قال استشاري الأنف والأذن والحنجرة، والمُلقب بطبيب الغلابة بالإسماعيلية، فى أول ظهور إعلامى له، عبر تليفزيون "اليوم السابع"، إن عيادته مفتوحة للفقراء والمجندين وأصحاب الأمراض المزمنة بدون مقابل، مشيرًا إلى أن بلوغة سن الـ 80 عامًا، جعله لن يستطيع أن يتواجد فى العيادة طوال أيام الأسبوع، كما كان يحدث فى السابق، مؤكدًا تواجده فى عيادته الكائنة بمركز ومدينة القصاصين الجديدة فى الإسماعيلية، يومى الإثنين والخميس فقط.
أضاف، طبيب الغلابة بالإسماعيلية فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، إنه يرفض إطلاق اسمه على أى من شوارع مدينة القصاصين، بعدما طالب الأهالى بذلك، فى وسائل الإعلام، مؤكدًا أن ما يفعله هو من أجل الله سبحانه وتعالى ولا يريد أي تكريم من الجهات التنفيذية بالمحافظة على الإطلاق.
وأوضح أن الدكتور الراحل محمد مشالى، طبيب الغلابة بالغربية، لم يكن لدية علاقة مباشرة به، لكنه تابع قصته من خلال وسائل الإعلام، مشيرًا إلى أنه طبيب مثالى، وأفنى حياته فى خدمة الناس والفقراء، ويستحق الكثير لما قدمه لفقراء مصر.
وأكد أنه يخدم أهالي الإسماعيلية منذ سنوات طويلة ولا يعنيه كثيرًا ثمن الكشف، تحت شعار "الطب رسالة وليست تجارة، وأساس مهنة الطب هو إنقاذ حياة الإنسان ومساعدتهم على الحياة وليست تجارة أو مراهنة على حياة أي إنسان.
وتابع أنه منذ أن تخرج عام في جامعة عين شمس عام 1962، بدأ رسوم الكشف في عيادته بجنيه واحد ثم ثلاثة جنيهات وبعدها 5 جنيهات واليوم وقد وصل سنه إلى الثمانين عامًا ووصل كشفه إلى 10 جنيهات، يحصل منها على 7 جنيهات، وثلاثة جنيهات للمساعدين الثلاثة، وفسر سبب تمسكه بسعر الكشف منخفضًا قائلاً: "لا أطمح في أن أشترى سيارة، أو أبنى عمارة، لا أحتاج غير الصحة والستر فقط، ولا أفرق في الكشف بين المسلم والقبطي، الاثنان مرضى ويحتاجان للكشف والرعاية، والمحتاج لابد أن يجد من يعطف عليه وليس يذبحه".
وتشتهر عيادة طبيب الغلابة فى مدينة القصاصين الجديدة فى الإسماعيلية، باحتشاد المئات من المرضى، أمام العيادة، نظرًا شهرته الواسعة فى علاج الأنف والأذن والحنجرة، وإجراء عمليات "اللوز" للمرضى، وتقاضيه 10 جنيهات من المرضى وبدون مقابل للمجندين والفقراء وأصحاب الأمراض المزمنة.
ويستعين طبيب الغلابة بزوجته الطبيبة البيطرية التي استقالت من عملها للتفرغ له ومرافقته في رحلته اليومية من الزقازيق إلى القصاصين، عبر القطار، ويقوم بالكشف مجانًا على مستقلى القطار، لكنه فى الفترة الأخيرة، ومع تقدمه فى العمر أصبح غير قادر على ركوب القطار، ورغم أنه قبطى، قام بالمساهمة فى بناء مسجد بجوار عيادته، وحصل على تكريم من إدارة أوقاف القصاصين على مساهته فى بناء المسجد.
بدأ طبيب الغلابة ارتباطه بالإسماعيلية، تزامنًا مع حرب الاستنزاف وافتتح عيادة فى القصاصين الجديدة، عام 1979 بعد استئجارها بقيمة 180 قرش من مجلس المدينة، وكان مديرًا لمستشفى القصاصين المركزى، واستقال وعمره 55 عامَا من أجل التفرع للعيادة والفقراء، وكانت تربطه علاقة جيدة بمحافظ الإسماعيلية الأسبق الدكتور عبد المنعم عمارة، وتلقى عروضًا كثيرة لتكريمه ونقله لعيادة فى مناطق أفضل لكنه رفض، وأكد أن عمله لوجه الله، ولا يرد التكريم من البشر، لكنه ينتظر تكريم الله سبحانة وتعالى.
"وطبيب الغلابة".. وصف سبق صاحبه وبالكاد عبرَّ عن جزء ضئيل جدًا مما يُقدمه لغيره من أبناء قرى وعزب مركز ومدينة القصاصين الجديدة، فى محافظة الإسماعيلية؛ إذ سطرَّ طبيب الغلابة، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، تاريخًا يصعُب على غيره أن يمتلك مثله، بعدما وهبَّ نفسه وعلمه لخدمة المرضى بأقل النفقات الممكنة، حتى أنه لا يتقاضى أي أجر نظير علاج المحتاجين.
ولا يزال الدكتور عصام فريد تادرس، حريصًا على الحضور إلى مدينة القصاصين فى الإسماعيلية مرتين أسبوعيًا لإجراء الكشف الطبي بعيادته الخاصة وإجراء عمليات "اللوز" للمرضى، فيما لا تزال قيمة كشفه ثابته لم تتغير "10 جنيهات فقط".
وبدأت رحلة الدكتور عصام فريد تادرس، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، منذ أواخر الستينيات من القرن الماضي، من مدينة "القصاصين"، والتي اعتاد وقتها أن يأتي إليها مستقلًا القطار والذي كان ينطلق فجرًا من مدينة الزقازيق، ليبدأ عمله مبكرًا سواء بالكشف أو اجراء عمليات استئصال اللوز بمستشفى "القصاصين"، قبل أن يعود إلى عيادته الخاصة، والتي كان يتقاضى فيها أجرًا رمزيًا لا يتجاوز بضعة جنيهات.
"الفقراء والمحتاجين" قطاع عريض ظل يقصد عيادة الدكتور عصام لعشرات السنين، وفي كل مرة كان يقوم بصرف العلاج لهم بالمجان دون حتى تقاضي أي أجر نظير الكشف عليهم.
مرت السنوات سريعًا وتجاوز الدكتور عصام الثمانون عامًا، لكن علامات مضيئة خلدتها قصة كفاحة ورحلته مع الطب بدءً من رفض كل الترقيات طوال فترة عمله بـ"القصاصين" وصولًا إلى آداء رسالته في خدمة المرضى مباشرةً.
"طبيب الغلابة" منذ بداية رحلته ذاع صيته في مدن القناة الثلاثة لأكثر من نصف قرنٍ من الزمان، حتى أن عشقه للقصاصين كان الوقود الذي أجج ارتباطه بالمدينة وقتما كان طبيبًا يافعًا أيام "التهجير" قبل وأثناء حرب أكتوبر 1973، إذ كان لا يمانع آنذاك من إجراء الكشف حتى وهو في القطار ذاهبًا أو عائدًا، فيما كانت أغلب الأدوية التي يُعطيها لمرضاه بالمجان، نظرًا لأن أغلبهم من الفقراء والمحتاجين ممن استحقوا إعفائهم من قيمة الكشف طوال تاريخه منذ تخرجه، ليُخلد أهيمة وقيمة الطب وأنه رسالة قبل أن يكون مهنة، وذلك في الوقت الذي وصل كشف بعض الأطباء لمئات الجنيهات.
ودشنَّ عدد من أهالي وأبناء محافظة الاسماعيلية، دعوة مفتوحة وجههوها للواء شريف فهمي بشارة، محافظ الإسماعيلية، بتكريم "طبيب الغلابة" وإطلاق اسمه على أحد شوارع مركز ومدينة القصاصين، وسط دعوات كثيرة ترجو الاستجابة لتخليد وإطلاق اسمه؛ بدعوى أن ما قدمه ليس بالقليل في عالم الطب ورسالته السامية، خاصةً وأنه لا يزال على عهده منذ بدايته مع ممارسة الطب وعلاج المرضى.
أما شريكة كفاحه التي تلازمه يوميًا في العيادة، فتقول زوجته السيدة ماجدة ألفونس، إن المرضى يأتون للدكتور عصام من كل الدول العربية خاصة السعودية والإمارات، ويكشف عليهم بعشرة جنيهات أيضًا، لافتة إلى أن بعض ناس كتير أطلقوا عليه شائعات بوفاته، منها أنه توفى في حادث بسيارته وهو لا يملك سيارة من الأساس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة