يحدث كثيرا أن تتزاحم العبارات وتمتلئ العيون بأجل التلميحات ويختنق الصدر بالكثير والكثير من الكلمات ولكن تظل الحروف عاجزة عن وصف ما قد نعانيه وسرد ما نشعر به ويظل شاخصا ومستقرا في الوجدان .. ويبقي السؤال الأبدي أين ذهب الحب؟.
ألهذا الحد أصبحنا غير قادرين علي زرع بذرة الأمان في قلب أحدهم، من المسئول عن ما يعانيه الجميع من الخوف والألم وعدم الإحساس بالحياة وكأن عمرنا سنين عجاف مرت وستظل لا معني لها في هذا الزمن العجيب، من ظلم هذه الفتاة ومن جني علي ذلك الشاب في زمن يشكو فيه الجميع من غدر الجميع، الحقيقة أن أزمة مجتمعاتنا العربية ليست أزمة مالية أو اقتصادية أو سياسية أو فنية أو غيرها ولكنها وبالأخص أزمة أخلاق، أزمة انعدام ضمير، أزمة انتحرت فيها ثقة الجميع بالجميع، أزمة شنق فيها القلب والإحساس والرحمة، أزمة انعدم فيها التسامح، أزمة معاناة وظلم من قلب القلب إلي صميم قلب الجميع .
من ظلم كل هؤلاء، ينتحب الجميع ألم الفراق والخذلان، فبرغم رعشة البدايات وما يبذله جميع الأطراف من مجهودات لجعل الأمور تبدو أسهل وأعمق وأجمل وأهدي إلا أنه في وسط هذه الدوامة ينتاب تلك الجهود الملل واللامبالاة والتعود علي وجود الآخر ويحيا طرف علي حساب طرف آخر ويتقدم شخص علي حساب شخص آخر ويعطي الآخر بلا حساب، يعطي عطاء من لا يخشي الفقر، يتحول من انسان له حقوق وعليه أيضا واجبات إلي مصباح سحري يدعكه الآخر متي شاء وأين شاء لتحقيق رغباته، دوامة المنتصف هذه ينجو منها من يصحو من سبات أنانيته وكبريائه وغروره فإما أن يبادر هو الآخر باللجوء العاطفي إلي من رسم له طريق الجحود وأعانه عليه بكثرة عطائه ومهد له أرضه، فيلجأ ويهب ويطيب ويهمل ويلهم ويلين قلب أعطي له كل ما يملك فتكتب النجاة للجميع، وإما أن يكابر ويعاند فإن انتصر فانتصاره هذا ماهو إلا أجل الهزائم لأنه وإن استمرت الحياة ستستمر بنصف قلب ونصف عقل ونصف إحساس إن لم يكن انعدام كل هؤلاء .
لنجعل الأمور تبدو أسهل ويعرف كل ذي قدر قدره ولا ندع العمر يمر هباء دون وصول القطار المرغوب، فقط كن أنت قائد رحلة عمرك واصطفي لقلبك ما يليق به وانزع عنك وهم التضحية والوفاء فحتما هناك قلب آخر ينتظر نصف انفراجة ونصف موعد ليحظي بقلبك الثمين، فلا تستسلم للوضع المقلوب ولا تتنازل عن مكانة قلبك بين القلوب ولا تصبر علي أمل التغيير ولا تذرف دمعك علي من لا يستحق وكن أنت ملك قلبك والسلام ...