آثار البيان الصادر عن المركز القومى للترجمة، لتحديد آليات تعاقد المترجمين مع المكتب الفنى، جدلا واسعا فى الأوساط الثقافية، خاصة بعد احتواء الآليات شروطا غريبة من وجهة نظر عدد كبير من المثقفين، خاصة الشرط الذى يستوجب مراعاة ألا يتعارض الكتاب مع الأديان وألا يتعارض الكتاب مع القيم الاجتماعية والأخلاق والأعراف.
وقال الشاعر والمترجم الكبير رفعت سلام، مترجم الأعمال الكاملة للشاعر الفرنسى الشهير شارل بودلير، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "عن الترجمة والجهل، وأخونة مركز الترجمة" وتابع: "فى حديث لى مع الدكتورجابر عصفور- منذ دقائق- أبدى اعتراضه الشديد على بيان مديرة المركز القومى للترجمة، بشأن نهجها القادم بالمركز.. وضرورة التزام المترجمين بما يتوافق مع التقاليد والأعراف.. باعتبارها محأولة لأخونة نشاط المركز.. وأن أسس تأسيس المركز تتعارض تمامًا مع مثل هذه الأفكار".
وواصل: "قلت له إن السيدة مديرة المركز تطيح بمفهوم الترجمة الأصلي، باعتباره معرفة "الآخر" كما هو، فى ذاته، وتستبدله بمعرفة مشوهة، بالآخر، خاضعة للوصاية والآنتقاء؛ محكومة فحسب بما يتفق مع تقاليدنا وأعرافنا.. وهو ما ربما ينتمى إلى الوعى السائد بالقرن التاسع عشر"، وأتبع: "وقال لى إنه اتصل بوزيرة الثقافة، بهذا الخصوص، وإنها غير موافقة على موقف مديرة المركز، وستعيد الأمور إلى نصابها".
فيما قال المترجم الكبير سيد إمام: " تخلصوا من الخلايا النائمة للدواعش داخل المركز القومى للترجمة قبل ما تخرب" وأضاف فى تدوينه أخرى مندهشا:" وأنا كمان أبدى اندهاشى ممن شمروا سواعدهم للدفاع عن البيان وهاتك يا همز ولمز وطعن فى وطنية من هاجموا البيان".
وتساءل سيد إمام: " يعنى كتاب مثل علم نفس الشواذ (أى المثليين) وهو كتب بيحلل مشكلة الشذوذ الجنسى بطريقة علمية، حيكون إيه موقف المكتب الفنى منه؟! واللا الجواب بيبان من عنوانه؟! وماذا عن الحداثة وما بعد الحداثة التى تتعارض قيمها مع قيمنا التقليدية التى ينتمى أغلبها للعصور الوسطى؟! ماذا عن سارتر ونيتشه (نظريته حول موت الإله) ودريدا وهيدجر، نلغيهم من حسابنا؟! نرجع لكوبرنيقوس وجاليليو وجوردانو برونوالذين اصطدمت أراؤهم بقيم ومعايير الكتب المقدسة السائدة فقتلوا أو أجبروا على التراجع أو أحرقوا أحياءً؟! نظريات الفيزياء الحديثة التى تضرب فكرة الإله التقليدية فى مقتل، مإذا نحن فاعلون بها؟!..ومع ذلك فالأرض كروية..!!".
وقال المترجم الكبير عبد المقصود عبد الكريم: "معضلة المركز القومي للترجمة، شهادة وفاة لميت منذ سنوات: أظن أنني واحد من أكثر المترجمين الذين صدرت لهم كتب مترجمة عن المركز القومي وقد عاصرت المشروع القومي للترجمة حتى قبل إنشاء المركز، وأشهد أن أزهى عصور المركز كانت في العصر الذي اجتمع فيه الثلاثي جابر عصفور وطلعت الشايب وشهرت العالم، واستمر المركز في حالة لا بأس بها بعد ذلك حتى تدهورت حالته في السنوات الأخيرة وكثرت المشاكل مع كبار المترجمين، وتأخر صدور الكتب بشكل لم يسبق له مثيل وصدر بعضها بعد انتهاء فترة شراء حقوق الملكية الفكرية وانتهت هذه الفترة قبل صدور بعضها في إهدار صارخ للمال العام. والحقيقة أنني أعتبر أن المركز كان في حالة موت سريري منذ سنوات (لم أدخل المركز منذ يناير 2019، رغم وجود ثلاثة كتب من ترجمتي تقترب من مليون كلمة لم تصدر بعد، أحدثها مضت عليه ثلاث سنوات تقريبا). وكل ما فعلته مديرة المركز لا يتعدى كتابة شهادة وفاة رسمية للمركز ونعي جاء بصورة غير مناسبة، لقد كان المركز المرحوم جديرًا بنعي أفضل".
فيما علق المترجم الشاب يوسف نبيل مقتضبا: "بيقولك على ألا يتعارض مع الاديان والقيم الأخلاقية والأعراف. يعنى مثلا مينفعش ماركس ولا سارتر ولا كامو ولا جوركى ولا أى حاجة تقريبا".
بينما قال المترجم محمد رمضان: "فيه 3 شروط فى صالح حركة الترجمة والمترجمين: عدم صدور ترجمة سابقة للكتاب، الترجمة عبر اللغة اﻷصلية مباشرة، عدم تعاقد المترجم على أكتر من عمل فى نفس الوقت" وتابع: " لكن للأسف باقى الشروط بتساهم فى تعطيل حركة الترجمة: فتح التقديم مرتين فى السنة هيقلل جدا طلبات الترجمة، شرط الحد اﻷقصى هيمنع كتب كتير مهمة مش موسوعات، شرط الخمس سنين مش منطقى أبدا ﻷن الاصدارات الجديدة على ما بتوصل ويتم التعاقد وشراء الحقوق هتنتهى المدة ده بالإضافة إن فيه كتب بتاخد مدة أكتر من دى عشان تصدر عن المركز.
وأضاف: "صعوبة حصول المترجم نفسه على نسخة ورقية أصلية من العمل أغلب الكتب الحديثة بيتم الترجمة من نسخ إلكترونية، وعدم تعارض الكتاب مع اﻷديان والقيم واﻷخلاق ده شرط فى منتهى الغرابة ﻷن ببساطة أى كتاب يخص الحضارات القديمة مثلا أو معتقدات الشعوب اﻷخرى أو حتى بعض المواضيع العلمية هيكون فيها تعارض مباشر ولو مثلا عمل أدبى بيتضمن شرب خمور أو أكل لحم خنزير برضو هيتعارض وياترى أيه هيكون معيار التقييم فى شرط عام وفضفاض بالشكل ده؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة