لا أعترف بمصطلح "نجم" لكن يكفى لقب "فنان"
وأتمنى تجسيد فيلم عن كواليس تولى الرئيس السيسى الحكم
فنان عملاق وأحد أبرز نجوم الزمن الجميل، رحلة عطاء فنية طويلة، قدم خلالها أعمالا عظيمة للسينما والمسرح والتليفزيون من أهمها سينمائيًا الطريق إلى إيلات والأرض وإسكندرية ليه وغيرها من الأعمال كان آخرها فيلم تراب الماس، هو الفنان الكبير عزت العلايلى الذى نحتفى بإعلان تكريمه من مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط فى دورته رقم 36 المقرر إقامتها فى نوفبر المقبل، يتحدث معنا فى هذا الحوار عن كواليس فيلم الطريق إلى إيلات ورأيه فى مسلسل الاختيار، ورسالته إلى الفنان الهارب إلى تركيا هشام عبد الله، وأخيرا أقرب الأعمال إلى قلبه والدور الذى يتمنى تجسيده بعد هذه الرحلة الفنية الطويلة.
كان هناك تسابق لتكريمك من مهرجانى الإسكندرية وشرم الشيخ، كل منهما يقول إن له السبق فى إعلان تكريمك.. ما ردك ؟
أنا أشكرهم جدا على هذا التكريم، لكن ليس لى دخل فيما جرى وتركت المسألة لإدارة المهرجانين لأنهم أصحاب الشأن، وعليهم أن يتفقوا وأنا فى النهاية تحت أمرهم إذا طلبوا منى أن أذهب للمهرجانين سأفعل، ليس لدى أى مانع فكلهم أخوة أعزاء، وأحترمهم فردا فردا.
هل يمكن أن نرى عزت العلايلى بدراما رمضان 2021 ؟
بالطبع أتمنى ذلك، فالتليفزيون ملعبى فأتمنى أن يكون هناك عمل جيد أشارك فيه برمضان المقبل فهذا أمر بالتأكيد يسعدنى، لكننى لم أتفق حتى الآن على أى عمل.
نلت جائزة أحسن ممثل عن فيلم "الطريق إلى إيلات" حدثنى عن كواليس الفيلم أحد أعظم الأفلام الوطنية ؟
عمل شاق جدا، فقد تنقلنا إلى أكثر من مكان، بالإضافة إلى أن معظم تصويره كان فى البحر والعمل فى البحر شاق جدا، بالإضافة لبدلة الغطس التى لا يمكن خلعها سوى فى الماء، فكنت عندما أنتهى من تصوير مشاهدى فى نهاية اليوم أذهب للفندق وأجلس فى "البانيو" وأبدأ فى خلعها جزءا جزءا، كل هذا كان هينا فى سبيل العمل الذى قدمته وأنا سعيد جدا به، فأنا لم أشارك فى حرب أكتوبر، وكنت أتمنى أن أشارك فيها، لكن الفيلم بمثابة بروفة للحرب، وكنا نصور فى الصحراء وهو عمل شاق بالفعل، وشرفت بالعمل مع المخرجة العظيمة إنعام محمد على بالإضافة لباقى فريق العمل.
هل التقيت بأبطال الجيش المصرى بعد الفيلم؟ وما تعليقهم؟
أتذكر أن المشير حسين طنطاوى عندما سلمنى الجائزة داعبنى وقال لى: "أنتوا كنتوا معانا فى الحرب ولا إيه" فسألته هل أعجبه الفيلم فقال لى بالتأكيد أعجبنى جدا.
كنا نعانى من ندرة الأعمال الوطنية إلى أن ظهر مسلسل "الاختيار".. مارأيك فى المسلسل ؟
بالتأكيد كنت من متابعيه، وأعجبنى جدا، فكان أداء الجميع ممتاز، وأتمنى أن تكون هناك كثرة لمثل هذه الأعمال، فمخرج العمل كان بديعا وقدم عملا محترما، وبالفعل المسلسل شىء مشرف لمصر.
الفنان الهارب لتركيا هشام عبد الله كان أحد المشاركين فى فيلم "الطريق إلى إيلات"، هل ظهرت ميوله السياسية أثناء تصوير الفيلم ؟
لا لم يظهر عليه أى ميول فى هذا الوقت، وأنا أندهش لماذا قفز هذه القفزة، وأتمنى أن يعود لمصر مرة أخرى، أعتقد أنه لو جاء يطلب العفو ستسمح له الدولة، لكن أنا حزين جدا عندما أرى مصريين يسبون مصر كيف وأنتم أولادها، ملامحك مصرى وتاريخك مصرى فأرجوا أن يعدل عن هذا الطريق يعود إلى صوابه.
قدمت مع المخرج يوسف شاهين أفلاما عظيمة.. فهل هناك مخرج من الجيل الحالى تراه امتدادا ليوسف شاهين ؟
هناك مخرجون أكفاء جدا الآن، وبالأخص المخرجين الشباب، ويوسف شاهين كان له مدرسة خاصة ورؤية وعين خاصة وله شخصية فى الإخراج، فإذا درست الإخراج ستعرف أعماله بمجرد رؤيتها، لكن هناك شباب فى الجيل الحالى أتنبأ لهم بمستقبل عال جدا مثل المخرج بيتر ميمى الذى أخرج مسلسل الاختيار، فهو مخرج شاطر ولديه تكنيك عالى جدا فى الإخراج ، وينتمى لمدرسة السهل الممتنع.
كيف ترى شكاوى الفنانين الكبار بأنهم لا يجدون الدور المناسب لهم.. هل المشكلة في النصوص؟
قال ضاحكا: "أنا كمان قاعد فى البيت ومش بشتغل"، لكن الدراما تستوعب كل الأعمار هناك الشاب والعجوز فالدراما لم تكن قاصرة على الشباب فقط، وبها كل نماذج البشرية والسنون المختلفة، الدراما هى ظل المجتمع على الأرض، فلم تأت بشيء من الخيال وإنما هو الواقع الموجود.
من أكثر الممثلين الشباب الذين يعجبوك ؟
للأسف لا أحفظ أسماء بعينها، لكن بشكل عام يعجبنى الجيل الحالى جدا، فهم يعملون على أنفسهم بشكل جيد من حيث أجسامهم، وأدوات نطقهم ومخارج ألفاظهم، فلم أر أى أخطاء فى الكلام أو لعثمة مثلا.
هل تغيرت مواصفات النجم بين جيل عزت العلايلى والجيل الحالى ؟
قال مستنكرا: ما معنى نجم ؟! أنا لا أؤمن بهذا اللفظ، فلا يوجد ما يسمى بالنجم لكن يوجد فنان، هل النجم يختلف عن زملائه الفنانين؟ بالطبع لا، لماذا يكون هناك تمييز وتفرقة بين الزملاء وبعضهم، هناك زملاء يؤدون أدوارا صغيرة لكن يكون تأثيرها عال جدا لذلك أنا لا أعترف بالنجم ففى النهاية كلنا فنانون .
شاركت مع الفدائين فى عهد عبد الناصر وفى نفس الوقت سُجنت في عهده.. ما القصة ؟
حينها كنت صغيرا جدا، وكان هناك محام كتب يافطة أن من يريد الانضمام للفدائيين فى القنال فليتقدم، وأنا كنت حينها شابا صغيرا ومتحمسا، فذهبنا للمكتب وتحركنا منه إلى الإسماعلية واتضح حينها أننا نحمل صناديق بها ذخيرة نضعها فى المخزن، وفى آخر النهار عدنا للقاهرة مرة أخرى، لكن اتضح بعدها أن هذا الشخص كان من الإخوان وتم القبض علينا، إلى أن قام خالد محى الدين بالعفو عنا وأطلق سراحنا ، ولكنى استفدت من هذه التجربة حيث أننى قابلت سياسين كبار استفدت منهم لذلك رب ضارة نافعة.
عزت العلايلى تاريخ كبير من الأعمال الفنية.. ما هي أقرب الأعمال إلى قلبك ؟
أعمال كثيرة في الحقيقة منها على سبيل المثال الأرض والاختيار، باقى من الزمن ساعة، السقا مات، المواطن مصري، والكثير والكثير أعمال لا يمكن أن أنساها، لها علامة في قلبى ووجدانى وعقلى، أعتبرها عطايا من الله سبحانه وتعالى، ربنا كافئنى بها، لما بتفرج على أحد هذه الأفلام أكون سعيد جدا، وأقول الحمد لله أنى كنت عند حسن الظن، وهذا دافع لى عندما تعرض علىّ أعمالا جديدة، لا أريد أن أتنازل عن هذا المستوى، أهتم بكل التفاصيل الكلمة والحركة والعلاقة مع الزملاء الفنانين والمخرج ومدير التصوير، وأستفدت من هذه الرحلة الطويلة.
ما الأمنية التي يتمنى الفنان عزت العلايلى تحقيقها بعد كل هذه السنوات ولم تتحقق بعد ؟
أتمنى المشاركة في فيلم عن التغير الذى حدث في مصر قبل تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية وحتى توليه الرئاسة وإلى الآن، وكيف نزل المصريون الشوارع ملايين لتأييده، أتمنى تجسيد كواليس هذه الرحلة التي لم نطلع عليها بعد.