ألقت أجهزة الأمن بالولايات المتحدة الأمريكية القبض على ستيف بانون المستشار السابق للرئيس دونالد ترامب، ووجهت إليه تهمة الاحتيال بشأن حملة لجمع التبرعات لبناء جدار على الحدود الأمريكية المكسيكية.
وقالت وزارة العدل الأمريكية إن بانون وثلاثة آخرين احتالوا على مئات الآلاف من المتبرعين، فيما يتعلق بحملة "نبني الجدار" التي جمعت 25 مليون دولار، وأضافت الوزارة أن بانون تلقى أكثر من مليون دولار، استخدم بعضها على الأقل لتغطية النفقات الشخصية، ومن المقرر أن يمثل أمام المحكمة في وقت لاحق.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية، كان بانون له دور رئيسي في انتصار دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، حيث دعمت أيديولوجيته اليمينية المناهضة للهجرة حملة ترامب "أمريكا أولاً".
ورداً على اعتقال بانون، صرح الرئيس دونالد ترامب إنه شعر "بسوء شديد" حيال ذلك، كما قال إنه لم يكن له أى علاقة بحملة "نحن نبنى الجدار"، قائلا: "قلت هذا للحكومة.. وبدا لي وكأنه استعراض للقوارب وأعتقد أنني تركت رأيي يعبر عنه بقوة في ذلك الوقت".
وتعهدت حملة "نحن نبني الجدار" باستخدام التبرعات لبناء أجزاء من الحاجز الحدودى، الذى كان تشييده بمثابة وعد رئيسي لترامب خلال انتخابات عام 2016، لكن أودري شتراوس القائم بأعمال المدعي الأمريكي للمنطقة الجنوبية لنيويورك قالت إن بانون وبريان كولفاج وأندرو بادولاتو وتيموثي شيا احتالوا على مئات الآلاف من المانحين، مستفيدين من اهتمامهم بتمويل جدار حدودي جمع ملايين الدولارات بحجة كاذبة أن كل هذه الأموال ستنفق على البناء.
وقالت وزارة العدل، إن بانون تلقى أكثر من مليون دولار من خلال منظمة غير ربحية يسيطر عليها ، واستخدم بعضها على الأقل لتغطية مئات الآلاف من الدولارات في نفقاته الشخصية، وفي خلال ذلك ، قال البيان إن كولفاج مؤسس شركة " نحن نبني الجدار" حصل سرا على 350 ألف دولار لاستخدامه الشخصي.
بينما أكد المتبرعون مرارًا وتكرارًا أن بريان كولفاج المؤسس والوجه العام لـ "نحن نبني جدارا" لن يحصل على أي سنت، إلا أن المتهمين خططوا سراً لتمرير مئات الآلاف من الدولارات إليه، والتي استخدمها لنفقاته الخاصة، وفقا لما قالته شتراوس.
ومن ناحيته، كشف فيليب آر بارتليت أحد المسئولين عن التحقيقات بالقضية، أن الأربعة أنشأوا فواتير وحسابات وهمية لغسل التبرعات، والتغطية على جرائمهم، دون أي اعتبار للقانون أو الحقيقة، وقال: "هذه القضية يجب أن تكون بمثابة تحذير للمحتالين الآخرين بأنه لا أحد فوق القانون، ولا حتى محارب قديم معاق أو مليونير استراتيجي سياسي".
وأطلق بانون وثلاثة آخرون الحملة فى ديسمبر 2018، وقالت وزارة العدل إنه خلال الحملة قال كولفاج أن جميع الأموال التي تم التبرع بها ستخصص للبناء بينما قال بانون علنًا "نحن منظمة تطوعية".
ووفقا لوزارة العدل، الأربعة متهمون بالتآمر لارتكاب عملية احتيال عبر الإنترنت، واتهام واحد بالتآمر لارتكاب غسيل أموال، ويعاقب كل منهما بالسجن لمدة أقصاها 20 عامًا.
ويعتبر ستيف بانون هو سادس كبير مساعدين سابقين لدونالد ترامب يواجه تهماً جنائية بعد رئيس حملة ترامب السابق بول مانافورت، والمشغل السياسي روجر ستون، ومحامى ترامب السابق مايكل كوهين، ونائب مدير الحملة السابق ريك جيتس، ومستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين.
وترك بانون المنصب في أغسطس 2017 وعاد إلى بريتبارت، لكنه أُجبر مرة أخرى على التنحي بعد انتقاد قرارات ترامب، مما دفع ترامب للقول "ستيف بانون لا علاقة له بي أو رئاستي. عندما أُقيل ، لم يفقد وظيفته فقط، فقد عقله ".
منذ ذلك الحين، أعرب بانون عن دعمه لفكرة المجموعة اليمينية العملاقة للأحزاب الشعبوية في أوروبا، وأصبح وجوده في الأحداث مثيرًا للجدل.
في العام الماضي ، قال لبي بي سي إن "الاضطرابات" الناجمة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى "مجرد بداية" وأكد أن الجدار الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك سيساعد مجتمعات السود واللاتينيين.
الجدار مع المكسيك هو أكثر وعد لا يُنسى لدونالد ترامب خلال حملته الانتخابية لعام 2016 حيث قال وقتها إنه سيبنيه وستدفع المكسيك ثمنه.
قبل تولى ترامب منصبه كان هناك 654 ميلاً من الحاجز على طول الحدود الجنوبية. ووعد ببناء جدار بطول 2000 ميل بالكامل للحدود وبدأ العمل في تمديد الحاجز الحالي العام الماضى، وجاءت الأموال من تمويل وافق عليه الكونجرس، بالإضافة إلى أموال إضافية تمكن ترامب من الوصول إليها منذ إعلان حالة الطوارئ في فبراير 2019 وسط ارتفاع كبير في عدد المهاجرين الذين يدخلون الولايات المتحدة.