تعد ساندي إسحاق، خريجة المعهد الفني الصناعي، من قرية جراجوس بمركز قوص التابع لمحافظة قنا، أول فتاة تعمل في صناعة الخزف وتتقن حرفته بعد سنوات قليلة من التدريب والمشاهدة والتعلم، فعائلتها التي ورثت الصناعة زرعت فيها حب الصنعة في صغرها لكي تمارسها في الكبر، فوسط منتجاتها تتواجد الفتاة العشرينية لتعمل بحب في إخراج وتصنيع القطع برفقة والدها في مصنع للخزف يجاور منزلها.
" من صغري وأنا بشوف جدي ووالدي شغالين في الصنعة" بهذه الكلمات بدأت ساندي إسحاق حديثها عن أول خبراتها مع تعلم الصنعة، حيث كان يعمل جدها في صناعة الخزف ومن ثم والدها بعد عودته من العمل في مصنعهم الصغير بجوار منزلهم، وكانت تراقب عملهما وتساعدهم حتي التحقت بالمعهد الفني الصناعي.
وقالت ساندى: "تلقيت دورة تدريبية في كيفية صناعة الخزف ساعدتنى علي إتقان الحرفة والعمل فيها بمفردى دون مساعدة من والدى الذي كان يشجعنى في بداية الأمر".
وأوضحت ساندي، أن هناك نوعان يشملهما العمل في صناعة الخزف أولهما في الأشكال الصغيرة والآخر في الأشكال الكبيرة، حيث تتمكن الفتاة من إتقان العمل في الصناعات الصغيرة مثل فنجان القهوة، براد الشاي، الفاظات، أواني المطبخ، تقوم بتنفيذها بمساعدة والدها الذي يقترح عليها أشكال جديدة أيضًا أو تعديل في أحد الأشكال.
وكشفت ساندي إسحاق، عن الإعداد المسبق للصناعة الخزف، حيث تجلب في البداية أحجار من أسوان وتوضع في حوض به ماء ويتم تصفيتها حتي تصبح سائلة بإحدي الأحواض ولمدة تتجاوز الشهرين أو الثلاثة أشهر، ثم تقوم بـ "شقفها" والشقف يعني أن تفرغ من الهواء من طريق الضغط عليها، ومن ثم تحولها إلي كرات صغيرة صالحة للعمل.
وتابعت ساندي، أن هناك نوعين من الدولاب الذي تعمل عليه، أحدهما يدوي والآخر بالكهرباء ويتميز اليدوي عن الكهرباء باستمرارية العمل حتي في وقت انقطاع التيار الكهربائي وكذلك التمكن من القطعة في اليد، واكتساب قوة عضلية مثل ممارسة الرياضة، لافتًة إلى أن الوقت المستغرق في القطعة الواحدة يختلف بحسب الحجم فكلما كبر الحجم كلما زاد وقت العمل بالقطعة التي توضع في فرن بالكهرباء لمدة محددة عقب التجفيف وتخرج لتلون بألوان صحية لتصبح جاهزة للتسويق.
وأكدت الفتاة، أن التسويق شهد صعوبة في تلك الأيام تزامنًا مع وجود فيروس كورونا، علي الرغم من صحية الأواني التي تخرج من الخزف ويقبل علي شرائها السياح في حال زيارتهم إلي جراجوس لمعرفتهم بمدي جودتها.
واختتمت ساندي إسحاق حديثها، بأمنية أن يكون لها مكانًا خاص تعمل فيه ويوفر فرص عمل للشباب خاصة مع تضاؤل الحصول على وظائف حكومية في ذلك الوقت، وأن تعلم الفتيات كيفية صناعة الخزف، مع أمنيتها في ازدياد التسويق والإقبال علي المنتج الذي فضلت العمل فيه رغم صعوبته.