حرم على المسلمين أكل الخنزير، حيث حرم الله سبحان وتعالى أكل لحم الخنزير وقد سار على ذلك جميع المسلمين، تأييدا لنظرية أن لحم الخنزير ضار جدا بالصحة، وذلك استنادا لعدد من الآيات القرانية مثل { إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ} سورة البقرة آية 173.
فى الآيات القرآنية "البقرة 173، الأنعام 145، النحل 115 والمائدة 3"، يقول الله بشكل واضح حول ما يجب على المؤمن عدم تناوله، وبرغم أن التحريم كان عاماً، كالمنخنقة والميتة والدم، إلا أنه فى الآيات السابقة خصص الخنزير دون سواه كحيوان مستقل وحصرى، هذا التخصيص يفتح مجالاً للتساؤل حول السبب لرفض الأديان للخنزير بتسمية واضحة ومحددة.
ومنذ آلاف السنين ظهر حيوان الخنزير كحيوان ملعون، محرم ومكروه فى كل الأديان الإبراهيمية، حتى الحضارات القديمة لم يسلم الحيوان من كرهه له.
الفراعنة
يقول المؤرخ الإغريقى هيرودوت، بإيجاز: "يعتبر المصريون الخنزير حيواناً نجساً، فإذا لمس خنزير أحد الأشخاص وهو سائر، يجب عليه أن يغطس فى النهر هو وثيابه (فى العادات المصرية). وبالنسبة لرعاة الخنازير فكانوا فئة منبوذة فى المجتمع المصرى القديم وممنوعين من دخول المعابد المصرية ولا يتزوجون أو يُزوّجون إلا من عائلات رعاة خنازير مثلهم. أما الطبقات الثرية والكهنة فكانوا يقدمون الخنزير كأضحية فقط فى يوم اكتمال القمر لإلههم أوزوريس وربة القمر إيزيس، فيأخذون الذنب والطحال وغشاء المعدة فيحرقونها حتى تتلاشى، ثم يأكلون اللحم فى ذلك اليوم فقط (الاكتمال القمري)، بينما يعرضون عنه فى الأيام الأخرى ولا يقربونه. أما الفقراء فكانوا يصنعون كعك بهيئة خنزير لتكلفته الباهظة اقتصادياً، فيقدمون الكعك كقربان".
الكنعان
قد تكون أول الأساطير التى ذكرت الخنزير البرى هى أسطورة أدونيس وعشتار فى الميثولوجيا الكنعانية، حيث قام أدونيس بقتال خنزير فى وادى نهر الكلب فى لبنان ما أدى إلى مصرع الإثنين سويا، ويمثل الخنزير بذلك رمزاً للشر والكره. انتقلت هذه الفكرة للأساطير الأخرى ولبعض الأديان التى صارت تنبذ تناول لحم الخنزير.
الأغريق
وبحسب موسوعة تاريخ الأديان للدكتور فراس السواح، فأن الإغريق حرموا أيضا فى إحدى عصورهم أكل لحم الخنزير، اعتقادا منهم أن أدونيس الإله الإغريقى قتله خنزير برى، وهو ما يتشابه مع الأسطورة السورية التى تقول أن الإله أدون قد قتله خنزير برى وبعدا غاب عنهم أودن تحت الآرض ومافتئ بعده يعود إليهم كل سنه فى أوائل فصل الربيع فيحتفل السوريين بعودته بالدبكات والأفراح مثل عيد الربع عند العلويين وعيد النيروز.
كما تمثل الخنزير البرى فى الميثولوجيا الإغريقية حيث يعرف منها اثنين بشكل خاص. أحدها هو الخنزير الأرمانثى الذى كان على هرقل قتله كإحدى مهامه الاثنى عشر، والثانى هو الخنزير الكاليدونى الذى اصطاده العديد من الأبطال الأسطورين مثل أتلانتا فى أسطورة الكاليدوني، كما كان آرس، إله الحرب عند الإغريق القدماء، قادر على التحول إلى خنزير بري، وقد قام حتى بنطح ابنه حتى الموت وهو فى هذا الشكل خوفا من أن يقوم الشاب بإغراء زوجته وأخذها منه كما فعل أوديب ملك طيبة الذى قتل أباه وتزوج أمة.
بلاد الرافدين
نجد فى أسطورة دلمون السومرية التى تصف جنة عدن و كيف سيبقى الإنسان خالداً بعيدا عن الشيخوخة و الأمراض و الأحزان و كل ما يؤذيه من ظروف محيطة، فنجد ذكرًا لبعض الحيوانات التى من شأنها ايذاء الناس فى هذه الحياة الفانية و التى تحدثنا الأسطورة عن خلو جنة عدن أو أرض ادمون من هذه الأمور التى تحصل فى حياتنا.
وتحدد الأسطورة صفات هذه المخلوقات فتقول الأسطورة : "فى دلمون قبل ذلك لم يكن أى غراب ينعق، ولم يكن أى حجل يغرّد، لم يكن هناك أى أسد يفترس، لم يكن هناك ذئب ينقص على الحملان، لم يكن الكلب البرى يختطف الجديان/ لم يكن "الخنزير البري" ملتهم المحصولات".
اليهودية والمسيحية
الديانة اليهودية، فهى ترفض أكل أنواع مختلفة من اللحوم، من بينها لحم الخنزير، فلنقرأ فى قاموس الكتاب المقدس تحت عنوان خنزير: "كان الخنزير من الحيوانات النجسة (لاويين 11: 7 وتث 14: 8) وذلك لأنه قذر وهو لا يجتز طعامه، ويولد لحمه بعض الأمراض إذا لم ينضج عند طبخه".
ورغم أن المسيحية لا تحرم صراحة أكل الخنزير، لكن أيضا عدد كبير من المسيحيين لا يفضلون لحمه، كما أن القرازة المركسية اقتحمت عالم تلك الحيوان الصغير، وأصدرت بيانا أكدت فيه "أنه رغم عدم تحريم أكل هذا النوع من اللحم، فإن تناوله يتسبب فى إصابة الإنسان بالعديد من الأمراض".