى الليبية، حيث يملك كل من الطرفين مصالحه على التراب الليبى، وبعد مطالبات عدة من فرنسا لحلف الناتو باتخاذ إجراءات حاسمة ضد تركيا، قررت فرنسا نشر مقاتلتين من طراز رافال وسفينتين حربيتين في شرق البحر الأبيض المتوسط من أجل "رغبتها في ضمان الامتثال لـ القانون الدولي"، كما أعلنت باريس.
وارتفعت التوترات بين تركيا واليونان يوم الاثنين الماضي، مع إرسال أنقرة سفينة "عروج ريس" للمسح الزلزالي ترافقها سفن حربية إلى قبالة شواطئ جزيرة كاستيلوريزو اليونانية في شرق المتوسط.
وأعرب الرئيس الفرنسي عن قلقه البالغ إزاء التوترات التي تسبب بها القرار التركي "الأحادي" بالتنقيب في منطقة شرق المتوسط، داعيا على ضرورة إجراء مناقشات وتشاورات بين تركا واليونان.
وطالب ماكرون تركيا بوقف أعمال التنقيب عن الغاز والنفط التي تقوم بها في المياه المتنازع عليها في البحر المتوسط.
وأفاد بيان للرئاسة الفرنسية بأن باريس قررت تعزيز حضورها العسكري في منطقة شرق المتوسط بشكل مؤقت حرصا على احترام القانون الدولي، موضحا أنها تسعى من وراء قرارها إلى مراقبة الوضع والتأكيد على "عزم باريس على التمسك بالقانون الدولي".
ومن جانبها قالت وزارة الدفاع الفرنسية إن الطائرتين ستبقيان "بضعة أيام" في جزيرة كريت، وذلك بعد نشرهما في قبرص لإجراء تدريبات.
وانضمت الفرقاطة "لا فاييت" قبل 24 ساعة في البحر المتوسط إلى حاملة المروحيات "تونير"، وكانت "لافاييت" قد أبحرت من لارناكا (قبرص) ونفذت قبل ذلك تدريبات مع البحرية اليونانية.
وأثار اكتشاف حقول غاز شاسعة في شرق البحر المتوسط في السنوات الأخيرة المزيد من التوترات بين تركيا واليونان، اللتين تتخلل علاقاتهما أزمات بشكل منتظم.
وتدهور الوضع يوم الاثنين الماضى بعد أن نشرت أنقرة سفينة استكشاف تحت الماء ، ترافقها سفن عسكرية ، في جنوب شرق بحر إيجة ، وهي منطقة متنازع عليها في البحر المتوسط غنية بحقول الغاز.
وبحسب أثينا ، فإن البحرية اليونانية موجودة أيضًا في المنطقة "لمراقبة" الأنشطة التركية، وتختلف تركيا واليونان، عضوتا حلف شمال الأطلسي، بشدة بشأن ادعاء أحقية كل منهما في الموارد الهيدروكربونية في المنطقة، اعتمادا على وجهتي نظر متعارضتين بشأن الحدود البحرية في المياه الدولية.
كما تعد تلك المنطقة البحرية الغنية بالغاز مصدر نزاع أيضا بين تركيا وقبرص وإسرائيل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة