الرضا بالمقسوم هو نعمة كبيرة، لو علمها كثير من الناس لأراحوا قلوبهم من متاعب وشقاء الحياة، حب المال والمكسب السريع والسعى وراء خطوات الشيطان، دائما ما تقع بأصحابها في المحظور حيث لا ينفع الندم، وذلك بعد ارتكابهم الكثير من المعاصى والذنوب التي تصل إلى ارتكاب الكبائر وسفك الدماء.
واقعة قتل أسرية جديدة بطلتها ربة منزل المجنى عليه من أسرة بسيطة من محافظة الغربية، على يد زوجها الذى يعمل " فرد أمن " في محافظة كفر الشيخ والمتهم بقتلها، وذلك انتقاما منها لرفضها ممارسة نشاطه الإجرامي في تجارة السلاح والمواد المخدرة " بحسب رواية أشقاء الضحية " الذين كشفوا للــ"اليوم السابع " تفاصيل ملابسات الواقعة.
تفاصيل تلك الواقعة، بدأت منذ 13 سنة حين تقدم " ف.ح.ف " فرد أمن وشهرته " سنجة " لخطبة ال " ن.ش.أ " المجنى عليها، حيث كانت سمعته في ذلك الوقت سيئة، ما دفع أشقاء الضحية لرفض هذه الزيجة، إلا أن والدى الضحية وافق على طلب المتهم بزواجه من نجلته، متوسما فيه أن يتم إصلاح شأنه فيما بعد عقب الزواج، وأن ما يقوم به من أفعال مخالفة للقانون، وأنه حاله كحال أي شاب في تلك المرحلة وستنتهى، إلا أن المتهم ومع التحاقه بالعمل الشرطى، لم يمتنع عن ممارسة نشاطه الإجرامى في تجارة السلاح، ما أثار حفيظة زوجته الضحية، والتي رفضت العيش معه والعودة مرة آخرى إلى بيت أهلها مقررة الانفصال عنه نهائي، أو الامتانع عن هذه التجارة غير الشرعية، فدبر المتهم حيلة زكية لإعادة زوجته إلى المنزل، دون أي مشاكل حتى يتمكن من الانتقام منها لفضحها أمره.
الزوج المتهم بقتل زوجته الضحية
الحاج إبراهيم الفخرانى شقيق المجنى عليها ، يروى تفاصيل مأساة شقيقته على مدار 13 سنة عاشتها مع الزوج المتهم، اعتاد خلالها على الاعتداء عليها بالضرب المبرح على أتفه الأسباب، مضيفا أنه كان دائم العمل على انهاء أي خلافات تنشب بين شقيقته وزوجها المتهم، وإعادتها إلى منزل الزوجية حتى لا ينفصلا من أجل بنتاهم، موضحا أن حتى جيران الزوج الجانى دائما أيضا ما كانوا يتدخلوا ليمنعوا اذاه عنها بسبب فرط اعتدائه بالضرب المبرح على المجنى عليها، وهذا ما أكدوه في شهادتهم خلال الادلاء بأقوالهم في تحقيقات النيابة.
وأضاف شقيق المجنى عليها، أن الواقعة الأخيرة كانت قبل وقفة عيد الأضحى السابق، حيث فوجئ بمجئ شقيقته إلى منزل الأسرة، حيث أكدت على رغبتها في الانفصال عن زوجها، بسبب استمراره في ممارسة نشاطه الإجرامى في تجارة السلاح للخارجين عن القانون، وأنها أوضحت له أكثر من مرة رغبتها في تربية بناتها بطريق حلال، إلا أنه رفض نصيحتها وأستمر في ممارسة تجارته غير المشروعة، موضحة أنه نشبت بينهما مشاجرة لهذا السبب، قام على أثرها بالاعتداء بالضرب المبرح عليها لإجبارها على السكوت وعدم فضح أمره.
ويكمل شقيق الضحية، أنه بعد ذلك تلقى اتصال من زوج شقيقته المتهم بتعذيبها وقتلها، أخبره فيه برغبته في الانفصال عن شقيقته بدعوى أن نمت إليه معلومات تؤكد على قيام الضحية بعلاقة مع أحد الأشخاص، الأمر الذى لم يتم التأكد منه ونفاه جيران المتهم جملة وتفصيلا، موضحا أن هناك العديد من الأهالى كطابع المجتمع الريفى تدخلوا لحل المشكلة بينهم، بالفعل تمكنوا من الإصلاح بينهم، وإعادة شقيقته إلى منزل الزوجية مرة آخرى، وهو الأمر الذى أدى إلى وقوع الجريمة.
المجنى عليها
ويستكمل شقيق المجنى عليها، فوجئت بإتصال هاتفى من زوج شقيقتى ثالث أيام عيد الأضحى السابق، يخبرنى فيه بخروج شقيقتى منذ الصباح وعدم عودتها، مدعيا أنه لا يعلم عنها شيء، مضيفا أنه على الفور تحرك وأخ في البحث وجمع أي معلومة عن شقيقته، حتى تبين له، أن شقيقته تم إدخالها إلى مستشفى العام بمحافظة كفر الشيخ باسم مستعار " مزور "، وذلك بعد ما أكد له زوجها أنه اعتدى عليها بالضرب لكنه لم يفرط في ضربها هذه المرة، إلا أنه تم كشف كذبه بعد حضور مفتش الصحة لتوقيع الكشف الطبي على الزوجة الضحية، والذى تبين له من خلال المعاينة الأولية للجثة، وجود أثار لكدمات وسحجات وجروح قطعية بالرأس، ما يوحى إلى وجود شبه جنائية في الواقعة.
ويوضح الحاج إبراهيم، أنه أصر على تشريح جثة شقيقته، حتى يتأكد من أسباب الوفاة الحقيقية، موضحا أن زوج شقيقته رفض تشريح جثة الضحية، وتمسك بأن يدفنها دون توقيع كشف طبى عليها لبيان سبب الوفاة، مشيرا إلى أن مفتش الصحة قام بإبلاغ الجهات الأمنية وجهات التحقيق المختصة وأخبرهم بالواقعة.
وكشف شقيق الضحية، أن جيران الزوج المتهم، أخبروه بأنه قام باحتجاز شقيقته في منزل الزوجية، وقام بتكبيلها، وقام بممارسة كافة أنواع التعذيب عليها " صعقا بالكهرباء، والاعتداء عليها بالضرب المبرح ".
المتهم
على الفور أنتقل رجال مباحث قسم شرطة كفر الشيخ، وتم إلقاء القبض على الزوج المتهم، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وتم إخطار النيابة العامة، التي تولت مباشرة التحقيق، والتي أمرت بحبس المتهم على ذمة التحقيق، كما أمرت بدفن جثة المجنى عليها عقب توقيع الكشف الطبي عليها، وسرعة إعداد تقرير الصفة التشريحية، لبيان سبب الوفاة الحقيق.