الأسرة كما نعلم هى اللبنة الأولى فى بناء أى مجتمع – فإذا صلحت ووجدت الرعاية الكاملة من الوالدين وأولياء الأمور ومن الجهات الرسمية فى الدولة ظهرت الى الوجود دولة مثالية تقتدى بها الدول الأخرى ... ولكننا وحتى هذه اللحظة لازلنا نعانى من الأعداء من المخططات الداخلية والخارجية التى تهدف الى محو هويتنا العربية الاصيلة وتحطيم قيمنا وأخلاقنا ومبادئنا التى نشأنا وتربينا عليها ...
إن ما نراه اليوم من الكثير من الآباء والأمهات من تقاعس تجاه أبنائهم وبناتهم وتركهم بدون رعاية ولا توجيه بين أصدقاء السوء من جهة وبين أبواق الدعاية المبرمجة ومن الفضائيات وبرامج الألعاب التى تحمل بين طياتها السم الزعاف من جهة اخرى - فأصبح غالبية شبابنا مقلدين فقط للشعوب الغربية فى كل شىء بدون وعى ولا تفكير ولا ثقافة أو إدراك – فنجد الأب الذى لا يهمه مستقبل ابنه بحجة أنه يعرف مصلحته وهو يقضى غالبية وقته على المقاهى مع مدمنى المخدرات والتدخين ومتابعة لاعبي كرة القدم وأشهر الكليبات وأحدث الأغانى ويقلد شباب الغرب فى قصات الشعر والأزياء والألوان التى تثير الاشمئزاز والشفقة لدى غالبية المجتمع--- والأم التى تترك لبناتها الحرية بالخروج بأزياء تدعو الى التبرج والخلاعة والتناقض – معللة ذلك بأن البنت لازالت صغيرة ولا حرج عليها ... !!
إن هناك ضرورة ملحة لأن نقف جميعا كحكومة ومواطنين– لبذل كل الجهود فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتعليمية ... كما فعلت العديد من الدول من حولنا والتى لم تتأثر شعوبها وأبنائها وبناتها بتلك الخزعبلات والمهازل التى تبثها أبواق العهر والفسوق والرذيلة --- ولكنها ساعدت على نشر الثقافة والاهتمام بالابتكار والبحث العلمى وتلقين الأطفال أسس الأخلاق القويمة ....
نحن بعون الله واثقون من التغلب على هذه القلة من الأسر المريضة - من خلالنا كأهل وجيران وأصدقاء - ومن كافة دور العبادة كالمساجد والكنائس ومن الجمعيات الخيرية والجامعات والهيئات التعليمية ووسائل الأعلام المختلفة - ومن الندوات والمحاضرات والمناظرات - كما نرجو من الحكومة الموقرة أن تساهم بمراجعة تراخيص هذا الكم الهائل من المقاهى والمنتديات وزيادة الاهتمام بأطفال الشوارع ومحاربة ظاهرة التسول المنتشرة الآن .... مع خالص الدعاء لكل المواطنين الشرفاء ولحكومتنا الرشيدة بالتوفيق والسداد.. وتحيا مصر.