لم يكن المشهد الذى ظهر فيه محمد ناصر الإعلامى بقناة مكملين الإخوانية وهو يقول نصا: "عزمى بشارة كاره لكل قنواتنا الشرق ومكملين ووطن لأن ميزانيتها لا تعادل ميزانية البوفيه والتواليت فى قناة العربى" مشهدا عاديا، بل هذا المشهد يجسد ويوثق حجم الخلافات بين أجنحة الإخوان فى تركيا وقطر.
فـ"محمد ناصر" يظهر عبر قناة "مكملين" المطلة علينا من تركيا، بينما عزمى بشارة هو المستشار الشخصى لتميم بن حمد ويقطن قصور الدوحة، الأمر الذى يفسر لنا أن المعركة بين أجنحة الإخوان على أعلى مستوى فى التنظيم، كما تفسر لنا أنها محاولات حثيثة لابتزاز الرؤوس الكبيرة "أردوغان – تميم" للحصول على المزيد من "الريالات القطرية والليرة القطرية" بجانب العملة الخضراء "الدولار".
معركة الإخوان على كعكة التمويل
هناك خلافات حاليًا بين كل من الإخوان من ناحية وتركيا وقطر من ناحية أخرى بشأن التمويل التركى والقطرى للتنظيم، خاصة فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تمر بها كل من الدوحة وأنقرة والخسائر الاقتصادية التى تتكبدها الدولتان خلال الفترة الحالية، وهو ما يشير إلى إمكانية أن تتخلى تركيا وقطر عن الجماعة خلال الفترة المقبلة، لذلك تتصاعد الخلافات داخل اجنحة الإخوان، وفقا لما أكده أحمد ربيع الغزالى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، والخبير فى شئون الحركات الإسلامية.
وقال "الغزالى"، أن كلًا من قطر والإخوان الآن مختلفان، حيث ظهر خلافهما فى توزيع الاتهامات بالانتفاع والعمالة والجهل بين قيادات الإخوان أنفسهم والانشقاقات التى تضرب التنظيم فى الفترة الراهنة، وهو مما يشير إلى انقطاع التمويل أو جفافه الذى يأتى من قطر.
أكبر حالات انقسام تشهدها اجنحة الإخوان
تعيش جماعة الإخوان الإرهابية حالة من الانقسام الشديد على كل مستوياتها، وكان آخرها انقسام الإعلام على نفسه بهذا الشكل، فالقيادات مختلفة، ما أدى لشق الجماعة رأسيًا وأفقيًا، وامتد خلاف القيادات وتخوينهم لبعضهم البعض والاتهامات المتبادلة بالعمالة والخيانة وحتى الردة إلى انقسام وتشرذم الأتباع، حسبما قال سامح عيد، القيادى السابق فى جماعة الإخوان.
وأوضح "عيد" أن الخاسر الأكبر فى الإخوان هما شباب التنظيم حيث لجئوا إلى الإلحاد للهروب من الانقسامات والمعارك التى تشهدها الجماعة، فضلا عن الوعود الزائفة من قبل قيادات الجماعة، مشيرا إلى أن اليوم انقسمت الآلة الإعلامية التى كانت أكثر الجبهات وحدة إلى إعلام قطرى وآخر تركى يتبادلان الاتهامات بهذا الشكل المضحك، الأمر الذى يوضح أن الجماعة باتت عبارة عن بضعة مرتزقة يجمعهم المال ويفرقهم أيضًا، وأنه لا توجد قضية مركزية لهؤلاء المرتزقة.
ما خفى كان أعظم
الخلافات بين أجنحة الإخوان فى تركيا وقطر يظهر للجميع وخاصة للمتابعين لإعلام الجماعة، ورغم ظهور هذه الخلافات والمعارك والانقسامات إلا أن ما بقى من أسرار وكواليس وما خفى كان أعظم، حسبما قال عماد على القيادى الشبابى السابق بالتنظيم.
وأوضح "على" أن مثل هذه المعارك تحتاج لبحث للوقوف على انعكاساته على ممولى التنظيم، متسائلا: "رغم أن الممول الرئيسى للتنظيم واحد وهو ممثل فى "أردوغان وتميم" إلا أن هناك خلافا بين أجنحة الإخوان وهو ما يؤكد أن مثل هذه الخلافات على التمويلات ومزيد من المال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة