كيف أحب عبد المطلب "حفيده" محمدا؟.. ما يقوله التراث الإسلامى

الأحد، 16 أغسطس 2020 05:02 م
كيف أحب عبد المطلب "حفيده" محمدا؟.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عانى الرسول الكريم محمد فى طفولته من اليتم، لكن الله قيض له أهل يحبونه، كان على رأسهم جده عبد المطلب الذى كان يناديه "ابنى" لكن ما الذى يقوله التراث الإسلامى عن العلاقة بينهما.

يقول كتاب البداية والنهاية لـ لحافظ ابن كثير تحت عنوان "فصل كفالة عبد المطلب للنبى عليه الصلاة والسلام":

قال ابن إسحاق: وكان رسول الله ﷺ مع جده عبد المطلب بن هاشم، يعنى بعد موت أمه آمنة بنت وهب، فكان يوضع لعبد المطلب فراش فى ظل الكعبة، وكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه، لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالا له.

قال: فكان رسول الله ﷺ يأتى وهو غلام جفر حتى يجلس عليه، فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه، فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك منهم: دعوا ابنى فوالله إن له لشأنا، ثم يجلسه معه على فراشه، ويمسح ظهره بيده، ويسره ما يراه يصنع.
 
وقال الواقدي: حدثنى محمد بن عبد الله، عن الزهري. وحدثنا عبد الله بن جعفر، عن عبد الواحد بن حمزة بن عبد الله. وحدثنا هاشم بن عاصم الأسلمي، عن المنذر بن جهم. وحدثنا معمر، عن ابن أبى نجيح، عن مجاهد.
 
وحدثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن أبى الحويرث، وحدثنا ابن أبى سبرة، عن سليمان بن سحيم، عن نافع، عن ابن جبير،  دخل حديث بعضهم فى بعض - قالوا: كان رسول الله ﷺ يكون مع أمه آمنة بنت وهب، فلما توفيت قبضه إليه جده عبد المطلب، وضمه ورق عليه رقة لم يرقها على ولده، وكان يقربه منه ويدنيه، ويدخل عليه إذا خلا وإذا نام، وكان يجلس على فراشه فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك: دعوا ابنى إنه يؤسس ملكا.
 
وقال قوم من بنى مدلج لعبد المطلب: احتفظ به، فإنا لم نر قدما أشبه بالقدم الذى فى المقام منه، فقال عبد المطلب لأبى طالب: اسمع ما يقول هؤلاء، فكان أبو طالب يحتفظ به.
 
وقال عبد المطلب لأم أيمن، وكانت تحضنه، يا بركة لا تغفلى عن ابنى، فإنى وجدته مع غلمان قريب من السدرة، وإن أهل الكتاب يزعمون أن ابنى نبى هذه الأمة، وكان عبد المطلب لا يأكل طعاما إلا يقول: على بابنى فيؤتى به إليه.
 
فلما حضرت عبد المطلب الوفاة أوصى أبا طالب بحفظ رسول الله ﷺ وحياطته، ثم مات عبد المطلب ودفن بالحجون.
 
وقال ابن إسحاق: فلما بلغ رسول الله ﷺ ثمان سنين هلك جده عبد المطلب بن هاشم.
 
ثم ذكر جمعه بناته وأمره إياهن أن يرثينه، وهن: أروى، وأميمة، وبرة، وصفية، وعاتكة، وأم حكيم البيضاء، وذكر أشعارهن، وما قلن فى رثاء أبيهن وهو يسمع قبل موته. وهذا أبلغ النوح، وبسط القول فى ذلك. وقد قال ابن هشام: ولم أر أحدا من أهل العلم بالشعر يعرف هذا الشعر.
 
قال ابن إسحاق: فلما هلك عبد المطلب بن هاشم ولى السقاية وزمزم بعده ابنه العباس، وهو من أحدث إخوته سنا، فلم تزل إليه حتى قام الإسلام، وأقرها فى يده رسول الله ﷺ، وكان رسول الله ﷺ بعد جده عبد المطلب مع عمه أبى طالب، لوصية عبد المطلب له به، ولأنه كان شقيق أبيه عبد الله، أمهما فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم.
 
قال: فكان أبو طالب هو الذى يلى أمر رسول الله ﷺ بعد جده، وكان إليه ومعه.
 
وقال الواقدى: أخبرنا معمر، عن ابن نجيح، عن مجاهد، وحدثنا معاذ بن محمد الأنصارى، عن عطاء، عن ابن عباس. وحدثنا محمد بن صالح، وعبد الله بن جعفر، وإبراهيم بن إسماعيل بن أبى حبيبة - دخل حديث بعضهم فى حديث بعض -قالوا: لما توفى عبد المطلب قبض أبو طالب رسول الله ﷺ فكان يكون معه، وكان أبو طالب لا مال له، وكان يحبه حبا شديدا، لا يحبه ولده، وكان لا ينام إلا إلى جنبه، ويخرج فيخرج معه، وصب به أبو طالب صبابة لم يصب مثلها بشيء قط، وكان يخصه بالطعام، وكان إذا أكل عيال أبى طالب جميعا أو فرادى لم يشبعوا، وإذا أكل معهم رسول الله ﷺ شبعوا.
 
فكان إذا أراد أن يغديهم قال: كما أنتم حتى يأتى ولدي، فيأتى رسول الله ﷺ فيأكل معهم، فكانوا يفضلون من طعامهم، وإن لم يكن منهم لم يشبعوا، فيقول أبو طالب: إنك لمبارك، وكان الصبيان يصبحون رمصا شعثا، ويصبح رسول الله ﷺ دهينا كحيلا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة