شاعر وكاتب أرجنتينى يعد من أبرز كتاب القرن العشرين، وتم ترجمه أعماله إلى عدد كبير من اللغات الإنجليزية والسويدية والعربية والإيطالية والألمانية والفرنسية والدنماركية والبرتغالية، هو خورخى لويس بورخيس، الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 24 أغسطس من عام 1899م.
بورخيس
كانت بداية حياة خورخى الأدبية مع الشعر، وأصدر ديوانه الأول بعنوان حماس بوينس آيرس عام 1923م، ولكنه بدأ كتابة القصة بعدما كان مترددًا بسبب حادث تعرض له وكاد يفقد حياته، حيث حكى ذلك خلال حوار صحفى لمجلة "باريس ريفيو" بالإنجليزية عام 1966 وأعيد نشره فى كتاب صدر عام 2006م.
وحين سأله المحاور، أود أن أسأل عما سبق أن قلتَه من أنك كنت شديد الخوف حيال البدء بكتابة القصص؟، رد خورخى، نعم، كنت شديد الخوف، لأننى حين كنت صغيرًا ظننت نفسى شاعرًا، لذا قلت إن كتبت قصة سيدرك الجميع أننى دخيل عليها، إننى أطأ أرضاً محرمة، عندئذٍ حصل لى حادث، يمكنك أن تلمس أثر الجرح، لو لمست رأسى هنا، سترى، هل تحس بتلك الجبال، والمطبات؟ أمضيت بعدئذٍ أسبوعين فى المستشفى، رأيت كوابيس وأرقاً.
بورخيس
بعد ذلك أخبرونى أننى كنت على حافة الموت، إنه كان رائعاً أن العملية تكللت بالنجاح. بدأت أخاف على سلامة عقلى - قلت قد لا أتمكن من الكتابة مرة أخرى. ولو حدث ذلك لانتهت حياتي، لأن الأدب مهم جداً بالنسبة لي. ليس لأننى أعتقد أن ما أكتبه ممتاز، وإنما لأننى كنت أدرك أننى لن أتمكن من الاستمرار بلا كتابة. إن لم أكتب سأشعر، كما تقول، بنوع من الذنب، أليس كذلك؟ قلت عندئذٍ سأجرب كتابة مقالة أو قصيدة. لكنى قلت إننى كتبت مئات المقالات والقصائد. إن لم أتمكن من ذلك سأتأكد حالاً أننى انتهيت، أن كل شيء انتهى؛ لذا قلت سأجرب شيئاً لم أجربه من قبل؛ إن لم أنجح فيه لن يكون هناك ما يستدعى الاستغراب، وإلا لماذا أكتب قصصاً قصيرة؟ سيهئُنى ذلك للضربة القاضية: معرفتى بأننى وصلت إلى نهاية الطريق. كتبت قصة أظن أننى عنونتها (الرجل الذى فى الركن الوردي) استمتع الجميع بها. كان ذلك مصدر سعادة كبرى لي. فلربما لو لم تحدث تلك الضربة على الرأس لما كتبت قصصاً قصيرة.
بورخيس