وسط شارع الأسيوطى المتفرع من شارع الجامع بحى إمبابة الشعبى في الجيزة، يعيش "وائل" وسط أفراد أسرته الصغيرة، بشقة متواضعة في الطابق الأرضى، ورغم أنه لم ينل حظه من الحياة، لكونه من ذوى الاحتياجات الخاصة، وعجز أسرته عن توفير الرعاية اللازمة له، إلا أن الله منحه هبة حب الناس، الكل في المنطقة التي يقيم بها، يعرف "وائل" الشهير بـ"كابينة"، يتقابلون معه في الشارع فيتبادلون المزاح معه، يطلب منهم سجائر التي وصل إلى مرحلة الشراهة في تدخينها، فلا يبخلون عليه بها، في الأفراح والحفلات يكون أول المتواجدين، يرحب به صاحب الحفل، حتى لو لم تسبقه به معرفة، إلا أن خفة ظله تدفع الجميع لتقبله، رغم عدم النضوج الفكرى الذى يعانى منه منذ ولادته، حتى وصوله إلى سن الأربعين.
كون "وائل" صداقات مع العديد من الشباب بالشارع الذى يقيم به، والشوارع المجاورة، اعتاد السهر مع بعضهم، يتبادلون المزاح، فخفة ظله تجعله مرحبا به في السهرات التي تمتد أمام المنازل، وداخل المحلات إلى ساعات متأخرة من الليل.
المجنى عليه
منذ 4 أيام غادر "وائل" مسكنه، باحثا عن أصدقائه، حتى عثر على مالك محل حلاقة، بشارع مجاور لمسكنه، اعتاد المزاح معه، جلس بصحبته حتى فوجئ بشاب يرتبط بعلاقة جيرة معه، يصطحب كلب "جيرمن"، يدخل إلى المحل، بدأ "وائل" في الارتياب من الأمر، تفكيره المحدود، لم يساعده على كيفية التصرف في الموقف الصعب الذى بدأ يحيط به، تأكد أن الأمر لن يمر مرور الكرام، حتى تأكدت ظنونه، عندما تهامس صاحب الكلب، مع شاب آخر بالمحل، أمسك أحدهما بهاتفه المحمول، وبدأ مالك الكلب يقترب منه، ويدفع الكلب المدرب على مهاجمته، فلم يتمالك "وائل" نفسه، ارتجف جسده، وارتعدت فرائصه، وبدأ في الصراخ والاستغاثة لعل أحدهم يرأف به، ويرحم ضعفه، إلا أن مالك الكلب وصديقه دخلا في هيستريا من الضحك، وواصل دفعه الكلب لمهاجمة "وائل"، حتى عقره بمنطقة حساسة بجسده.
الضحية قبل الهجوم عليه
مرت اللحظات على وائل كدهر، من شدة الرعب الذى تمكله من الكلب، وتوقف فاصل التنمر والإرهاب بعد تسجيل مقطع فيديو لا يتعدى دقيقتين، ثم استكمال السيناريو، بنشره عبر موقع تيك توك.
فور انتشار مقطع الفيديو عبر موقع "تيك توك"، أصيب رواد الموقع بحالة من الحزن، على حالة الشاب البسيط الذى يتعرض للتنمر، رغم ضعفه، وقلة حيلته، وإحباط من الشابين اللذين لم يرحما توسلات ضحيتهما، وبدأوا في تداول مقطع الفيديو، مطالبين أجهزة الأمن بالقبض عليهما، وعقب تحديد هوية المتهمين، تمكن رجال المباحث من ضبطهما، وإحالتهما إلى النيابة التي تولت التحقيق.
هجوم الكلب على الضحية
أسرة "وائل" أصبحت بين خيارين، كلاهما مر، خاصة بعد أن وجهت اتهاما للشابين بالاعتداء عليه، وتصويره ونشر الفيديو عبر شبكة الإنترنت، أولهما الإصرار على موقفهم من محاسبة الشابين واستكمال التحقيقات، رغم الجيرة وصلة القرابة التي تجمعهم، والثانى التنازل عن المحضر، رضوخا لتدخلات الجيران، وكبار المنطقة، ومعه التنازل عن حق "وائل".
الكلب يعقره من منطقة حساسة بجسده