دخل معهد علمى وتقنى فى كوستاريكا وهى إحدى دول أمريكا الوسطى، سباق تطوير لقاحات كورونا، وذلك بسبب خبرته لعقود فى إنتاج مضادات سموم الثعابين من قبل العلماء والأطباء البيطريين والفنيين .
وخلال الأشهر الماضية دون توقف، قام العلماء المعهد بإنتاج تركيبة علاجية من الأجسام المضادة للخيول ضد السارس- CoV-2، الفيروس التاجى الذى يسبب COVID-19، وتُبذل جهود مماثلة فى البرازيل والأرجنتين لمد هذه البلدان حتى وصول لقاح فعال.
فى أواخر مارس، بعد تشخيص الحالة الأولى لـ COVID-19 فى كوستاريكا، أصدر رومان ماكايا - عالم الكيمياء الحيوية وخبير الصحة العامة الذى يرأس صندوق الضمان الاجتماعى فى كوستاريكا وفقا لتقرير مجلة " scientificamerican"، الذى يدير العيادات والمستشفيات العامة فى البلاد - دعوة إلى مجتمع البحث للانضمام إلى الكفاح ضد الوباء الناشئ آنذاك.
ما هى الاجسام المضادة للخيول
الأجسام المضادة للخيول، مصنوعة فى مصنع إنتاج معهد كلودوميرو بيكادو بجامعة كوستاريكا، حيث يمتلك معهد كلودوميرو بيكادو أكثر من 100 حصان طوروا مناعة قوية لسموم الأفاعى، بعد تلقيحهم بكميات صغيرة من السموم على مدى أسابيع إلى شهور، إلى جانب استخدامها فى مضادات السموم للأفاعى والعقارب والعناكب، تم استخدام المستحضرات الصيدلانية للأجسام المضادة للخيول فى جميع أنحاء العالم، كعلاج لداء الكلب والتسمم الغذائى والدفتيريا لعقود.
وأظهرت التجارب السريرية لمضادات السموم التى أجراها المعهد فى كولومبيا ونيجيريا وبابوا غينيا الجديدة، أن هذه الأجسام المضادة آمنة على البشر ونادرًا ما تسبب ردود فعل سلبية شديدة.
علاج الجلوبولين المناعي للخيول وعلاج الفيروسات
و يوضح فان هوى وين، الباحث ومدير المشروع فى معهد بوتانتان بالبرازيل لم يشارك فى البحث فى معهد كلودوميرو بيكادو، الذى يتمتع أيضًا بخبرة طويلة فى تصنيع مثل هذه الأجسام المضادة: "أن كل هذه المجموعات البحثية لإيجاد طرق لإنتاج جلوبولين مناعى آمن وفعال لفروسية COVID-19".
وقال ألبرتو ألابى جيرون، عالم الأحياء الدقيقة والباحث الرئيسى فى مشروع COVID-19 فى معهد كلودوميرو بيكادو: "إن الفكرة الكامنة وراء العلاج بالأجسام المضادة للمرضى المصابين بـ COVID-19 تشبه فكرة علاج المرضى الذين يعانون من تسمم لدغات الأفاعي"، ويضيف قائلًا: "نريد إنتاج أجسام مضادة محددة ضد الهياكل الفيروسية فى الخيول، وتنقية الأجسام المضادة وإعطائها للمرضى الذين بدأوا فى محاربة العدوى ولكن نظامهم المناعى لا يزال لا ينتج أجسامًا مضادة كافية لإزالة الجزيئات الفيروسية".
تبرع المواطنون العاديون الذين أرادوا المساعدة فى البحث بستة خيول للمعهد، وتم تلقيح الحيوانات بالبروتينات المهندسة لفيروس SARS-CoV-2. تلقت 3 من الخيول فقط S1، وهو جزء من البروتين الذى يشكل النتوءات البارزة التى تبرز من سطح العامل الممرض، فيما تلقت الحيوانات الثلاثة الأخرى مزيجًا من 4 بروتينات من فيروس كورونا، بما فى ذلك S1.
بعد أربع جولات من التطعيم كل أسبوعين، أنتجت الخيول المستوى المطلوب من الأجسام المضادة. فى هذه المرحلة، تم استخراج دمائهم وفصل خلايا الدم الحمراء عن البلازما وإعادتها إلى الخيول.