سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 17 أغسطس 1990.. رئيس عربى يتصل بالرئيس الأمريكى «بوش الأب» أثناء لقائه بالملك حسين يطالبه بسرعة التخلص من صدام حسين

الإثنين، 17 أغسطس 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 17 أغسطس 1990.. رئيس عربى يتصل بالرئيس الأمريكى «بوش الأب» أثناء لقائه بالملك حسين يطالبه بسرعة التخلص من صدام حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شعر العاهل الأردنى الملك حسين بالحرج من كلام الرئيس الأمريكى جورج بوش «الأب» له فى لقائهما يوم 16 أغسطس عام 1990، بمصيف بوش فى «كينيينكبورت»، لمناقشة قضية غزو العراق للكويت يوم 2 أغسطس 1990، وذلك حين تحدث بوش عن أوضاع الأردن الاقتصادية بعد الحصار الكامل على العراق، وقوله إن دولا عربية تستطيع مساعدة الأردن، ملمحا فى ذلك إلى السعودية ودول الخليج، ويكشف الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل قصة وأسرار اللقاء فى كتابه «حرب الخليج، أوهام القوة والنصر».. «راجع، ذات يوم 16 أغسطس 2020».
 
يؤكد هيكل، أن حسين شعر بالحرج وقال لبوش، إنه جاء ليبحث موضوعا آخر أكبر بكثير وهو موضوع السلام، وكان رد فعل بوش سريعا بمقدار ما كان جافا، فقد ركز نظره على الملك وقال: «حسين، اسمعنى، إن البترول بالنسبة لنا أكثر من ضرورة، هو أسلوب حياة، وأنا لن أسمح لهذا الرجل (يقصد صدام) أن يسيطر على ثلث إنتاج الخليج اليوم، وعلى ثلثى احتياطى العالم من البترول غدا، إن هذا الرجل أثبت أنه عدو للولايات المتحدة، ولن أسمح لنفسى أن أترك ديكتاتورا صغيرا يضع يده على شريان حياتنا».
 
يؤكد هيكل، أن بوش اندفع يقول: «أنتم العرب تعيشون على برميل بارود، هذا الرجل هددكم ومازال يهددكم، وهو يستطيع أن يفعل ذلك معكم، ولكن ليس معنا، نحن بعيدون عنه، ولكن لنا فى المنطقة مصالح حيوية، ونحن هنا لحمايتها، ثم قال: إننى ترددت قبل أن أوافق على مقابلتك، فأنت كنت فى بغداد قبل أربع وعشرين ساعة من اتصالك التليفونى بي، وكان ترددى فى تحديد موعد لك هو خشيتى من أن تظهر زيارتك وكأن بينى وبين هذا الرجل وساطة، وأنا لا أريد ذلك ولا الكونجرس ولا الرأى العام الأمريكى يسمحان به».
تدخل الملك ليقول إن صدام على استعداد تام للانسحاب، ووفقا لهيكل: رد بوش بصوت يحتمل كل تأويل «ه..م..م» ثم استدرك بنبرة مثقلة بإيحاءات شتى: الانسحاب بشروط.. جاءتنا هذه الشروط، ونحن نرفض كل شرط فيها.. فات أوان هذا الكلام.. إذا كان يريد أن ينسحب فنحن لا نمسك به لنمنعه، ينسحب فورا وبلا قيد أو شرط، وتعود أسرة الصباح إلى الكويت، ثم نرى بعد ذلك ما يلزم عمله».
 
يؤكد هيكل: «كان بوش يشير بذلك إلى بنود جديدة أضافتها الولايات المتحدة إلى قائمة طلباتها، وتقضى بتحديد حجم الجيش العراقى ونزع صواريخه وفك منشآته الكيماوية والنووية».. يذكر هيكل، أن بوش تحول إلى الهجوم المباشر، فقال: «إن ميناء العقبة مازال مفتوحا للعراق رغم قرار صادر من الأمم المتحدة والأردن لا يستطيع أن يخالف قرارا يعبر عن إرادة الشرعية الدولية، ولهذا فإن الأردن يجب أن يطبق الحصار وإلا وجد نفسه يواجه الإرادة الدولية، وكان معنى ذلك لا يحتمل اللبس، وأبسطه أنه إذا لم ينفذ الأردن إجراءات الحصار فإن القوات البحرية التى تنفذه سوف تضطر لفرض إحكامه على ميناء العقبة.. ورد الملك حسين بأن الأردن ليس خارجا عن الشرعية الدولية ولا عن قرارات مجلس الأمن».
 
يؤكد هيكل، أن الملك حسين روى فيما بعد خلال اجتماع مغلق عقده لأعضاء من مجلس الأعيان، أن بوش تلقى أثناء لقائه معه مكالمة تليفونية، وأنه قال له بعدها: هذا أحد زملائك يحثنى على سرعة العمل بالقوة قبل أن تؤثر الدعاية العراقية على الشارع العربى.
 
غادر الملك اللقاء محبطا بأكثر مما وصل إليه بوصف هيكل، وعاد إلى عمان يوم 17 أغسطس، مثل هذا اليوم، 1990 ومنها إلى زيارة سريعة لبغداد عائدا بعد ساعات إلى عمان، ويذكر «آفى شليم» فى كتابه «أسد الأردن» أن السفير الأمريكى فى عمان «هارسون» سلم إلى حسين عقب الاجتماع رسالة من بوش يقول فيها: «نعتقد أن الأردن بسبب موقفه الجغرافى ضعيف أمام الضغط العراقى، لكن يجب ألا ينتابكم أى شك فى أن نجاح العراق فى غزو الكويت سيلبى طموح صدام حسين فى الهيمنة على المنطقة، ولن يكون أى خارج فى مأمن منه، ومن الأمور الحيوية للمصالح الأردنية الأساسية ألا يقف الأردن محايدا فى الصراع بين العراق والأغلبية العظمى من الدول العربية، إن ملاحظة وجود تحالف أمر واقع بين العراق والأردن أضر بسمعة الأردن فى الولايات المتحدة وغيرها، ونحن نأمل مخلصين أن تتخذوا خطوات حازمة لوضع حد لهذا التدهور».
 
يؤكد «شليم» أن الملك حسين وصف هذه الرسالة بأنها «بغيضة» و«فظة جدا».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة