تحول اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل، والذى أعلن عنه مساء الخميس، ويقضي بإقامة علاقات شبه شاملة بين البلدين مقابل وقف النشاط الاستيطاني لإسرائيل في الضفة الغربية، إلى معركة انتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما ظهر واضحاً في هجوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منافسه في الانتخابات الرئاسية جو بايدن.
وخلال الساعات التالية لإعلان الاتفاق برعاية أمريكية، حاول ساسة منتمين للحزب الديمقراطي نسب الفضل لأنفسهم في تقريب وجهات النظر بين الإمارات وإسرائيل، والخروج بالاتفاق الأخير بصورته النهائية، وهو ما علق عليه ترامب في مؤتمر صحفي مساء الجمعة، قائلاً: "كل ما استطاع بايدن القيام به هو اتفاق رهيب مع إيران".
وتلقي ترامب خلال المؤتمر سؤالاً حول ما أعلنه بايدن عن "دور" في اتفاق السلام، ليجيب: لم ينجز بايدن إلا اتفاق رهيب مع الإيرانيين بـ1.8 مليار دولار نقداً مقابل كم كبير من المشاكل"، في إشارة إلى الاتفاق النووي الموقع بين واشنطن وطهران في عهد باراك أوباما، الذي عمل معه بايدن نائباً للرئيس.
وتابع ترامب أن اتفاقية الامارات ـ إسرائيل تاريخية وجاءت نتيجة للعمل والمجهود الكبير وللتفاهم من الجانبين، مشيرا الي ان هناك عدد من الدول العربية الآخر يستحذوا حذو الإمارات قريباً.
وأضاف الرئيس الأمريكي أن إعلان الاتفاقية بين الامارات وإسرائيل برعاية أمريكية هو أمر كان له ردود أفعال جيدة على مستوى العالم، مشيرا إلى أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط قريبا للغاية.
وجاء هجوم ترامب بعد يوم من إشادة جو بايدن بالاتفاق، والزعم أنه "نتاج لجهود إدارة أوباما"، مشيراً في بيان أصدره الخميس إلى أن الخطوة "تاريخية لجسر الانقسامات العميقة في الشرق الأوسط"، واصفًا عرض الإمارات بالاعتراف العلني بدولة إسرائيل بأنه عمل مرحب به وشجاع ومطلوب بشدة من رجال الدولة.
وقال بايدن: "إنه اعتراف حاسم بأن إسرائيل جزء حيوي لا يتجزأ من الشرق الأوسط يمكن لإسرائيل وستكون شريكا استراتيجيا واقتصاديا قيما لكل من يرحب بها".
وأضاف إن التقاء إسرائيل والدول العربية يبني على جهود الإدارات المتعددة لتعزيز انفتاح عربي إسرائيلي أوسع، بما في ذلك جهود إدارة أوباما وبايدن للبناء على مبادرة السلام العربية.
واستطرد: "لقد أمضيت شخصيا بعض الوقت مع قادة كل من إسرائيل والإمارات خلال إدارتنا لبناء قضية للتعاون والمشاركة الأوسع والفوائد التي يمكن أن تقدمها لكلا البلدين ، ويسعدني الإعلان.. إنه تذكير في الوقت المناسب بأن العداوات والاختلافات - حتى تلك التي طال أمدها - ليست مستحيلة والدور الذي يمكن أن تلعبه الدبلوماسية الأمريكية."
وأضاف: "هناك دائمًا مجال للتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك ، والإمارات وإسرائيل تشتركان في مصلحة كبيرة في الحفاظ على آفاق السلام في المنطقة".
ومضى بايدن يقول إن "الضم سيكون بمثابة ضربة جسدية لقضية السلام ، ولهذا السبب أنا أعارضها الآن وأعارضها كرئيس.. سينهي فعليًا أي فرصة لحل الدولتين الذي من شأنه أن يضمن مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية ودعم حق الفلسطينيين في دولة خاصة بهم".
وأضاف بايدن: "بإحباط هذا الاحتمال واستبداله بأمل مزيد من الارتباط والتكامل في المنطقة ، حددت الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل طريقًا نحو شرق أوسط أكثر سلامًا واستقرارًا".
وقال: "ستسعى إدارة بايدن-هاريس للبناء على هذا التقدم ، وستتحدى كل دول المنطقة لمواكبة هذا التقدم".
في سياق متصل، روجت دورية فورين بوليسي عن دور مزعوم لأحد المانحين الديمقراطيين في اتفاقية السلام، مشيرة إلى أن الملياردير الأمريكي ـ الإسرائيلي حاييم صابان قاد مهام مختلفة لتقريب وجهات النظر.
ونقلت فورين بوليسي عن صابان قوله : بالنسبة لي ، فإن سلامة وأمن إسرائيل دائمًا ما يكونان في طليعة الذهن ، واتفاقية السلام التاريخية هذه هي إنجاز مهم.. قدمت نصائح عدة للسفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة في وقت سابق من هذا العام بكتابة مقال رأي حاد اللهجة ضد الضم الإسرائيلي للضفة الغربية ، وساعدت في نشره نشره في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وأجريت زيارة إلى الإمارات لتحريك المياه الراكدة.
وأشارت فورين بوليسي إلى أن كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر قال في وقت سابق للصحفيين إنه تواصل مع العتيبة بعد قراءة مقال السفير لمناقشة اتفاق السلام محتمل، لتحقيق تقارب استراتيجي هام من أجل استقرار الشرق الأوسط.