تستعد وزارة البيئة، خلال هذه الفترة لبدء إجراءات مواجهة موسم نوبات تلوث الهواء الحادة، والمعروف بـ" السحابة السوداء"، والتى تبدأ عادة من أول شهر سبتمبر سنويا، وحتى منتصف نوفمبر، والتى تنتج عن عدة عوامل، من بينها: عوامل طبيعية، مثل: سرعة الرياح واتجاهها، وظاهرة الإنعكاس الحراري، فضلاً عن عوامل بشرية تتمثل في حرق المخلفات الزراعية، والإنبعاثات الناجمة عن المصانع، وكذا إنبعاثات عوادم المركبات، والحرق المكشوف للمخلفات الصلبة.
قال الدكتور أيمن عبد الواحد، رئيس إدارة الأزمات والكوارث بوزارة البيئة، إن وزارة البيئة كل عام تُعد خطة لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة، لتحديد أدوار الجهات المعنية، مثل: وزارات الزراعة والتنمية المحلية، والداخلية والرى، والإعلام، والكهرباء والبترول، وتم إقرار الخطة من رئيس الوزراء، موضحا أن الخطة تعتمد على أربع محاور أساسية، هى: جمع وتدوير قش الأرز بالتنسيق مع وزارة الزراعة، حيث تم البدء فى إتاحة معدات الفرم والكبس والجرارات بأسعار مُدعمة من خلال وزارة البيئة، للمزارعين والشباب، مشيرا إلى أن الوزارة تهدف إلى تجميع 500 ألف طن من قش الأرز هذا الموسم.
وأضاف عبد الواحد، فى تصريحات خاصة لليوم السابع،: هناك إقبال كبير على فتح مواقع تجميع قش الأرز، خلال هذا العام، حيث تلقت الوزارة حتى الآن 500 طلب لفتح مواقع لتجميع قش الأرز، مقابل 725 موقع فى 2019، ونتوقع أن تتخط أعدادها العام الماضى، خلال هذا الموسم، لاستمرار تلقى الوزارة لطلبات بأعداد كبيرة، كما تم وضع عدة ضوابط لمواقع جمع قش الأرز، لضمان عدم حدوث أى مشكلة بيئية، مثل: أن يكون قريبا من مصدر مائى، وبعيدا عن التجمعات السكنية، وبعيدا عن خطط نقل الكهرباء، بالإضافة إلى عمل مجموعة من الحملات التوعوية للمزارعين بأهميته، وإدخاله فى عدة صناعات، واستخدامه كعلف.
ولفت إلى استمرار العمل منظومة المخلفات المتكاملة، للحد من الحرق المكشوف للمخلفات البلدية، والسيطرة على حرائق المقالب، بالإضافة إلى العمل على التقليل من عوادم السيارات، بالتعاون مع شرطة البيئة والمسطحات والإدارة العامة للمرور، لفحص السيارات على الطريق، حيث تم فحص 38 ألف مركبة خلال شهرين ونصف فى 2019، ونهدف هذا العام لفحص 50 ألف مركبة، وتحرير محاضر ضد المُخالفين، لضبط مواتير سياراتهم، والتقليل من العوادم.
واشار إلى عمل وزارة البيئة على التفتيش على المنشآت الصناعية الملوثة للبيئة، لخفض الانبعاثات الصناعية، بالتنسيق مع هيئة التنمية الصناعية، لافتا إلى أنه مع بداية عمل الوزارة على مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة، وُجد أن حرق المخلفات الزراعية تمثل 42% من المُشكلة، وانبعاثات المصانع 23%، وعوادم السيارات 23%، وحرق المخلفات البلدية 12%، لذا تعمل وزارة البيئة على كافة العوامل المتسببة فى تلك المشكلة للحد منها، والتى أدت إلى عدم شعور المواطنين بها خلال العامين الماضيين، كما فى السابق.
وأكد أن منظومة الرصد والمتابعة تعمل على مدار الـ24 ساعة، من خلال محطات رصد نوعية الهواء، واستخدام الأقمار الصناعية فى رصد نقاط الحرق، للاستعداد للموسم، فى الأول من سبتمبر المقبل، مع بداية حصاد الأرز، حيث تم تقسيم الدلتا طبقا لأوقات الحصاد، لتنظيم الموسم بشكل جيد، مضيفا: يتم عمل مرور يومى خلال الثلاثة أشهر المقبلين، على كافة المناطق الصناعية، لرصد المخالفات والتعامل معها بشكل فورى، والشبكة القومية لرصد الانبعاثات الصناعية التى تراقب الصناعات الملوثة كالأسمنت، والبتروكيماويات، لرصد أى حيود لحظى.
من ناحيتها، أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، أن منظومة مواجهة ظاهرة "السحابة السوداء" نجحت في تحقيق الكثير من أهدافها، وذلك لأسباب تتعلق بالإلتزام بمحاور عمل محددة، والتكامل والتنسيق الجيد بين جميع الجهات المشاركة، مع زيادة وعي المزارعين بأهمية قش الأرز واضرار الحرق والتركيز على الأهمية الإقتصادية للقش، والعمل على زيادة عدد مواقع التجميع والدعم بالمعدات لجمع وكبس قش الأرز، وتشجيع الفلاحين على إعادة التدوير، والتفتيش على المنشآت الصناعية ونقاط الحرق المكشوف، واستخدام أكثر من قمر صناعي لتكثيف الرقابة، بهدف خفض الانبعاثات والأدخنة، فضلاً عن العمل على السيطرة على الحرق المكشوف للمخلفات البلدية ووضع منظومة للإدارة المتكاملة.