فى شارع عبدالعزيز على بمدينة الزقازيق والمعروف بطريق موقف المنصورة، حيث الأبراج والعقارات الفخمة التى تمتد لمسافة أكثر من 4 كيلو يسكنها الكثيرين من أصحاب المال والنفوذ والسيارات الأحدث موديل، تصادفك عشه يسكنها شاب أربعينى ناحية منشية السادات للوهلة الأولى تظن أنه فقير ولكنه مليونير مع إيقاف التنفيذ.
التقى اليوم السابع، بالشاب خالد فاروق أحمد، والذى أطلق عليه لقب "المليونير الحافي"، حيث يعيش داخل عشة مساحتها 10 متر مزينة بقصارى الزرع.
أشار خالد بيده، هذه العشة المعروشة بالجريد وغطاء بلاستيك هى الفيلا التى انتهى بها الحال بعدما ذهبت أملاكى فالكنبه هى سريرى، والمرآة المكسورة هى تسريحتى التى أرى فيها وجهى كل يوم وكيف فعل الزمن فى شحوبه وكسره، على الزمن، وهذا الصندوق يحتوى على ملابسي، و ذاك الصندوق هو المطبخ، و هذا كرسى مكسور مزين حوله قصارى زرع و شجرة ريحان هو الصالون .
أكد ،أعيش منذ عامين فى هذه العشة، فى ظروف غير آدميه، بعدما أعطانى الحظ الزهر و غدر بى الزمن، و استرجع المليونير الحافى ذاكرته بقوله، إن هذه العمارة هى ملكى ورثتها عن والدي، الذى كان يعمل فى مقاولات البناء و كنت أعمل فى مجال نجارة المسلح، و تزوجت و أنجبت ثلاثة ابناء، لم أكن غنيا جدا ولكن كان الحال ميسور.
تابع، وهو يعتصر من الألم، بعد وفاه والدى ورثت العمارة، و نظرا لوقوعها فى موقع متميز، وانتشار الأبراج الشاهقة فى المنطقه، قام العديد من أصحاب المنازل القديمة مثلي، بهدمها و إقامة برجا بدلا منها و بيعها نظام تمليك، والغير مقتدر منهم يشارك آخر بالنصف، و بالفعل قمت مثل الآخرين بالشراكة مع سيدة أعمال مقابل بناء برج، نصيبى فيها و شقيقتى 7 شقق و الروف.
عشت فى الأحلام "الشقة التمليك فى مثل هذا الموقع المتميز فى منطقة سعرها يتعدى مليون جنيه، يعنى طبقا للأوراق و العقود التى معى أن أملاكى ستتعدى 10 مليون جنيه، و انا من المليونيرات و"الزهر لعب"، و الأهالى ينادون على عم خالد المليونير.
لكن "قليل البخت"، بعد خروج السكان وهدم المنزل، قام الشريك ببناء 6 طوابق فقط، و وقعت مشاكل وأدعت ملكيتها للعمارة و دخلنا فى نزاع قضائى على ذلك، فقررت محكمة تشميع العمارة لحين انتهاء النزاع وفقا لحكم المحكمة.
وتابع أحلامى أتهدت فوقت منها ولم أجد مكان أعيش فيه، و انفصلت عن زوجتى و تركت أولادى معها حفاظا عليهم من الشارع، و انا لم أجد غير رصيف منزل ابى مأوى لي، فقمت بإنشاء تلك العشة لاعيش فيها منذ ذلك الوقت، على أمل العودة لمنزلى مرة أخرى.