فى أروع مشاهد الوحدة الوطنية بمحافظة الوادى الجديد شارك عدد من المسلمين بمدينة موط بالداخلة فى أعمال زخرفة وتنفيذ أسقف وجداريات كنيسة مارى جرجس بالداخلة والتى يجرى تنفيذها على مساحة 300 متر مربع أسقف وجداريات وايقونات تنفيذ الفنانين مكارى بشرى ومايكل ماهر وتحت إشراف نيافة الأنبا ارسانيوس أسقف عام كنائس الوادى الجديد والواحات ومتابعة القمص مرقص راعى ضمن أعمال تطوير وإنشاء الكنيسة بالداخلة.
فالكنيسة استأنفت فيها الصلوات منذ فترة وجيزة بعد انحسار موجة كورونا حيث ضممت أعمال الرسم أسقف على مساحة تصل إلى حوالى 300 متر مربع وتشمل رسوم للسيد المسيح والعائلة المقدسة ورموز دينية وايقونات بطريقة غاية فى الإبداع.
ورصدت عدسة اليوم السابع جانب من مشاركة عدد من المسلمين فى أعمال الرسم والزخرفة داخل الكنيسة وذلك ترسيخا لروابط الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط وذلك تحت إشراف الفنان مايكل ماهر وهو فنان تشكيلى متمرس وله العديد من الأعمال الفنية الرائعة والفنان مكارى بشرى فوزى هو أيضا فنان تشكيلى عضو فى نقابة الفنون التشكيلية.. بكالوريوس فنون جميله 2007، وأهم أعماله فى مجال الكنائس ما قام به من من رسم (جدرايات، وأسقف، وأيقونات)، وله أعمال كثيرة داخل مصر وخارجها مثل ألمانيا، وأمريكا، والسودان، إضافة إلى مقتنيات فنية فى الإمارات، والكويت، والأردن، وله مشاركات عديدة فى ملتقيات ومعارض دولية منها ملتقى المبدعين الدولى من السادس للدورة التاسعة بدار الأوبرا المصرية، وساقية الصاوى، وملتقى الفن والجمال الدولى بمكتبة الإسكندرية، وملتقى بصمات الدولى بأتيليه القاهرة، وملتقى شغف المدينة بالجامعة الأمريكية، وأخيرا معرض ليلة القدر بساقية الصاوي.
وقال الفنان مكارى بشرى فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أنه عاشق للفن ويعتبر الفن دورة حياتية للإنسان مثله مثل الأكل والماء، وينتمى إلى المدرسة الواقعية التعبيرية لما تحتويه من حرية فى التعبير عن المشاعر والأحاسيس بشكل تلقائى دون التقيد بالتعليمات الأكاديمية، ويرسم بالألوان الزيتية على خامات عديدة مثل الكانفس والقماش الخشب الصخور، وله تجارب مع الألوان الأكلريك، وألوان الزجاج، وألوان القماش، والأكاسيد، والتامبيرا.
وعن مشاركة المسلمين فى أعمال تجميل الكنيسة قال كامل زين الدين أنه سعيد بالمشاركة فى أعمال تجميل ورسم جداريات كنيسة مارى جرجس بالداخلة وذلك لإيمانه بأن المسلمين والأقباط أخوة وتربطهم روابط المحبة والألفة والتسامح وأن عمق الوحدة الوطنية بينهم رسختها سنوات طويلة من المحبة حتى ذابوا جميعهم فى نسيج وطنى متماسك لا تؤثر فيه اية تداعيات أو مؤامرات مشيرا إلى أن سعادته بإنجاز هذا العمل بالغة لما له من قيمة دينية كبيرة لدى إخوته الأقباط.
وأضاف أحمد مصطفى أنه يعمل فى تجهيز السقالات والتحضير للعمل الفنى الذى يعتبر قيمة جمالية ستصبح علامة ورمز دينى للأجيال القادمة ليس فقط من الاخوة الأقباط ولكن لعشاق الفن ورسم الجداريات الإبداعية مؤكدا أنه يشارك بالعمل فى الكنيسة تأكيدا على أن المسلمين والاقباط يدا واحدة وسيظلون فى ترابط وتماسك لانهم هم نسيج الوطن وقوام الشعب المصرى المتسامح الذى يؤمن بأن الدين لله والوطن للجميع.
ومن جانبه أشاد الفنان مايكل ماهر بروح الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط وذلك من خلال المشاركة الفاعلة فى أعمال إنشاءات الكنيسة وهو أمر ليس بجديد على أهل الواحات حيث أن روح التعاون بين الأقباط والمسلمين هى السمة الغالبة حيث سبق لأحد الأقباط التكافل بإحلال وتجديد مصلى داخل إحدى المدارس بالخارجة كما يتقاسم المسلمين والأقباط الأدوار المجتمعية فى أروع صور الوحدة الوطنية فى كافة المناسبات والأعياد والمواقف.