موسم الخريف هذا العام يحمل الكثير من المفاجآت والعمل المكثف للتصدى لفيروس الإنفلوانزا قبل اندلاع ذروة الموجة الثانية لكورونا، وسيكون موسم الإنفلونزا بمثابة اختبار تجريبى لحملة اللقاح الأكبر لفيروس كورونا فور الانتهاء من التجارب عليه، ووفقا لتقرير لوكالة "بلومبرج" تستعد الولايات المتحدة الأمريكية لهذا الموسم الساخن بالشاحنات المتنقلة وفرق اللقاح وعربات السيارات لإيصال اللقاح إلى الجمهور.
ففى خريف هذا العام ستحتاج الولايات المتحدة إلى تطعيم أعداد ضخمة من الأمريكيين فى خضم أزمة صحية عامة ستكون أيضًا تجربة قيّمة حالة وصول لقاح فيروس كورونا بعد أشهر.
ووفقا لتقرير "بلومبرج" تعرضت حملة لقاح الإنفلونزا السنوية فى الولايات المتحدة إلى حالة من الفوضى بسبب فيروس كورونا، حيث ظل الناس بعيدين عن الصيدليات والمدارس والمكاتب والمستشفيات وغيرها من الأماكن التى يحصلون فيها عادةً على لقاحاتهم، لكن مع المخاوف من اصطدام موجة الإنفلونزا مع جائحة الفيروس التاجى، وتبحث السلطات الصحية فى كيفية قيام أحد جهود اللقاح بإبلاغ الآخر.
وفى دنفر الأمريكية يحاول مسئولو الصحة العامة زيادة عدد البالغين الذين يتلقون لقاح الإنفلونزا هذا العام إلى 65% بدلا من 45%، وللقيام بذلك يقومون بإنشاء "فرق إضراب" يمكنها الانتقال من مدرسة إلى أخرى لإعطاء اللقاحات، وعربات صغيرة يمكنها التوقف عند مواقع البناء وتلقيح العمال، والقيام بالتواصل مع المجتمعات التى يصعب الوصول إليها.
وقالت جوديث شلاى طبيبة ومديرة مساعدة فى دنفر للصحة العامة "يمكن بعد ذلك نقل هذا النموذج الكامل الذى نبنيه إلى كوفيد 19.
وفى بالتيمور يوجد فى المدينة العديد من الشاحنات الصغيرة التى ترسلها لإجراء اختبار Covid-19، والتى تستهدف السكان المعرضين لمخاطر عالية، وقالت مفوضة صحة المدينة ليتيتيا دزيراسا فى مقابلة إنه من المرجح أن تستخدم تلك المركبات فى لقاحات الإنفلونزا ثم Covid-19، موضحة أن توزيع لقاح الإنفلونزا لدينا سيوفر معلومات لتوزيع لقاح كورونا.
ودفعت الحكومة الأمريكية بـ4 مليارات دولار لشركات الأدوية، وتهدف الأموال إلى تسريع الإنتاج وتقليص المخاطر المالية لأكبر عدد من التطعيمات الواعدة فى التنمية، وقال الرئيس دونالد ترامب إن اللقطة قد تكون جاهزة بحلول نوفمبر، على الرغم من أن خبراء آخرين داخل حكومته يتوقعون أنها ستكون فى عام 2021 قبل أن يتمكن معظم الأمريكيين من الوصول إليها.
وحتى الآن قدمت السلطات الصحية الفيدرالية القليل من التفاصيل حول خططها لإعطاء اللقاحات وقالت الولايات المتحدة إنها ستعتمد على الأرجح على القطاع الخاص لتوزيع الطلقات، ومددت الأسبوع الماضى عقدًا لمورد الرعاية الصحية McKesson Corp الذى يحتمل أن تبلغ قيمته أكثر من 300 مليون دولار، لكن الحكومة لم تقل شيئًا تقريبًا عن من سيحصل على اللقاحات أولاً ، وأين سيتم إعطاؤها ، وكيفية التأكد من وصولها إلى المجتمعات الضعيفة التي يصعب الوصول إليها.
وتوفى ما لا يقل عن 170 ألف شخص فى الولايات المتحدة بسبب الفيروس، وكثير منهم مع انتشار موجة جديدة من الحالات خارج الشمال الشرقي إلى أجزاء أخرى من البلاد، فى حين أن الحالات الجديدة قد انخفضت من أعلى مستوياتها اليومية في الشهر الماضي والتي بلغت 80ألف تقريبًا، فقد تم الإبلاغ عن حالات تفشى جديدة فى المدارس والكليات مع عودة الطلاب، ما أجبر البعض على الإغلاق بعد أيام أو أسابيع من الافتتاح.
وهذا الأسبوع تخطط المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها لإجراء مكالمة مع مقدمى الرعاية الصحية لمناقشة التطعيم ضد الإنفلونزا، جنبًا إلى جنب مع توجيهات لتقديم اللقاحات أثناء الوباء وتشغيل "عيادات التطعيم الكبيرة الموجودة فى مواقع تابعة أو مؤقتة أو خارج الموقع".
ووفقا لتقرير بلومبرج: لا توجد حملة تطعيم وطنية واحدة ضد الإنفلونزا فى الولايات المتحدة، فى حد ذاتها، وتختار السلطات الصحية الأمريكية والعالمية سلالات الإنفلونزا لاستهدافها، وتصنع شركات الأدوية اللقاحات، ويتم إعطاؤها من قبل أماكن العمل والمدارس والصيدليات وإدارات الصحة العامة المحلية والأطباء والمستشفيات، واشترت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها 9 ملايين جرعة من لقاح الإنفلونزا للبالغين، مقارنة بـ500 ألف جرعة في العام العادى.