يوماً تلو الآخر، يتكشف الوجه الحقيقي لإمارة قطر وحركة حماس، فبخلاف تمويل الدوحة المفتوح للكيانات الإرهابية والتنظيمات المسلحة على امتدادا خرائط دول المنطقة، تظل علاقات الدوحة وحركة حماس الأخطر، حيث ذكرت تقارير غربية عدة أن الحركة باتت حلقة الوصل بين قطر وإسرائيل، رغم ما تحاول ادعاءه بأنها فصيل مقاوم.
وخلال السنوات القليلة الماضية، لعبت حركة حماس دوراً مشبوهاً في تعزيز العلاقات بين الدوحة وتل أبيب، وهى العلاقة التي بدأت بالفعل في تسعينيات القرن الماضي.
وكشف موقع kapitalis، الناطق بالفرنسية، تفاصيل العلاقات التاريخية التي تجمع بين إمارة قطر وإسرائيل وحسب تقرير للموقع ففي فبراير الماضي، سافر مدير الموساد يوسي كوهين إلى الدوحة في زيارة عمل.
وتم الكشف عن الزيارة في مقابلة أدلى بها وزير الدفاع السابق أفيجدور ليبرمان للقناة 12 الإخبارية، حيث قال إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أرسل كوهين وهرتزل هاليفي قائد القيادة الجنوبية للجيش إلى قطر من أجل "مناشدة القطريين لمواصلة تحويل الأموال إلى حماس"، كما كتبت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليومية في ذلك الوقت.
وقال موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي إن يوسي كوهين وهرتزل هاليفي مكثا في الدوحة أقل من 24 ساعة، حيث التقيا المبعوث القطري إلى قطاع غزة محمد العمادي ومستشار الأمن القومي القطري محمد بن أحمد المسند.
وأضاف التقرير أن العلاقات بين قطر وإسرائيل ترجع إلى مرحلة اعتلاء حمد بن خليفة آل ثاني العرش، والد الأمير الحالي تميم، في عام 1995 بعد الانقلاب الذي نفذه على والده.
وفى ذلك الحين استقبل شيمون بيريز مرتين في الدوحة في التسعينيات وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وقد شغل بيريز العديد من المناصب من ضمنها رئيس الوزراء ووزير لعدة مرات، لا سيما الشؤون الخارجية والدفاع والمالية.
كما التقى إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي، في نفس السياق التقى حمد بن جاسم آل ثاني الذي شغل منصبي رئيس الوزراء ووزير الخارجية بنظيريه الإسرائيليين سيلفان شالوم وتسيبي ليفني.
التطبيع الخفي بين تل أبيب والدوحة، تزايد في الآونة الأخيرة بفضل حركة حماس التي باتت أحد أوراق تنظيم الحمدين لإثارة الفوضى في المنطقة بخلاف، حيث يحصل قياداتها على دعم قطري مباشر وغير مباشر بمباركة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وتوطدت العلاقة بين الدوحة وحماس، والتي تعود إلى سنوات طويلة، إبان حرب 2008، إذ لعبت دورا في إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عبر علاقاتها مع إسرائيل، وكذا فعلت عام 2012.
وسعت قطر، قبل ذلك، إلى فك العزلة عن الحركة، فدعمتها في انتخابات يناير 2006 التشريعية، وقدمت لها عقب سيطرتها على القطاع عام 2007، تمويلا قدّر بثلاثين مليون دولار شهريا.
وفك العزلة امتد أيضا إلى حملة علاقات عامة لقادة في حماس، وفي مقدمتهم إسماعيل هنية، الذي استقبل بالدوحة، عام 2006، في أول زيارة له خارج الأراضي الفلسطينية.
ثم كان لقطر دورا في دعم حماس بالانقلاب على السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، حتى جاءت تصريحات أمير قطر التي اعتبر فيها حماس الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني.
ومع اندلاع الاحتجاجات في سوريا، في مطلع 2011 غادرت قيادة حماس العاصمة دمشق، بعد انقلاب صمتها الإيجابي تجاه نظام بشار الأسد إلى معارضة له. ولم تجد من ملجأ سوى الدوحة، التي احتضنت الرئيس السابق المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، وأهم مستشاريه.
وكان اختيار التحالف القطري مع حماس مثيرا للجدل، نظرا للعلاقات القوية للدوحة بالولايات المتحدة وإسرائيل، خصمي الحركة اللدودين والذين يعتبران حماس تنظيما إرهابيا، إلا أن التقرير الفرنسي كشف أن طبيعة العلاقة تجعل من المهم التأكد من أن هناك أهداف أخري غير معلنة لدى كافة الأطراف، إسرائيل وحماس وقطر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة