ينهى حجاج بيت الله الحرام، اليوم الأحد، مناسك الحج لهذا العام والذى مثل موسما استثنائيا، حيث يؤدون طواف الوداع حول الكعبة المشرفة، وسط إجراءات احترازية صارمة وضعتها المملكة العربية السعودية لضمان عدم انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد19 بين الحجاج.
يشمل طواف الوداع 7 أشواط حول البيت الحرام يقوم بها الحجاج بعد انتهاء جميع المناسك، قبل مغادرة مكة المكرمة، ويجب على من أدى طواف الوداع أن يغادر مكة مباشرة، ولا يجوز للحاج أن يذهب للشراء من المحال إلا للأكل أو الشرب أو بنزين السيارة.
شروط طواف الوداع
ويشترط له 6 شروط وهي: الطهارة من الْحدث الأكبر والأصغر، وأن يبدأ طواف الوداع من الحجر الأسود وينتهى إليه، وتكون الكعبة على يسار مَن يطوف حولها، وأن يكون الطواف حول الكعبة، فمن طاف داخل حجر إسماعيل، لم يصح طوافه، لأن حجر إسماعيل من الكعبة، وأن يكون الطواف سبعة أشواط كاملة، وعند الشك فى عدد الأشواط، يُبنى على العدد الأقل.
ويرمى الحجاج المتعجلون الجمرات فى يومين فقط من أيام التشريق وهما أول أيام التشريق وثانى أيام التشريق، الموافقان الحادى عشر والثانى عشر من ذى الحجة، وعليه فى هذا اليوم أن يغادر منى قبل غروب الشمس، ويذهب إلى مكة لأداء طواف الوداع، ثم السفر إلى بلده، وقد أتم بذلك مناسك الحج .
خطط ساهمت فى إنجاح "الحج"
ووفق وكالة الأنباء السعودية "واس"، فقد أكد قائد القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام اللواء يحيى بن عبدالرحمن العقيل، أنه تم العمل على تنفيذ الخطط المعتمدة لإنجاح حج هذا العام وفق التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية منذ قدوم حجاج بيت الله الحرام إلى مكة المكرمة وصولا إلى أداء طواف الوداع، حيث رُتب دخولهم من أبواب معينة، وفق مسارات محددة من وقت الدخول حتى النزول إلى صحن المطاف، وتوزيعهم على المسارات التى روعى فيها التباعد المكانى، والبدء بالطواف بشكل جماعي.
ولفت قائد القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام النظر إلى استعداد قوة أمن الحرم للمشاركة مع جميع الجهات الرسمية لخدمة ضيوف الرحمن ليؤدوا مناسكهم بسلام آمنين، وفق الاشتراطات الصحية والتدابير الوقائية للحفاظ على صحة وسلامة حجاج بيت الله الحرام.
خطة تأمين المسجد الحرام
وتقوم خطة أمن المسجد الحرام فى موسم حج هذا العام على أربعة محاور، تتمثل فى المحور التنظيمى، والمحور الأمنى الهادف إلى الحفاظ على أمن وسلامة قاصدى بيت الله الحرام، والمحور الإنسانى، والمحور الصحى، حيث وضعت من خلاله آلية تحدد طريقة الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام.
وقد واصل حجاج بيت الله الحرام رمى الجمرات خلال أيام التشريق التى بدأت، السبت الماضى، فى ظل تدابير وقائية مشددة، ويبيت الحجاج فى منى استعدادًا لأداء طواف الوداع الأحد، ثم العودة مرة أخرى لمسكن الحجاج فى مكة المكرمة.
لا إصابات بـ"كورونا" بين الحجاج
وأكدت وزارة الصحة السعودية، أنه طوال أيام مناسك الحج المبرور لم يتم تسجيل أى إصابة بكورونا بين الحجاج أو إصابات بأمراض تؤث على الصحة العامة لحجاج بيت الله الحرام.
وقالت الوزارة، "بحمد الله الوضع الصحى للحجاج مطمئن، ولم يتم تسجيل أى حالات إصابة بفيروس كورونا الجديد بينهم ".
وحرصت المملكة طوال أيام المناسك المقدسة على توفير الجاهزية الطبية عالية المستوى للتعامل مع أى حالة يظهر عليها أعراض الإصابة بفيروس كورونا، وتم توزيع كاميرات حرارية على جميع نقاط الاتصال مع الحجاج، إلى جانب إجراء فحوصات طبية دورية للحجاج، وتوفير فرق طبية مدربة على مستوى عالٍ صاحبت مجموعات الحجيج.
وتم تجهيز دور خاص احتياطيا لعزل الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا، وإلزام جميع الموظفين والحجاج بارتداء الكمامات الطبية
ما بعد عودة الحجاج
وحول عودة الحجاج قال الدكتور عمرو المداح المشرف العام على وكالة التخطيط والتطوير بوزارة الحج، أن الوزارة وضعت خطة لعودة الحجاج بشكل آمن، ويتم عزلهم فى منازلهم 7 أيام، وخلال هذه المدة يتم تنظيم زيارات منزلية لهم تقوم بها فرق طبية تابعة لوزارة الصحة لإجراء الفحوصات الدورية اللازمة للحجاج للتأكد من خلوهم من الإصابة بفيروس كورونا، وفى نهاية السبعة أيام إذا ظهرت أعراض الإصابة بفيروس كورونا يتم عزلهم واتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة معهم.
آليات متابعة الحجاج أثناء الحجر
وضعت وزارة الحج بالتعاون مع وزارة الصحة السعودية آليات دقيقة لمتابعة الحجاج لضمان التزامهم بفترة الحجر فى منازلهم، وفرق خاصة من وزارة الصحة تتابع تلك العملية بدقة وتجرى اتصالات يومية بكل حاج للاطمئنان على التزامه بالحجر فى منزله، إضافة إلى تطبيق على الهاتف يتتبع تحركات كل حاج .
آراء الحجاج
وعبر عدد من الحجاج من مختلف الجنسيات عن آرائهم فى حج هذا العام، مشيدين بالتناغم بين القطاعات الأمنية فى كافة المواقع والمناسك، وفق ما نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية، ومن بين هؤلاء الحجاج رياض الزهرانى، الذى قال أن الخدمات التى قدمت لضيوف الرحمن وحرص رجال الأمن على توفير أعلى درجات التأمين خلال تنقلات الحجيج داخل المشاعر المقدسة حملت بين طياتها البعد الإنسانى والأمنى الذى يجمع بين رجال الأمن، إذ ظلوا حريصين على تسهيل تحركات الحجاج والحرص الأكبر على ضمان سلامتهم بمنع التقارب فى كل المواقع.
وأضاف الحاج محمد ياسين، أن الخدمات الكبيرة التى تم تقديمها خلال التنقلات وقبل وصول الحجاج إلى مكة المكرمة تكشف الوعى والاحترام والحرص على تقديم كل ما يسهل على ضيوف الرحمن أداء الفريضة واختتمت حديثه قائلا، فمنحناهم هذا الدعاء«يحفظ الله قيادة وشعب هذا البلد الغالى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة