شاركت إحدى ابنتى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ماريا وكاتيرينا، فى التجارب السريرية على اللقاح "سبوتنيك فى"، الذى أعلن عنه رسمياً الأسبوع الماضى، كأول صيغة تظهر فى العالم حتى الآن للعلاج بالتطعيم من فيروس "كورونا" المستجد المسبب للإصابة بمرض "كوفيد-19".
وربط عدد من النشطاء ما قام به الرئيس الروسى "بوتين" بما قام به من قبل الجنرال الفرنسى السابق نابليون بونابرت، والذى تحل اليوم ذكرى ميلاده الـ251، إذ ولد بمدينة أجاكسيو فى 15 أغسطس سنة 1769. لكن ما هى علاقة نابليون بلقاح ابنة بوتين بلقاح "سبوتنيك" الجديد؟
فى بدايات القرن الثامن عشر كان الجدرى جائحة عالمية قديمة لا حل لها، ولم يكن العلماء توصلوا بعد إلى مصل أو لقاح عالمى لوقف حصد هذا الوباء لأرواح البشر، حتى جاء العالم والطبيب البريطانى إدوارد جينر، بعدما ساهم فى تخليص البشرية من مرض الجدرى الذى أرّق البشرية وتسبب سنويا بوفاة نحو 400 ألف شخص سنويا بأوروبا.
وفى يوم 14 مايو 1796، أجرى إدوارد جينر تجربته الشهيرة على الطفل جيمس فيبس (James Phipps) فحقنه بعينات من جلد حلابة بقر أصيبت فى وقت سابق بجدرى البقر ليلاحظ بذلك ظهور مناعة ضد مرض الجدرى لدى الطفل.
وخلال شهر أكتوبر 1803، التقى الطبيب غيوتان بالقنصل الأول نابليون بونابرت وحدّثه عن ضرورة اعتماد التطعيم ضد الجدرى بالبلاد. فى الأثناء، أجرى الصيدلى برمانتيه أولى التجارب حول طريقة التطعيم وحقق نجاحا شجعه على تأييد تطعيم الجيش والشعب الفرنسي.
بداية من العام 1805، لم يتردد نابليون بونابرت بمساعدة الأطباء غيوتان وبينال (Pinel) والصيدلى برمانتيه فى بدء عملية تطعيم الجيش الفرنسى ضد الجدري. أيضا، وافق نابليون خلال شهر مايو 1811 على تطعيم ابنه ضد الجدرى كما عمم عملية التلقيح لتشمل بقية أفراد الشعب الفرنسي، وعلى حسب عدد من المصادر، حصل أغلب الأطفال بنصف محافظات فرنسا على تطعيم ضد الجدرى أثناء السنوات الخمس الأخيرة من حكم نابليون وبفضل ذلك تراجع عدد الوفيات بسبب هذا المرض بشكل لافت للانتباه مقارنة بعام 1789 (سنة اندلاع الثورة الفرنسية).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة