تاريخ ثرى تحظى به مصر نتيجة الحضارات المتعاقبة على أرضها، والذى خلف لها كنوزا من مختلف العصور، تلك الكنوز التى يأتى لها السياح من كل بقاع العالم ليتأملوا كيف صنع القدماء التاريخ.
ولكن نظرا لتركز الاثار المصرية فى وادى النيل لايجد بعض السائحين الذين يقصدون شواطئنا المميزة الفرصة للاستمتاع بالاثار المصرية والمواقع الاثرية الفريدة، ومن هنا جاء سعى وزارة السياحة والاثار للتوسع فى انشاء المتاحف الاثرية فى المدن الساحلية الشهيرة.
شرم الشيخ مدينة السلام وإحدى المقلصد السياحية ذات الشهرة العالمية على موعد لاحتضان أهم وأبرز القطع الاثرية، من خلال متحف آثار شرم الشيخ، الذى يبدو هذه الايام كخلية نحل، حيث يعمل آثريو ومرممو المجلس الأعلى للآثار على قدم وساق للانتهاء من وضع اللمسات النهائية للعرض المتحفي الخاص به تمهيدا لافتتاحه الوشيك.
فمتحف شرم الشيخ يعكس الأوجه المختلفة للحضارة المصرية عن طريق عرض مجموعة منتقاه من القطع الأثرية التي تم اختيارها بعناية من المخازن المتحفية بقصر المنيل و كوم اوشيم و سقارة و متاحف السويس و الإسماعيلية و اليوناني الروماني بالإسكندرية و المتحف المصري بالتحرير، و كذلك مخازن مدينة الأقصر و الاشمونين بالمنيا.
ويتابع وزير السياحة والاثار الدكتور خالد العنانى العمل فى المتحف استعدادا لافتتاحه، حيث قام بزيارتين للموقع خلال شهر واحد كان آخرها الاسبوع الجارى، تفقد خلالها منطقة العرض الخارجي ومنطقة النافورة ومنطقة البازارات والمدخل قاعات العرض المتحفي.
وخلال الزيارة وجه د. خالد العناني بإعادة توزيع أماكن عرض بعض القطع الأثرية، وأكد على إضافة المزيد من القطع وخاصة تلك التي تم اكتشافها حديثاً ببعض المواقع الأثرية لعرضها لأول مرة بما يعمل على إثراء منظومة العرض بالمتحف.
كما أشار إلى إعادة تقسيم القاعة الأولى للمتحف إلى ثلاثة أجزاء؛ ليشمل الجزء الأكبر منها تماثيل ضخمه لأفراد وحيوانات لتسليط الضوء على الحياة البشرية والبرية في سيناء عبر العصور المختلفة، على ان تضم باقي القاعة مركبين ضخمين لربط المتحف بالبحر، وأخيرا نموذج لمقبرة فرعونية بمقتنياتها .
وقال الدكتور مصطفى وزيري، أن متحف شرم الشيخ استقبل حتى الآن قرابة 5800 قطعة أثرية، سيتم توزيع عرضها سواء داخل فتارين العرض او حرة خارجها، على ثلاثة قاعات هم القاعة الكبرى، والممر الحتحوري، ومنطقة المقبرة. فمتحف شرم الشيخ يعكس الأوجه المختلفة للحضارة المصرية عن طريق عرض مجموعة منتقاه من القطع الأثرية التي تم اختيارها بعناية من المخازن المتحفية بقصر المنيل وكوم اوشيم وسقارة ومتاحف السويس والإسماعيلية واليوناني الروماني بالإسكندرية والمتحف المصري بالتحرير، وكذلك مخازن مدينة الأقصر والاشمونين بالمنيا.
ومن جانبها قالت ايمان زيدان، أنه تزامنا مع افتتاح المتحف سيتم تنظيم معرض "تراث مصر" لعرض منتجات للحرف اليديوية والصناعات التقليدية تشجيعا على صناعة وبيع المنتجات المصرية الخالصة.
وللترويج للافتتاح الوشيك، تم وضع عدد من اللافتات الدعائية للمتحف في الشوراع المؤديه إليه باللغتين العربية والإنجليزية وصور لبعض القطع المميزة به.
وأشار العميد هشام سمير مساعد وزير السياحة والآثار للشئون الهندسية، إلى انه تم الانتهاء من الأعمال الإنشائية بالكامل ووحدات الإضاءة وكذلك التجارب على نظام الإنذار والحماية الأمنية ومكافحة الحريق.
واوضح مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف، ان القطع الاثرية سيتم توزيع عرضها، سواء داخل فتارين العرض او حرة خارجها، على ثلاثة قاعات هم القاعة الكبرى، والممر الحتحوري، ومنطقة المقبرة والتي سيتم افتتاحهم قريبا.
و اشار انه تم الانتهاء من أعمال الفتارين والإضاءة الخاصة بها بما يعمل على إظهار الجانب الجمالي للقطع الأثرية، وجاري الانتهاء من أعمال العرض داخل القاعة الكبرى، وتجهيز مركبتي دهشور للعرض بأيادي مرممي المجلس الأعلى للآثار، كما تم تحديد مسار الزيارة بما يتناسب مع العرض المتحفي للقطع الأثرية، وفي سبيلنا للانتهاء من البطاقات الشارحة واللوحات ( البانر) وشاشات العرض.
والقاعة الكبرى تعبر عن الإنسان والحياة البرية في مصر القديمة، عن طريق عرض عدد من اللوحات تمثل الأسرة المصرية في مراحل تاريخية مختلفة، كما تضم مجموعة من تماثيل السفنكس التي تمثل الهيئة الحيوانية مع الآدمية، وتمثال لرجل بجانب ابنته الصغيرة، بالاضافة الى عدد من الحيوانات المقدسة في مصر القديمة مثل القطط والجعارين المختلفة الأشكال والأحجام و التي تم اكتشافها عام 2019 بمنطقة آثار سقارة.
وعن الممر الحتحوري قال مؤمن عثمان انه سمي بهذا الاسم نظرا لوجود عدد كبير من القطع الخاصة بالإلهة حتحور إلى جانب بعض التماثيل للملوك تحتمس الأول و حتشبسوت و نختنابو و رمسيس الثاني و رمسيس الثالث.
وأضاف أن منطقة المقبرة هي محاكاة لمقبرة أثرية كاملة بكافة تفاصيلها وما تحتوي عليه من قطع أثرية يتم وضعها مع صاحب المقبرة؛ فهي تحتوي على باب وهمي يرجع إلى عصر الدولة القديمة، والتابوت الداخلي والخارجي لإيست إم ”إيست ام خب“ زوجة بانجم الثاني وكاهنة المعبودة إيزيس، وعدد من التماثيل الأوشابتي والأواني الكانوبية، وتمثال للإله أوزوريس، و بردية لكتاب الموتى، وكارتوناج يغطى به جسد المتوفي.
ودعا الدكتور عاطف عبد اللطيف عضو جمعية مستثمرى جنوب سيناء الى ضرورة وضع برامج سياحية تجمع بين السياحة الشاطئية والثقافية في ظل توجه الوزارة لتنشيط السياحة الثقافية بالتوازي مع الشاطئية ومع انشاء العديد من المتاحف في المدن الساحلية مثل متحف الغردقة الذي تم افتتاحه مؤخرا وكذلك متحف شرم الشيخ الذى سيتم افتتاحه قريبا.
وأكد عبد اللطيف على ضرورة استثمار ما تمتلكه مصر من مقومات سواء سياحية او اثرية واستغلالها بالشكل الامثل، لجذب المزيد من الفئات السياحية المتنوعة والاسواق المختلفة، ومنح الفرصة للسائح بالاستمتاع بالطبيعة الخلابة على شواطئنا وكذلك رؤية التاريخ المصرى من خلال المتاحف الاثرية.