دائمًا ما تشهد غرفة خلع ملابس الأندية العديد من الكواليس التى يتم الكشف عن بعضها، فيما يتبقّى الكثير منها بمثابة أسرار لا يعلم عنها أحد شيئاً، وغالباً ما يكون لهذه الكواليس دور كبير فى العديد من القرارات المهمة التى قد تؤثر فى مستقبل بعض اللاعبين، لأن غرفة ملابس الفرق تُعد "المطبخ" الذى تخرج منه الشرارة الأولى لقرارات مهمة وتعليمات قوية ويكون لها دور كذلك فى تحقيق الانتصارات والصعود إلى منّصة التتويج، كما يكون لها دور كذلك فى استقبال الهزائم وخسارة البطولات، كما تشهد غرفة الملابس مناقشات صاخبة أحياناً ووصلات هزار أحيانا أخرى، لذا سنقدم فى سياق التقرير التالى كواليس بعض ما يحدث فى غرف الملابس بالكرة المصرية.
لم تنس جماهير الزمالك حتى الآن ذكريات التتويج بالنجمة الأفريقية الرابعة، بعدما حقق اللقب على حساب شوتينج ستارز، في المباراة التى أقيمت يوم 13 ديسمبر 1996 وانتهت بفوز الأبيض وقتها بنتيجة 2-1 وكان قد خسر ذهابا بالنتيجة ذاتها مما جعل الفريقين يحتكمان لركلات الترجيح وانتهت بفوز الأبيض 5-4، ومازالت هناك العديد من الذكريات التى يرويها نجوم قلعة ميت عقبة عن هذا اللقاء التاريخى، ومن بينهم مدحت عبد الهادى، مدافع الأبيض الأسبق، الذى يقول، "لم أكن سألعب المباراة بسبب نزلة برد، لكن طبيب الفريق ممدوح مصباح تحدث معى وقال لى الفريق يحتاجك ومنحنى مسكنات، وبالفعل اشتركت بل وسجلت الهدف الأول".
وعن كواليس هدفه فى المباراة قال مدحت عبد الهادى، "رغم أننى مدافع إلا أنه كانت لدى تعليمات بالتقدم للزيادة العددية، بدأت الهجمة وتقدمت ودخلت منطقة الجزاء بعدما لاحظت وجود قاسى سعيد وحيدًا فى المنطقة ونجحت فى التسجيل، وهذا واحد من أهم أهداف حياتى التى سجلتها بجانب هدفى فى الترجى التونسى بالرأس بسبب مساهمته فى البطولة بجانب قوة شوتنج ستارز واحد من أقوى الفرق التى واجهناها".
واختتم لاعب الزمالك السابق، "بعد الهدف رقصت رقصتى المعتادة وقتها كنت مشهورًا بها.. وانفجر الجمهور فى المدرجات فرحًا لأنه يعلم أن فوز الزمالك 1-0 يجعله يحصد اللقب"، أما أحمد الكاس، الذى كان أحد نجوم البطولة بتسجيل هدفين خلال مشوار اللقب وأيضًا نجح فى تسجيل ركلة الترجيح الأولى، والتى كان مترددًا فى التقدم لها، فيقول، "تعرضت لإصابة فى مباراة الذهاب بسبب اللعب العنيف لكن تسجيلنا للهدف كان دافعا كبيرا، ولم يكن مقررا أن أشارك فى مباراة الإياب".
وكشف أحمد الكاس أن فيرنر المدير الفنى قرر الدفع بى فى آخر 10 دقائق من المباراة، وفجأة تعادل شوتنج ستارز بهدف فى الوقت القاتل، مضيفًا، "وجدت فيرنر يقول لى ستسدد ركلة الترجيح الأولى.. قلت له كيف أنا لم أدخل فى (مود الماتش) ولن أستطيع أن ألعب أول ركلة، عموما اختارنى لألعب الركلة الثالثة ونجحت فى تصويبها بنجاح فى الشباك.. وسجل أسامة نبيه آخر ركلة للزمالك ودخل لاعب شوتنج وأهدرها فى العارضة ففزنا باللقب".
وتابع الكاس، "كان مدحت عبد الهادى هو المقرر له تسديد الركلة السابعة، وما لا يعرفه الجمهور أننى كنت محظوظا بسبب إهدار لاعب شوتنج الركلة السادسة والحاسمة لأننى كنت سأدخل لتنفيذ السابعة للزمالك لكن الحمد لله أننى لم أوضع فى هذا الموقف".