كيف أعادت أزمة كورونا أيقونات ماركيز الروائية إلى الواجهة؟

الأحد، 16 أغسطس 2020 02:04 م
كيف أعادت أزمة كورونا أيقونات ماركيز الروائية إلى الواجهة؟ ماركيز
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رحلت مرسيدس، أرملة الأديب العالمى ماركيز، الحاصل على جائزة نوبل فى الآداب لعام 1982، حيث أعلنت وزارة الثقافة فى المكسيك وفاة مرسيدس أرملة وملهمة الروائى الكولومبى جابرييل جارسيا ماركيز عن عمر يناهز 87 عاماً حسب ما ذكرت مواقع إخبارية، ورغم أن الأحداث التى يمر بها العالم حالياً فى ظل انتشار فيروس "كورونا" المستجد، جديدة فى الواقع على كثيرين، فإنها ليست كذلك على عوالم الفنون بمختلف أنواعها، وهو أمر لم يقتصر فقط على السينما، كما يعتقد البعض، لكنه امتد إلى الأدب، إذ تناول العديد منها موضوعات حول الأوبئة وفترات انتشارها.
 
ومنذ بداية أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، أعادت تلك الأزمة روايتى "100 من عام من العزلة" و"الحب فى زمن الكوليرا" إلى الواجهة، وأعادتهما إلى صدارة اهتمامات القراء.
 
الحب في زمن الكوليرا
الحب في زمن الكوليرا
 
رغم أن أحداث رواية "الحب فى زمن الكوليرا"، للكاتب جابرييل جارسيا ماركيز، تدور حول قصة حب تنشأ بين شاب وفتاة من فترة المراهقة وحتى ما بعد بلوغهما الـ70، فإنها ارتبطت بالأوبئة والحجر الصحي، إذ رسمت فى خلفية القصة العاطفية، التى تتمحور حولها الأحداث، صورة لمنطقة الكاريبي، وما كانت تشهده من حروب أهلية وظروف معيشية صعبة، وترصد بدقة الأحوال فى هذه المنطقة من العالم فى الفترة من أواخر القرن الـ19 حتى العقود الأولى من القرن الـ20، من حيث الأحوال الاقتصادية والأدبية والديموغرافية، وما أحدثه انتشار وباء "الكوليرا" من معاناة للجميع، وكاد يفتك بالبلاد، فى الوقت الذى اتخذه بطل الرواية وسيلة لوجوده مع محبوبته أطول فترة ممكنة، حيث رفع الراية الصفراء على السفينة التى كانا يستقلانها، علامة على أنها تحمل مصابين بوباء "الكوليرا"، فلا يُسمح لها بالرسو فى أى ميناء، ما عدا التزوّد بالوقود، لتواصل السفينة إبحارها.
 
100 عام من العزلة
100 عام من العزلة
 
أما "مائة عام من العزلة" فتدور أحداثها حول "ماكوندو" وهى مدينة معزولة رسمها ماركيز فى مخيلته وطرحها بصورة واقعية لا يشك القارئ بأنها من الخيال، وهذا ما يميز الواقعية وسحرية الحركة التى سلكها ماركيز والتى تمزج بين الخيال والواقع بطريقة غير معتادة، تجعل وكأن الراوى أمامنا يحكى لنا القصة بأسلوب شائق، بعيدًا عن التكلف والغموض، ومئة عام من العزلة تعد الواجهة لهذه الحركة.
 
كما تمتزج أحداث الرواية وتتشابك عندما يسرد ماركيز قصة حياة عائلة "بوينديا" خلال مائة عام ومع أجيال متتالية حتى تنتهى الأحداث إلى آخر فرد من هذه العائلة الذى وقع فى خطيئة زواج غير مرغوب فيه، يصبح القارئ هنا فى وسط بين خيال الأحداث وواقعيتها، فيرى بعضهم أن أحداث القصة السياسية والاجتماعية مشابهة للمشاهد التى عاشها ماركيز فى "أراكاتاكا" الكولومبية وهى مسقط رأسه.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة