أثنى كثير من الخبراء والكتاب الأمريكيين، على اتفاق السلام الذى تم التوصل إليه بين إسرائيل والإمارات، حيث وصف الكاتب الشهير توماس فريدمان الاتفاق الذى تم الإعلان عنه أمس الخميس، بالزلزال السياسى فى الشرق الأوسط، والذى سيمتد آثاره عبر المنطقة.
وأشار فريدمان فى مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنه ولمرة واحدة، سيتفق مع الرئيس ترامب فى استخدام صفته المفضلة "هائل"، فالاتفاق الذى توسطت فيه إدارة ترامب لكي تؤسس الإمارات علاقات تطبيع كاملة مع إسرائيل مقابل توقف الدولة العبرية عن أى ضم لأجزاء من الضفة الغربية، هو بالضبط كما وصفه ترامب فى تغريدته بالإنجاز الهائل.
وتابع فريدمان: صحيح أن الاتفاق ليس مثل ذهاب أنور السادات إلى القدس، فلا شىء يضاهى أول لحظة انفتاح بين العرب والإسرائيليين، وليس كمصافحة ياسر عرفات لإسحاق رابين فى البيت الأبيض، فلا شىء يمكن أن يضاهى أول لحظة مصالحة عامة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولكنه قريب من ذلك.
فهذا الاتفاق يؤثر على كل طرف كبير فى المنطقة، سواء المؤيد لأمريكا أو المؤيد للإسلام أو لإنهاء الصراع مع إسرئيل إلى الأبد، والذين سيستفيدون بشكل أكبر، فى حين أن المؤيدين لإيران والمعارضين لأمريكا والمؤيدين لصراع الإسلاميين الدائم مع إسرائيل، سيصبحون أكثر عزلة. ووصف الاتفاق بأنه زالزال جيوسياسى.
وأشار الكاتب إلى أن العملية بدأت عندما نشر السفير الإماراتى فى واشنطن يوسف العتيبة خطابا بالعبرية فى صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية فى يونيو الماضى، يحذر مباشرة من أن الضم الإسرائيلى للضفة الغربية، لأنه يمكن أن يقوض التقدم السرى الذى أحرزته الدولة العبرية مع دول الخليج.
ولفت الكاتب إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بينامين نتنياهو بمضيه فى هذا الاتفاق، تخلى عن حلفائه الإيديولوجيين الرئيسيين، المستوطنيين الذين دعموه لأنهم أعتقدوا أنه سيقوم بضم المستوطنات فى الضفة الغربية، وهو ما سيجبر نتنياهو على أن يصبح أكثر اعتمادا على الوسط ويمين الوسط فى إسرائيل فى الفترة القادمة، بحسب ما يقول الكاتب الإسرائيلى أرى شافيت.
وعلق الكاتب الأمريكى الشهير ديفيد أجناتيوس على الإعلان عن اتفاق بين الإمارات وإسرائيل على تطبيع العلاقات بينهما، وقال إن الرئيس دونالد ترامب كان محقا فى وصفه بالإنجاز الهائل. وأضاف أجناتيوس فى مقاله بصحيفة واشنطن بوست أنه على الرغم من أن الإعلان عن الاتفاق يمثل دعما سياسيا لترامب إلا أنه يمكن أن يسهل أيضا التعاون الإماراتى الإسرائيلى مع إدارة ديمقراطية لو فاز جو بايدن فى انتخابات الرئاسية الأمريكية. فعملية السلام العربية الإسرائيلية تحظى بشعبية دائمة لدى الديمقراطيين، وتسهل الخطوة التى قامت بها الإمارات على الديمقراطيين فى الكونجرس، وربما فى البيت الأبيض، تحسين العلاقات مع دول الخليج العربى، على الرغم من التوترات التى سببتها قضايا أخرى.
من ناحية أخرى، قال خبراء معهد بروكينجز إن اتفاق الإمارات وإسرائيل دعم لترامب والأردن المستفيد الأكبر. وعلقت تمارا كوفمان ويتس، الخبيرة البارزة بمركز سياسة الشرق الأوسط بمعهد بروكينجز، إن كلا الطرفين كان لديهما أسبابهما الخاصة لإيجاد سبيل لفتح الباب أمام العلاقات الطبيعية، لكن لا يوجد شك أن الإعلان عن الاتفاق هو دعم لترامب الذى يواجه مساعى إعادة انتخابه بقليل من الإنجازات المرتبطة باسمه وكثير من الإخفاقات السياسية.
وأضافت كوفمان أنه من بين الأمور الأخرى أن نتنياهو ووزير الخارجية الإماراتى محمد بن زايد هيأ نفسيهما الآن جيدا لأجواء واشنطن ما بعد ترامب. فقد تراجع نتنياهو خطوة إلى الوراء، قال المرشح الديمقراطى جو بايدن إنه يعارضها، وهدد ديمقراطيون آخرون فى الكونجرس بعواقب بسببها. فيما قامت الإمارات بخطوة لا يمكن إلا أن تنال المزيد من الثناء والاستحسان من أى إدارة أمريكية قادمة.
من ناحية أخرى، رأى بروس ريدل، الخبير ببروكينجز أيضا أن الأردن هو المستفيد الأكبر من الاتفاق حيث كانت عمان تعارض بقوة مساعى إسرائيل لضم وادى الأردن. وقد أشار ملك الأردن مرارا إلى أنه لا يستبعد تعليق معاهدة السلام التى وقعتها بلاده مع الدولة العبرية قبل 15 عاما. وأراد الكثير من الأردنيون إلغاء اتفاق الغاز مع إسرائيل .
وقال ناتان ساكس، مدير مركز سياسة الشرق الأوسط ببروكينجز إن الاتفاق يساعد نتنياهو على تجنب خطأ هائل ممثلا فى ضم الضفة الغربية مقابل الإدعاء بأنه حصل على شىء كبير فى المقابل، والإمارات يمكنها القول بأنها منعت حدوث الضم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة