قالت الدكتورة داليا زيادة، مدير المركز المصرى لدراسات الديمقراطية الحرة، إن أردوغان يعلم جيداً أنه لن يستطيع جعل ليبيا نسخة جديدة من سوريا، التي مارس فيها كل الفظائع من قتل وتهجير وسرقة وتخريب، بتواطؤ واضح من المجتمع الدولي، وذلك لاعتبارات جيوسياسية ومصالح اقتصادية مصيرية تحكم توازنات القوى الإقليمية في محيط ليبيا، ويعلم أردوغان أيضاً أن الشعب التركي، الذي وصلت معاناته الاقتصادية لحدود غير مسبوقة بسبب فشل إدارته، لم يعد يشتري الأوهام التي طالما باعها له أردوغان عن إعادة استعمار دول الشرق الأوسط ونهب خيراتها تحت راية الخلافة العثمانية.
وأضافت مدير المركز المصرى لدراسات الديمقراطية الحرة، لـ"اليوم السابع"، أن أردوغان لجأ مؤخراً إلى ارتداء عباءة الفاتح الإسلامي في أوروبا، فأمر بتحويل كاتدرائية تاريخية آيا صوفيا – إلى مسجد، ثم أخذ يهلل ويكبر على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن وراءه أعضاء حكومته وحزبه الإخواني، في محاولة ساذجة لتصوير اعتداءه على مكان عبادة مسيحي وكأنه نصر كبير للإسلام والمسلمين، واستغرب البعض قرار أردوغان، وتساءل عن الفائدة التي قد تعود عليه من تحويل متحف مسيحي إلى مسجد، ولماذا الآن، والإجابة ببساطة هي تحصين نفسه، من خلال إشعال مشاعر المسلمين حول العالم بلعب دور الفاتح الإسلامي في أوروبا، متحدياً كل مظاهر الحضارة الغربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة