فى خطاب وصف بانه الأهم فى مسيرته السياسية الممتدة منذ قرابة 50 عاما، تعهد نائب الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن بمداواة بلد ضربته جائحة فيروس كورونا وكارثة اقتصادية بتوحيد كل الأمريكيين، فى الوقت الذي حذر فيه من أن الرئيس دونالد ترامب سيواصل تأجيج الكراهية والخوف إذا انتخب لولاية ثانية من أربع سنوات.
وقال بايدن، وهو يعلن قبول ترشيح الحزب الديمقراطى له بانتخابات الرئاسة التى يتبقى عليها 75 يوما:"أعدكم، من هنا والآن: إذا عهدتم إلي بالرئاسة، فسوف أستعين بأفضلنا، وليس بالأسوأ... كونوا على يقين، بالاتحاد نستطيع أن نتجاوز هذا الفصل من الظلام في أمريكا"، وأضاف "سأكون حليفا للنور، لا الظلام".
بايدن أثناء الخطاب
وأدلى بايدن بالخطاب في ساحة خاوية فى مسقط رأسه مدينة ويلمنجتون فى ديلاوير، فى ختام مؤتمر الحزب الديمقراطى الذي عقد على مدى أربعة أيام عبر الانترنت بسبب جائحة فيروس كورونا.
ورصدت صحيفة "الجارديان" البريطانية ردود الفعل على خطاب بايدن، وقالت إنه حظى بإشادة واسعة من الديمقراطيين ووصفوه بأنه كان ناجحا بشكل مدوى، بينما أقر الجمهوريون على مضض أنه سار على ما يرام.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطاب كان متفائلا إلى حد كبير، وحدد بايدن خلاله رؤيته لمعالجة العديد من الأزمات التى تواجه البلاد.
وقال بايدن: "إن التاريخ قد جاء بنا إلى واحدة من أصعب اللحظات التى تواجهها أمريكا على الإطلاق. أسوأ وباء منذ 100 عام، أسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد الكبير، والدعوة الأكبر للعدالة العرقية منذ الستينات. والوقائع التى لا يمكن إنكارها والتهديدات المتسارعة بالتغير المناخى".
وتابع قائلا: السؤال بالنسبة لنا ببساطة هو: هل نحن مستعدون: أعتقد أننا كذلك.
وتحدث بايدن أيضا عن تجربته فى خسارة أحبائه، وقال لمن فقدوا أحبائهم خلال الوباء: "أعرف أن هوة سوداء عميقة تنفتح فى صدوركم، أعرف كيف يمكن أن تكون الحياة قاسية ودنيئة وظالما فى بعض الأحيان".
وعلق روبرت جيبس، المتحدث الأسبق باسم البيت الأبيض فى عهد باراك أوباما، على الخطاب، وقال فى تصريحات لقناة MSNBC إن خطاب بايدن أوفى باللحظة، مضيفا أنه يعتقد أن الديمقراطيين وبايدن متحمسون إزاء الكيفية التى سار بها المؤتمر، بينما قال ديفيد بلوف، المدير السابق لحملة أوباما، إن خطاب بايدن كان له قبول واسع.
وأضاف بلوف إنه يعتقد أن خطاب بايدن سيوافق عليه 75% من الأمريكيين إلى حد كبير، وقامت بقفزة واحدة كبيرة نحو المكتب البيضاوى.
وأبدى نشطاء اليسار بالحزب الديمقراطى ارتياحا وإشادة بخطاب بايدن، وقالت بريهامان جوى جراى، المتحدثة السابقة باسم السيناتور التقدمى بيرنى ساندرز إنهم قاموا بالفعل بعمل جيد لحزب لا يختلف على الصوت التقدمى.
وأشاد معلقون محافظون ايضا بخطاب بايدن، فقال مذيع فوكس نيوز كريس والاس إن خطاب بايدن كان فعالا بشكل هائل، مضيفا أن بايدن فجر فجوة فى توصيف دونالد ترامب المتكرر له بأنه مرشح متراجع.
من جانبه، علق الرئيس دونالد ترامب على خطاب منافسه فى انتخابات الرئاسة، وقال إن جو خلال 47 عاما لم يفعل أى من الاشياء التى تحدث عنها، وأضاف: لن يتغير أبدا، فقط كلمات.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن ظهور بايدن جاء فى ختام مؤتمر افتراضى استمر أربعة أيام قدم فيه الديمقراطيون مجموعة واسعة من النساء والشباب والأقليات العرقيىة، وذهبوا إلى مدى غير عادى بالترحيب بالجمهوريين والمستقلين الذين يسعون إلى الراحة من اضطرابات حقبة ترامب.
ورأت نيويورك تايمز أن الحزب الديمقراطى لم يركز على تقديم بايدن البالغ من العمر 77 عاما كحامل لواء حزبى تقليدى بقدر من قدمه كمعالج وطنى مريح قادر على إعادة الحياة الطبيعية والهدوء إلى الولايات المتحدة وإعادة الحكم الفيدرالى فيها إلى النظام الناجح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة