بقدر ما يهتم الأمريكيون بالانتخابات الرئاسية لمعرفة من سيحكم خلال أربع سنوات، فإن هذا الاهتمام لا يستأثر به المرشحين وحدهم، بل إن عائلاتهم، وبالأخص زوجاتهم، يكون لهم نصيب من هذا التركيز والمتابعة لمعرفة من ستكون السيدة الأولى، وعلى الرغم من أن زوجة الرئيس ليس لها دور سياسى رسمى فى الولايات المتحدة، إلا أنها ليست بعيدة تماما عن السياسة بحكم طبيعة العمل الذى يقوم به زوجها، وإذا كان الرئيس يدير البلاد ويخطط لأحداث حول العالم من مكتبه بالجناح الغربى فى البيت الأبيض، فإن الجناح المقابل له وهو الجناح الشرقى يخص السيدة الأولى.
وتقول صحيفة الجارديان البريطانية إنه لا يوجد دور غامض فى السياسة الأمريكية مثل دور السيدة الأولى. فهؤلاء النساء لديهن مهمة، فيفترض أن يكن نساء مرتبطات وأمهات مثاليات وناشطات رائعات فى آن واحد.
ومن المفارقات أنه كلما كانت السيدة الأولى أقل سياسية، كلما زاد رأس المال السياسى الذى يكسبونه من الناخبين، فخلال مؤتمر الحزب الديمقراطى الأسبوع الماضى، والذى كان افتراضيا بدون حشود تصفق، كان الأمريكيون يبحثون عن وجوه مريحة، وهذا ما قدمته لهم السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما.
وترى الصحيفة أن السيدات الأول تلعبن دورا تزداد أهميته لأنه كلما زاد انقسام البلاد، كلما مثلّن أصوات العقل والعاطفة. فهؤلاء النساء يستخدمن سيرتهن كزوجات وأمهات للتلطيف ولإضفاء الطابع الإنسانى على أزواجهن، وإظهار الجانب الإنسانى لأى سياسى، مثلما فعلت إلينور روزفلت أثناء الحرب العالمية الثانية أو لورا بوش بعد أحداث سبتمبر الإرهابية.
جيل بايدن، التى قد تصبح السيدة الاولى لو فاز المرشح الديمقراطى فى انتخابات نوفمبر، شاركت فى مؤتمر الديمقراطيين بكلمة من إحدى المدارس الثانوية فى ديلاور حيث تدرس اللغة الإنجليزية.
وتحدثت عن قيامها بعملها ليلا فى الوقت الذى كان زوجها يصطحب ابنيه إلى السرير. وتحدثت عن قوة زوجها بعد وفاة نجله بيو من السرطان، حيث عاد إلى العمل بعد أربعة ايام لأنه كان عليه أن يحارب من أجل العائلات الأمريكية.
وتكون السيدة الأولى على استعداد تام لإثبات الحجج، وعادة ما يكون لديها معدلات شعبية أعلى من أزواجهن لأنهن عادة ما يحتفظن بنفوذهن الخاص، فمن جاكلين كينيدى التى حصلت فى صيف 1961 على تصنيف إيجابى بنسبة 66%، إلى روزالين كارتر التى حصلت على تقييم إيجابى بنسبة 68%، حتى لورا بوش التى حصلت على 85% فى عام 2005، تمثل هؤلاء النسوة أصولا ضخمة لأزواجهن أو أى شخص يخترن دعمه حتى بعد مغادرتهن البيت الأبيض.
ومن المقرر أن تتحدث ميلانيا ترامب فى مؤتمر الحزب الجمهورى يوم الثلاثاء، وستلقى تصريحاتها من الحديقة الوردية الشهيرة بالبيت الأبيض التى قامت بإعادة هيكلتها مؤخرا بتبرعات خاصة.
ولم يمض خطابها فى مؤتمر عام 2016 على ما يرام بعدما تم اكتشاف مدى التشابه بينه وبين خطاب ميشيل أوباما فى مؤتمر الديمقراطيين عام 2008، فهل تستطيع أن تجد كلماتها الخاصة لتحث الناخبين على ضرورة إعادة انتخاب زوجها؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة