بعد اتهام الديمقراطيين له بأنه زعيم فوضوي وغير أمين، رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة وقال إن الديمقراطيين، وليس هو، من سيجلبون الفوضى إلى الولايات المتحدة إذا أوصلت انتخابات نوفمبر جو بايدن إلى مقعد الرئاسة في البيت الأبيض.
وقال ترامب لنشطاء محافظين في أول كلمة له بعد انتهاء المؤتمر العام للحزب الديمقراطي في ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس "لو انتصر خصومنا فلن ينعم أحد بالأمان في بلادنا".
وأضاف "أنا الوحيد الذي يقف حائلا بين الحلم الأمريكي والفوضى العارمة والجنون والتخبط".
وفي استعراض لما سيناقشه الجمهوريون في مؤتمرهم الأسبوع المقبل، تطرق ترامب إلى فكرة القانون والنظام التي تبناها في مواجهة الاحتجاجات المناهضة للعنصرية ووحشية الشرطة في مدن أمريكية بما في ذلك بورتلاند بولاية أوريجون.
وقال إن الشرطة تم إضعافها في المدن "التي يديرها الديمقراطيون" واستشهد بزيادة جرائم القتل في شيكاجو ومنيابوليس ونيويورك وفيلادلفيا. وطالب الأمريكيين بالابتعاد عن "الاشتراكيين والماركسيين اليساريين الراديكاليين".
ووصف متظاهري بورتلاند بأنهم "مجانين".
وقال في خطاب ألقاه في أرلينجتون بولاية فرجينيا أمام مجلس السياسة الوطنية لعام 2020 "بناء على ذلك فإن الرهان في الثالث من نوفمبر سيكون على مستقبل بلدنا وبالطبع مستقبل حضارتنا".
وقبل بايدن وزميلته في الترشح، السناتور الأمريكية كامالا هاريس، ترشيح حزبهما في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي الذي استمر أربعة أيام، ووصف فيه المتحدث تلو الآخر سنوات ترامب الأربع في البيت الأبيض بأنها فوضوية.
كان المؤتمر الذي عقد عبر الإنترنت بسبب جائحة كورونا مناسبة لتوجيه سهام النقد الشديد لشخصية ترامب وحقيقة وفاة أكثر من 170 ألف شخص بسبب الجائحة تحت إدارته.
وافتتح بايدن كلمة قبول الترشيح مساء أمس بالقول "الرئيس الحالي أغرق أمريكا في ظلام طويل جدا.. في غضب شديد جدا.. في خوف بالغ جدا.. في انقسام قوي جدا".
وسعى الديمقراطيون إلى استعراض جبهة ثرية بالتنوع والوحدة والنزاهة والثقة وهو ما قالوا إن ترامب يفتقر إليه.
وفي كلمته، وصف ترامب المؤتمر الديمقراطي بأنه "الأشد ظلاما وغضبا وكآبة في التاريخ الأمريكي".
وكانت كلمة بايدن بمثابة خلاصة ما يقرب من خمسة عقود أمضاها في السياسة، وألقاها في ساحة كادت تكون خاوية في مسقط رأسه بمدينة ويلمنجتون في ولاية ديلاوير، في ختام المؤتمر.
وانتهز الديمقراطيون فرصة مؤتمرهم العام في إبراز التحالف العريض الذي يعمل على الإطاحة بترامب ويضم ليبراليين ومعتدلين ورجال دولة مسنين ونجوما صاعدين بل وجمهوريين بارزين حثوا رفاقهم المحافظين على وضع الصالح العام فوق المصلحة الحزبية.
كما أبرز الحدث التنوع بين الديمقراطيين، وبخاصة مع ترشيح السناتور كامالا هاريس كأول امرأة ملونة وأمريكية من أصل هندي لمنصب نائب الرئيس.
وسلط البرنامج أيضا الضوء على مآسي بايدن الشخصية، مثل موت زوجته الأولى وابنته الرضيعة في حادث سيارة ووفاة ابنه (بو) بالسرطان، وذلك لإبراز قدرته على التفاعل مع معاناة الأمريكيين.
ويتجه بايدن (77 عاما) إلى الحملة الانتخابية متقدما في استطلاعات الرأي على ترامب (74 عاما)، الذي سيقبل ترشيح الجمهوريين له لولاية ثانية في مؤتمر الحزب الجمهوري الأسبوع القادم.