تسببت أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، فى ركود اقتصادى بعدد كبير من دول العالم إثر ضرب العديد من القطاعات الإنتاجية، إضافة إلى تأثر موارد الدول التى تعتمد بشكل خاص على السياحة، الأمر الذى نتج عنه أثار اجتماعية واقتصادية غير محتملة دفعت هذه الدول أو المدن لطلب الدعم والعون الداخلى من حكوماتها المركزية فى حالة المدن والبلدات، أو الدعم الخارجى حال تأثر الدولة بالكامل.
وفى هذا الصدد، تأمل بلدة فوركس التى تتواجد فى الطرف الشمالى الغربى لولاية واشنطن، أن توفر مجموعة من مصاصى الدماء المراهقين بعض الإغاثة لمجتمعها المتضرر بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، ويصل سكان فوركس فى واشنطن إلى 3600 نسمة تقريباً، وتعززت سبل عيشهم على مدار الـ15 عاماً الماضية بفضل قطاع السياحة الذى تطور بفضل سلسلة كتب "Twilight"، وأفلامها التى تبلغ قيمتها المليارات.
وأخذت أحداث الكتاب والأفلام محلها فى بلدة فوركس، رغم تصوير غالبية مشاهد الأفلام فى أوريجون، وكولومبيا البريطانية، وتتمحور قصة "Twilight"، التى نُشرت فى عام 2005، حول قصة حب بين طالبة فى المدرسة الثانوية، بيلا سوان، وحبيبها مصاص الدماء، إدوارد كولين، ولا تزال الشركات فى فوركس تجنى الأرباح الناجمة من حب المعجبين بـ"Twilight".
ونُشر الكتاب الخامس من السلسلة، وعنوانه "Midnight Sun"، فى 4 أغسطس، وفى أول أسبوع من إطلاقه، قفز الكتاب ليحل المرتبة الأولى للكتب الأكثر مبيعاً فى موقع "أمازون"، وفى ذروة نجاح السلسلة فى عام 2010، زار أكثر من 72 ألف شخص فوركس، وفقاً لبيانات مركز زوار البلدة، ومنذ ذلك الحين، انخفض هذا الرقم بنسبة 50% تقريباً، وذلك وفقًا لما نشرته شبكة "CNN" الإخبارية.
ولبناء صناعة السياحة، استثمرت فوركس فى أنشطة خاصة للمعجبين، مثل تخصيص الـ13 من سبتمبر، وهو اليوم الذى وُلدت فيه بطلة الفيلم بيلا سوان، كيوم ستيفانى ماير، لشكر الكاتبة على مساهمتها للمجتمع، كما أدرجت المطاعم المحلية عناصر من الفيلم فى قائمة طعامها، مثل شطيرة "بيلا برجر".
ويتدفق المعجبون بحماس أيضاً لحضور حدث سنوى يُدعى "Forever Twilight" فى مهرجان فوركس، وهو أمر يُعد بمثابة "وسام شرف" للمعجبين، وفقاً لما ذكرته المديرة التنفيذية لغرفة تجارة فوركس، ليزى أندروس، لـ"CNN".
وقبل سلسلة "Twilight"، سمعت أندروس أن الوضع فى فوركس كان محبطاً، وقالت: "عندما حدثت ظاهرة "Twilight"، أعادت الحياة إلى البلدة"، فيما تقطعت السبل بالمعجبين الذين زاروا البلدة فى عامى 2009 و2010 بحسب ما ذكرته مالكة متجر "ليبيل" للزهور والهدايا فى فوركس، شارلين ليبيل، وذلك عندما تم حجز جميع غرف فنادق "الموتيل" فى فوركس، وفى بورت أنجلوس، والتى تتواجد على بعد 55 ميلاً (88.5 كيلومتر تقريباً).
وجلب معجبو فوركس أيضاً بعض الفوائد غير المتوقعة للمجتمع فى البلدة، وعلى سبيل المثال، عندما احتاج مستشفى "فوركس كوميونيتى" إلى معدات لحماية للموظفين فى مجال الرعاية الصحية فى ظل جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، اجتمع المعجبون من جميع أنحاء البلاد لخياطة الكمامات.
وتمسكت بلدة فوركس بظاهرة "Twilight"، فى أواخر عام 2000 بعد المعاناة من خسائر اقتصادية فادحة بسبب تراجع صناعة الأخشاب فى أواخر القرن العشرين، وأجبر الجدل بشأن التدابير البيئية لحماية الغابات القديمة والبومة المرقطة، إلى جانب الركود والتغيرات فى الصناعة، إلى إخراج معظم وظائف الأخشاب خارج البلدة.
ومن جهتها، قالت الموظفة الوحيدة فى صحيفة البلدة، "Forks Forum"، التى تشغل أيضاً منصب رئيسة غرفة التجارة، كريستى بارون، إن بلدة فوركس ليست مكاناً يمكن للجميع العيش فيه، إذ ليس فيها مركز تجارى، أو دار سينما، ولكنها تقدر كرم المجتمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة