أعلن رافايل ماريانو جروسي، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، زيارة إيران بعد غد الاثنين، وقال جروسي في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر ، اليوم السبت، زيارتي لإيران تهدف لطرح أسئلة حول سلامة المنشآت النووية ، وتأتى هذه الزيارة فى ظل تصعيد جديد للتوتر بين الولايات المتحدة وإيران .
وشهدت أروقة مجلس الأمن مؤخرا فصلا جديدا فى لعبة " القط والفار " بين طهران وواشنطن ، بعدما رفض الاوروبيون وقوى أخرى في الامم المتحدة نهاية الأسبوع الماضى تفعيل أمريكا آلية "الزناد" أو "سناب باك" تمهيدا لاعادة فرض عقوبات دولية على ايران خلال 30 يوما، كخيار بديل بعدما رفض مجلس الأمن مشروع قرار أمريكى الأسبوع الماضى، كان يهدف لتمديد حظر السلاح المفروض علي طهران والمقرر رفعه أكتوبر المقبل.
وفى السياق نفسه، تعقد اللجنة المشتركة للاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني اجتماعا في أول سبتمبر في فيينا وفق ما أعلنت الدوائر الخارجية للاتحاد الاوروبي، على خلفية التوتر بين الأميركيين والأوروبيين في الأمم المتحدة ، وبحسب بيان مقتضب للدبلوماسية الاوروبية أن الاتحاد الاوروبي سيترأس اللجنة على أن تضم ممثلين للصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وبريطانيا وايران.
وقالت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إنه ليس بوسعها دعم التحرك الأمريكي لإعادة فرض كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران، قائلة : إن الخطوة تتنافى مع الجهود الرامية لدعم الاتفاق النووي مع إيران ، وبحسب بيان مشترك قالت الدول الثلاث "من أجل المحافظة على الاتفاق، نحث إيران على العدول عن كل الإجراءات التي لا تتماشى مع التزاماتها ضمن الاتفاق النووي، وعلى العودة إلى الامتثال الكامل (لبنود الاتفاق) دون تأخير".
فيما رفضت روسيا خطط الولايات المتحدة إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران واعتبرتها "غير موجودة" قائلة إنه لا يحق السعي لإعادة فرض العقوبات إلا لبلد عضو في الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، وقال السفير الروسى فى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين "لن نعتبرها إعادة (للعقوبات)" رافضا الإعلان المتوقع لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
وتعليقا على موقف الأوروبيين، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت، لصحيفة ألمانية، إن سلوك حلفاء بلادها الأوروبيين "مخيب للآمال" ونقلت صحيفة زوديتشه تسايتونج اليومية الألمانية عن كرافت قولها في مقابلة "هذا مخيب جدا للآمال".
وتابعت قائلة "هذا الأمر من الأهمية بحيث لا يمكننا أن ننتظر لحين انتهاء أجل حظر الأسلحة في 18 أكتوبر. لا يمكننا أن ننتظر إلى أن يدرك العالم في 18 أكتوبر أن باستطاعة روسيا والصين توفير أسلحة وباستطاعة إيران شراؤها وتوصيلها لميليشيات وجماعات إرهابية أخرى تحركها طهران في أنحاء العالم".
وتصر الولايات المتحدة على قليم أظافر ايران بشتى السبل، وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن واشنطن تتأهب لمنع روسيا والصين من الإقدام على أي محاولات لانتهاك العقوبات المفروضة على إيران.
وقال بومبيو في مقابلة مع قناة فوكس الإخبارية إن واشنطن تشعر بخيبة أمل لأن حلفاءها لم يدعموا جهودها للسعي إلى "إعادة فرض" عقوبات الأمم المتحدة، التي تشمل حظر الأسلحة، بعد ما وصفته إدارة الرئيس دونالد ترامب بأنه انتهاك من جانب طهران للاتفاق النووي الذي أبرمته في 2015 مع قوى عالمية.
وجاء رد طهران بالتهديد بخيارات أكثر خطورة، وقال مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانتشي، إن طهران ستتخذ الإجراء بالرد بما يتناسب مع التهديدات التي يواجهها الاتفاق النووي وقرار 2231 لمجلس الأمن الدولي ، مشيرا الى أن أحد الخيارات التي تنظر فيها طهران للرد على هذه التهديدات هو العودة إلى التصميم القديم لمفاعل "أراك" للماء الثقيل.
وفى وقت سابق، طالبت لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إلى إعادة أنشطتها النووي إلى ما كانت عليه قبل 2015 وتشغيل أجهزة الطرد المركزي من الجيل 4 و6 و8 IR والتسريع في إنتاج الوقود النووي المستخدم في السفن البحرية، في حالة تم تفعيل آلية فض النزاع في الاتفاق النووي وأعادت واشنطن فرض العقوبات على طهران.