110 أعوام على ميلاد ملك المواويل و40 على وفاته..

أبناء محمد عبد المطلب يكشفون أسرار حياة كبير أهل المحبة.. حفظ القرآن وبدأ مؤذنا لصلاة الفجر بمسجد القرية.. غضب من عبدالوهاب بسبب الوردة البيضا ومحمد قنديل انتقده.. اعتزل بعد وفاة عبد الناصر ومات حزنا على ابنته

السبت، 15 أغسطس 2020 05:00 م
أبناء محمد عبد المطلب يكشفون أسرار حياة كبير أهل المحبة.. حفظ القرآن وبدأ مؤذنا لصلاة الفجر بمسجد القرية.. غضب من عبدالوهاب بسبب الوردة البيضا ومحمد قنديل انتقده.. اعتزل بعد وفاة عبد الناصر ومات حزنا على ابنته أبناء محمد عبد المطلب يكشفون أسرار حياة كبير أهل المحبة
حوار: زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- «يا أهل المحبة» أول أغنية اتصورت فيديو كليب.. وحكاية الملك الحسن مع الناس المغرمين

رغم رحيل الفنان الكبير محمد عبدالمطلب عملاق الطرب الشعبى، وصوت الحارة المصرية منذ 40 عامًا، إلا أنه لا يزال يعيش معنا بفنه ينسج الفرحة بشهر رمضان عبر أجيال مهللا «رمضان جانا وفرحنا به»، ويعلمنا قواعد الحب الطاهر وهو يناجى حبيبه مهرولا من حى السيدة إلى سيدنا الحسين، ويستعطفه قائلا «حبيتك وبحبك وهاحبك على طول»، ويعزف على أوتار الشجن والعتاب مرددا: «مبيسألش عليا أبدا، واسأل عليا مرة، والناس المغرمين مايعملوش كدة»، وحين بلغ به اليأس من الحبيب فارقه مرددا «ودع هواك وانساه وانسانى عمر اللى فات ما هيرجع تانى»، ورغم مرور سنوات طويلة على هذه الأغانى الخالدة لا يزال الشباب يرددونها ويحفظونها.

وفى شهر أغسطس الذى يوافق ذكرى ميلاد ووفاة صوت الحارة المصرية الذى ولد منذ 110 سنوات وتحديدا فى 13 أغسطس من عام 1910، ورحل فى نفس الشهر بتاريخ 21 أغسطس من عام 1980 تحدثنا مع ابنه وخازن أسراره نور عبدالمطلب وابنته سامية عبدالمطلب ليكشفان كواليس وأسرار حياة ملك المواويل، الذى قدم فنًا خالدًا يتجاوز الزمن ويعبر إلى كل الأجيال.

البداية مؤذن وحافظ للقرآن.. تحدثت الابنة عن بدايات والدها المولود فى قرية شبراخيت محافظة البحيرة، حيث ولد فى 13 أغسطس عام 1910، وكان والده عبد العزيز الأحمر تاجرًا بسيطًا، وكان ترتيب محمد عبد المطلب الخامس بين إخوته، وحرص الأب على أن تبدأ أسماء أبنائه جميعا باسم محمد، فكانوا: «محمد يوسف محمد لبيب، محمد فوزى، محمد كمال، محمد عبد المطلب، نجيبة، محمد ذكريا، وإنتصار». 
 
محمد-عبدالمطلب---5-copy
وأشارت ابنة محمد عبدالمطلب إلى أن والدها حفظ القرآن الكريم فى كُتَّاب القرية، وكان يهوى الغناء ويغنى فى المزارع والحقول، فشجعه إخواته وأهله على أن يؤذن للفجر فى القرية، وكانت قريته تستيقظ للصلاة على صوته، قائلة: «الأذان ساعد فى أن يوسع طبقات صوته». 
 
وتابعت الابنة: كان عمى لبيب موظفا فى القاهرة ومؤمن بصوت أبى، فاصطحبه معه، وتعرف أبى بعدد من الفنانين، وعمل مذهبجى فى الكورس مع محمد عبدالوهاب.
 
وأشارت ابنة محمد عبد المطلب إلى أن موسيقار الأجيال وعد والدها بأن يأخذه فى فيلم الوردة البيضاء، ولكنه لم يوف بوعده فغضب عبد المطلب وتركه وشق طريقه وحده.
 
وعمل عبدالمطلب فى كازينو بديعة مصابنى وفى الأفراح والحفلات وغيرها، وقالت ابنته: تعرض فى بداية حياته لهجوم وفشل وانتقاد وانضرب بالطماطم مثل سائر الفنانين لكن نشأته الريفية وحبه للحياة جعلته يصر على النجاح.
 
وتابعت: كان أبى محبا للحياة وطيب جدا وحنون، ولما كان بيقعد معانا فى البيت بيبقى يوم عيد لأنه خفيف الظل والروح.
 
بتسألينى بحبك ليه وكواليس أشهر الأغانى.. تحدث نور عبدالمطلب ابن ملك المواويل عن بداية نجاح والده عندما غنى عام 1938 أغنية بتسألينى بحبك التى لحنها له رفيق عمره الملحن محمود الشريف، مؤكدا أن الشريف فهم طبقات صوته ومنحه أروع الألحان، وأن عبدالوهاب توسط لدى شركة بيضافون، للأسطوانات، فتعاقدت مع عبدالمطلب على إنتاج أسطوانة تضم هذه الأغنية وخمسة أغان أخرى مقابل 12 جنيها بواقع 2 جنيه عن كل أغنية، وحققت الأسطوانة نجاحا كبيرا، وبعدها توالت نجاحات عبدالمطلب وتعاون مع كبار الملحنين والمؤلفين.
 
وقالت الابنة: بابا كان بيمثل حقبة فنية مهمة، وغنى مئات الأغانى وقدم عددا من الأفلام لكن لم يكن له حظ كبير فى السينما، ومثل أفلام تاكسى وحنطور، وعلى بابا والأربعين حرامى وفيلم فى العراق مع نرجس شوقى التى تزوجها فترة بسيطة.
 
وتحدثت الابنة عن بعض أغانى والدها قائلة: تعاون مع كبار الملحنين، ومنهم رياض السنباطى الذى استأذنه والدى ليغنى من ألحانه أغنية شفت حبيبى، كما غنى ياحاسدين الناس ولحنها له الملحن عبدالرؤف عيسى الذى كان عوادا، ولحن له أحمد صدقى أغنية بصعب على روحى كلمات مرسى جميل عزيز، وسيد مكاوى لحن له اسأل مرة عليا، وغنى لعبدالوهاب فايت وعينه فى عنيا كلمات حسين السيد، والموجى لحن له أغنية بحر المحبة، كما لحن له عبدالعظيم محمد العديد من الأغانى ومنها فى قلبى غرام، ولحن له بليغ حمدى أغانى فيلم 5 شارع الحبايب، ومنها يا أبو قلب دهب ونقش الحنة، وكان عندما يغنى فى الأفراح يطلبون منه أغنية ليلة بيضا التى غناها فى فيلم ليلى بنت الأكابر.
 
محمد-عبدالمطلب---6-copy
الناس المغرمين.. تحكى الابنة قصة تعاون والدها مع الموسيقار كمال الطويل فى أغنية الناس المغرمين التى كتب كلماتها الشاعر عبدالوهاب محمد، قائلة: كان هذا خلال الفترة التى تعاون فيها عبدالحليم حافظ مع بليغ حمدى بعد ظهور محمد رشدى، حيث أراد حليم أن يغنى لونا قريبا من اللون الشعبى فقل تعاونه مع كمال الطويل.
 
وتابعت: والدى لاحظ أن إنتاج كمال الطويل قل، فقابله فى إحدى المرات وقال له: مش عاوز تدخل التاريخ يا كمال، فأجابه: ياريت، فقال له والدى لما تلحن لعبدالمطلب هتدخل التاريخ، وأعطاه كلمات أغنية الناس المغرمين التى كتبها عبدالوهاب محمد، ولحنها كمال لحنا جميلا يظهر طبقات صوت والدى، وأصبحت من أجمل وأشهر أغنيات والدى.
 
وقال الابن نور محمد عبدالمطلب: إنه كان يجلس مع والده والفنان شكوكو فى كازينو أوبرا وشهد هذا الموقف حيث نادى والده على كمال الطويل وعرض عليه تلحين الناس المغرمين.
 
 وأشارت ابنة عبدالمطلب إلى أن والدها كان يشارك دائما فى حفلات عيد الجلوس بالمغرب، وكان الملك الحسن شديد الإعجاب به، قائلة: فى إحدى المرات تحدث الملك الحسن مع والدى وطلب منه أن يغنى الناس المغرمين، وودع هواك، فضحك والدى وفرح لأن الملك يحفظ أغانيه. 
 
سر النجاح مع أهل المحبة.. كشفت ابنة عبدالمطلب سر نجاح وبقاء أغانى والدها قائلة: من أهم أسباب نجاح والدى وبقاء أغانيه أنه كان يختار كلمات تشبه روحه وشخصيته وخفة ظله، فيكون للأغنية قصة وبداية ونهاية، وكان يتعامل مع ملحنين يفهمون طبقات صوته ويقدمون له ألحانا تتناسب معه.  وتابعت: كان الرصيد الأكبر من ألحان أغانى أبى لرفيق عمره الموسيقار محمود الشريف زوج خالتى، حيث بدأت رحلتهما الفنية معا وقدم له الشريف أهم ألحانه ومنها رمضان جانا، يا أهل المحبة، بصعب على روحى، يا بايعنى، ودع هواك، وغيرها.
 
وأشارت سامية عبدالمطلب إلى أن العلاقة الفنية بين والدها والموسيقار محمود الشريف بدأت قبل علاقة النسب، حيث لحن له الشريف أغنية بتسألينى بحبك ليه، عام 1938، قائلة: والدى صنع نجاحات كبيرة مع عمى محمود الشريف، وكانت أغنية يا أهل المحبة التى لحنها الشريف أول أغنية تصور بطريقة الفيديو كليب، حيث طلب المخرج محمد سالم من والدى أن يصورها فى حديقة الحيوانات، وكان هذا فى الستينات، كما صور أبى أغنية رمضان جانا للتليفزيون مرتديا جلابية وطاقية.
 
وعن علاقة النسب بين عبدالمطلب والملحن محمود الشريف، قالت سامية عبدالمطلب: كان والدى بيحضر عيد ميلاد إكرام محمود الشريف ابنة خالتى وهناك رأى والدتى، فأحبها وتزوجها وأنجبنى أنا وأختى الأكبر إنتصار التى توفيت فى شبابها، وقبلها كان أنجب شقيقىّ نور وبهاء من زوجته الأولى شوشو عز الدين أخت الفنانة ببا عز الدين.
 
محمد-عبدالمطلب---7-copy
 
تشير سامية محمد عبدالمطلب إلى أن أغنية ساكن فى حى السيدة وهى من أشهر أغانى ملك المواويل وأكثرها نجاحا كان يعدها محمد فوزى ويلحنها لكى يغنيها بنفسه، ولكن حين سمعه أبناؤه وهو يؤدى بروفاتها قالوا له إن الأغنية لا تناسبه وأنها تناسب عبدالمطلب، فذهب محمد فوزى ومنح الأغنية لوالدها كى يغنيها، قائلة: توجت هذه الأغنية مشوار أبى وعاشت مع كل الأجيال وحفظها الشباب ولحنها فوزى مع بداية رحلته مع المرض عام 1961.
 
ملك المواويل والزعيم عبدالناصر.. كان محمد عبدالمطلب يحب الرئيس جمال عبدالناصر حبا كبيرا، وشارك فى معظم حفلات عيد الثورة.
 
وتحدث ابنه نور وابنته سامية عن العلاقة والمواقف التى جمعت ملك المواويل بالزعيم جمال عبدالناصر.
 
وقال نور محمد عبدالمطلب: والدى شارك فى معظم حفلات عيد الثورة، وعندما كنت فى سوريا بدعوة من العماد أول مصطفى طلاس فى التسعينات والذى كان وزيرا للدفاع بسوريا، حكى لى قصة شهدها فى إحدى احتفالات أعياد الثورة التى حضرها.
 
وتابع: قال لى طلاس إنه كان يجلس وراء الرئيس عبدالناصر، وتأهب لمغادرة الحفل بعد انتهاء عبدالحليم من الغناء، ولكن فوجئ الجميع بوالدى يمسك بكتف الزعيم عبدالناصر، ويقول له: رايح فين ياريس، فضحك عبدالناصر، وقال له: رايح البيت، فاستعطفه والدى قائلا: أنا عامل بدلة جديدة وموال جديد، مش هتسمعنى؟!
 
وأشار ابن عبدالمطلب إلى أن الرئيس عبدالناصر نظر إلى المشير عبدالحكيم عامر، وقال له: اجلسوا هنسمع عبدالمطلب، وغنى ملك المواويل حينها موال  أجمل جمال بلدى أنظره هو جمال بلدى.  وأكد الابن أن والده حزن حزنا شديدا لوفاة عبد الناصر حتى أنه توقف لشهورعن الغناء وسافر إلى مسقط رأسه فى شبراخيت وأوصاه بألا يرشد أحدا عن مكانه.
 
فيما أكدت الابنة سامية عبدالمطلب أن والدها كان فى كازينو أوبرا عندما سمع خبر وفاة جمال عدالناصر، وسقط على الأرض من شدة الصدمة وحملوه على كرسى، قائلة: والدى كان بيحب عبدالناصر جدا، وكرمه الزعيم فى عيد العلم سنة 1964 وغنى فى الكثير من الاحتفالات التى حضرها ناصر، ورغم أنه اتكرم فى عهد السادات وحصل على جائزة الإبداع الفنى سنة 1979، وغنى فى بعض الأفراح الخاصة بعائلة السادات لكن كان له ارتباطه وانتماؤه لعبد الناصر بشكل كبير جدا.
 
هجوم قنديل.. كشفت ابنة ملك المواويل أن الفنان محمد قنديل انتقد والدها بسبب غنائه فى ملهى رمسيس الليلى بشارع الهرم فى نهاية حياته.
 
وقالت سامية محمد عبدالمطلب: كان محمد رشدى وشفيق جلال من أقرب أصدقاء أبى وربطتهم به علاقة قوية، ولكن هاجمه الفنان محمد قنديل لأنه كان يغنى فى ملهى رمسيس وكان يملكه صديق عمره سعيد مجاهد الذى بدأ معه حياته الفنية. وتابعت: كان أبى يقول إنه يربى صوته ويجب أن يدربه يوميا على الغناء، ولا يستطيع أن يعتزل ويتوقف عن الغناء، كما كان لديه التزامات مادية وبيت مفتوح، وكانت هذه الكازينوهات يرتادها جمهور من العائلات ويحضرها كبار الفنانين وعلى رأسهم موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وكانت ساحة فنية لكبار المطربين، فكان يغنى مع أبى فى الملهى تلامذته شفيق جلال وسعاد مكاوى، كما كانت نجاح سلام وزوجها يغنيان فى ملهى آخر.
 
وأضافت: محمد قنديل، ظهر بعد والدى بفترة كبيرة وكان كل منهما يمثل مدرسة فنية مختلفة، وقنديل هاجمه وبعد وفاة والدى غنى فى كازينو الليل سنة 81.
وقالت ابنة ملك المواويل: والدى يتم تدريس صوته وفنه فى معهد الموسيقى العربية، ومفيش فنان أدخل الموال فى الأغنية مثله وبطريقته.
 
نهاية الرحلة.. تشير ابنة عبدالمطلب إلى أنه عانى فى بداية السبعينات من ذبحة صدرية وفى نهاية السبعينات تعرض لعدد من الأزمات المتتالية، وكان أكثرها قسوة وفاة ابنته إنتصار عام 1979 وهى فى ريعان شبابها، وبعدها تبدلت أحوال ملك المواويل وبدت عليه آثار الحزن وتوفى بعدها بعام واحد فى 21 أغسطس عام 1980.
 

محمد-عبدالمطلب---ديكوبيه
 
p.8

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة