الغرب يكذب فى حكاياته عن الشرق.. كتاب "سلام ما بعده سلام": كل قصص الروس والبريطانيين والفرنسيين تتبع أهواءهم.. دافيد فرومكين: الثورة العربية مبالغ فى وصفها ومن خيال لورنس العرب ودول الاحتلال حاربت الدين

الإثنين، 24 أغسطس 2020 04:00 م
الغرب يكذب فى حكاياته عن الشرق.. كتاب "سلام ما بعده سلام": كل قصص الروس والبريطانيين والفرنسيين تتبع أهواءهم.. دافيد فرومكين: الثورة العربية مبالغ فى وصفها ومن خيال لورنس العرب ودول الاحتلال حاربت الدين كتاب سلام ما بعده سلام
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كيف تشكل الشرق الأوسط بالصورة التي نعرفها الآن، وكيف فكرت الدول الاستعمارية في تقسيم المنطقة، يساعدنا في ذلك كتاب مهم بعنوان "سلام ما بعده سلام.. ولادة الشرق الأوسط (1918- 1922) تأليف دافيد فرومكين.
 
ويقول المؤلف إن الشرق الأوسط، كما نعرفه من العناوين الرئيسة للصحف حالياً، انبثق من قرارات اتخذها الحلفاء خلال الحرب العالمية الأولى وبعدها، وفى هذا الكتاب شرعت فى سرد القصة التى تروى فى مجلد واحد كيف ولماذا - ومن منطلق أية آمال ومخاوف ومشاعر محبة وكره وأخطاء وحالات سوء تفاهم، اتُّخذت تلك القرارات.
 
سلام ما بعده سلام غلاف
 
ويتابع الكتاب إن الروايات الرسمية الروسية والفرنسية لما كانوا يفعلونه آنذاك فى الشرق الأوسط كانت، وهذا ليس بالأمر غير الطبيعى، من عمل الدعاية، والروايات الرسمية البريطانية، بل والمذكرات اللاحقة التى كتبها المسئولون المعنيون، لم تكن صادقة أيضاً، فالمسئولون البريطانيون الذين قاموا بدور رئيس فى اتخاذ تلك القرارات قدّموا لنا رواية للأحداث كانت فى أحسن حالاتها موجهة حسب أهوائهم وفى أسوأ حالاتها من صنع الخيال، فقد سعوا لإخفاء دس أنوفهم فى الشؤون الدينية الإسلامية وللتظاهر بأنهم دخلوا الشرق الأوسط بصفتهم أولياء أمر الاستقلال العربى، وهذا الاستقلال قضية لم يؤمنوا بها فى الواقع.
 
علاوة على ذلك، فإن الثورة العربية، التى شكلت محور حكايتهم لم تحدث فى الواقع بقدر ما حدثت فى خيال توماس إدوارد لورنس العجيب، فقد كان لورنس راوية حكايات خيالية، وقد جعل منه مخرج العروض المسرحية الأميركى (لويل توماس) "لورنس العرب".
 
أما الحقيقة فقد تكشفت على مدى عقود من السنين نتفاً نتفاً، ثم تكشفت، فى نهاية الأمر، فى كومة كبيرة، عقب فتح محفوظات (أرشيف) الوثائق الرسمية والأوراق الخاصة التى ظلت حتى الآن سرية، وبدا لى عام 1979، عندما بدأت هذا البحث أننا وصلنا إلى نقطة يمكن عندها رواية القصة الحقيقية لما حدث.
 
ويقول المؤلف، لقد دأبت خلال العقد الماضى على قراءة المحفوظات ودرست ما توفر من مؤلفات، وجمعت ما توصل إليه الدارسون الحديثون بغية إظهار الصورة التى تتشكل عندما نضع قطع لعبة الأحجية فى أمكنتها، إن المؤلفين الذين استشهدت بأعمالهم فى حواشى الكتاب حققوا معظم الاكتشافات الجديدة، مع أنى أيضاً حققت بعض الاكتشافات الجديدة: مثلاً، ما الذى يمكن أن يكون قادة حزب تركيا الفتاة قد فعلوه من أجل إقناع الألمان بالتحالف معهم بتاريخ 1 أغسطس1914؟ وهل يمكن أن يكون المفاوض العربى الفاروقى قد رسم خطاً عبر داخل سوريا باعتبار أن هذا الخط يشكل حداً للاستقلال الوطنى العربي.
 
سلام ما بعده سلام
 
ثم إننى أيضاً قد أكون أول من حل ألغاز حالات سوء التفاهم العديدة، أو على الأقل لفت الانتباه إليها، تلك الحالات من سوء التفاهم التى أشعلت فى عام 1916 صراعاً خفياً داخل جهاز البيروقراطية البريطانية بين (سير مارك سايكس) مسؤول شؤون الشرق الأوسط فى لندن، وصديقه (جيلبرت كلايتون) رئيس المخابرات فى القاهرة. وقد تبين لى أن لا سايكس ولا كلايتون أدرك قط أن سايكس، فى مفاوضات عام 1916 مع فرنسا، أخطأ فى فهم ما طلب منه كلايتون أن يفعله. ذلك أن سايكس فعل العكس تماماً معتقداً بكل براءة أنه كان ينفذ رغبات كلايتون، فى حين أن كلايتون شعر شعوراً اكيداً أن سايكس قد خذله عامداً.
 
وبما أن كلايتون لم يفاتح سايكس بالأمر، فقد ظل سايكس يجهل أن خلافات قد نشأت بينه وبين زميله، وهكذا ظل سايكس يعتقد خطأً فى الشهور والسنين التى تلت ذلك أنه وكلايتون ما زالا على وفاق، فى حين أن كلايتون أصبح فى الحقيقة خصماً لسياسته داخل الجهاز البيروقراطى - ولعله كان الخصم الأخطر.
 
ويرى الكتاب أن الدول العربية اعتقدت آنذاك أن باستطاعتها أن تغيّر آسيا الإسلامية فى صميم أساسيات وجودها السياسي، وإذ حاولت الدول الأوروبية هذا التغيير فقد استحدثت نظام دول مصطنعة فى الشرق الأوسط، مما جعل منه منطقة لبلدان لم تصبح أمماً حتى يومنا هذا، لقد وضع الروس موضع المساءلة أساس الحياة السياسية فى الشرق الأوسط، أى الدين، فاقترحوا الشيوعية، وفعل مثلهم البريطانيون فاقترحوا القومية أو الولاء للأسر الحاكمة، عوضاً عن الدين.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة