"أنا حرة" إحسان عبد القدوس يبحث عن حرية المرأة من واقع قاسم أمين

الإثنين، 17 أغسطس 2020 06:30 م
"أنا حرة" إحسان عبد القدوس يبحث عن حرية المرأة من واقع قاسم أمين غلاف الرواية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واحدة من أشهر روايات الأديب الكبير الراحل إحسان عبد القدوس، هى رواية "أنا حرة" التى صدرت لأول مرة عام 1954، والتى لقيت دويًّا واسعًا وقت نشرها، وقد نشرت، أربع مرات فى أقل من خمس سنوات فى روز اليوسف، والكتاب الذهبى ومكتبة المعارف، حتى أن النقاد اعتبروها التطبيق العملى لأفكار قاسم أمين عن الحرية، وحرية المرأة بشكل خاص.
 
رواية "أنا حرة" هى قصة منتزعة من حياته، من حى العباسية الذى عاش فيه، ومن شخصيات عرفها بالفعل، وأفكار وآراء آمن بها، كما يعتبرها علامة من علامات طريقه الأدبى ومسيرته. 
 
رواية "أنا حرة" لإحسان عبد القدوس
 
"أنا حرة" يتناول فيها إحسان عبد القدوس قضية التمرد على المجتمع بأعرافه وتقاليده التى عفى عليها الزمن وبطلة الرواية فتاة بسيطة تحاول ممارسة بعض الأمور العادية جدًا ولكن يقابل ذلك القمع من جهة أهلها بصورة مبالغ فيها إلى أن تقرر البطلة التمرد على هذه الأوضاع والتمرد على سطوة أهلها عليها والانطلاق فى مسيرة حياتها، كل هذه الأحداث يصوغها إحسان عبد القدوس بأسلوبه اللغوى الساحر الذى سيجبرك على قراءة الرواية أكثر من مرة.
 
ويقول عبد القدوس: "ليس هناك شىء يسمى الحرية وأكثرنا حرية هو عبد للمبادئ التى يؤمن بها، وللغرض الذى يسعى إليه، إننا نطالب بالحرية لنضعها فى خدمة أغراضنا.. وقبل أن تطالب بحريتك اسأل نفسك: لأى غرض ستهبها؟!.
 
رواية تدور حول حرية الإنسان بشكل عام وحرية الأنثى بشكل خاص رواية عن قصة أمينة تلك الفتاة الثائرة على مجتمعها، تلك الفتاة التى تصر على الوصول إلى حريتها، أهدافها، طموحاتها من العباسية انطلقت لتشق طريقها نحو الحرية... بحثت عنها كثيراً... حتى ظنت أنها وجدتها.
 
ومن أجواء الرواية: وقد انطلقت عدة مرات.. كانت تذهب إلى الحقول فى شارع بين الجناين.. وكانت فى كل مرة تعود من انطلاقها لتستقبلها عمتها بالشبشب، وكان أحياناً يتولى استقبالها زوج عمتها، وكانت فى بادئ الأمر تبكى وتصرخ وتستغيث وهى تحت الصفعات وضربات الشبشب، ثم بدأت تدافع عن نفسها وتصرخ وتصد الضربات بذارعيها وتجادل عمتها وزوج عمتها، وقد صاحت فى وجههما يوماً: -أنا حرة.. أعمل اللى أنا عايزاه.. ما حدث له دعوة بيّه، وأخرسها كفّ زوج عمتها بصفعة على شفتيها، وردت عمتها: -حرة!! حر لما يلهفك، قليلة التربية!.. وعندما هدأت أخذت تكرر بلهجة ساخرة: أنا حرة.. أنا حرة!! ثم انطلقت دموعها مرة أخرى.. هل هى حرة، وهل يقدّر لها يوماً أن تكون حرّة تفعل ما تريد؟.. متى ستخرج من هذا البيت؟ وإلى أين؟.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة