الأوقاف: الصلاة تجدد الأمل عند العبد والاستعانة والعهد مع الله

الأربعاء، 26 أغسطس 2020 05:39 م
الأوقاف: الصلاة تجدد الأمل عند العبد والاستعانة والعهد مع الله الدكتور على الله الجمال إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة رضى الله عنها
كتب على عبد الرحمن - عزوز الديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد الدكتور عيد على خليفة، مدير عام بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن الصلاة تجدد الأمل عند العبد وتجدد الاستعانة والعهد مع الله تعالى ، قال تعالى فى الحديث القدسى : "قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِى وَبَيْنَ عَبْدِى نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ ، فَإِذَا قَالَ العَبْدُ : الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، قال اللهُ تَعَالَى : حَمِدَنِى عَبْدِى ، وَإِذَا قَالَ : الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .

جاء ذلك خلال ندوة عقدتها وزارة الأوقاف، للرأى تحت عنوان: "الأمل حياة" بمبنى الإذاعة والتليفزيون، تحدث فيها : الدكتور على الله الجمال إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة رضى الله عنها، والدكتور عيد على خليفة مدير عام بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

الدكتور عيد على خليفة مدير عام بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية
الدكتور عيد على خليفة مدير عام بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية

 

وأضاف خليفة:"قَالَ اللهُ تَعَالَى : أَثْنَى عَلَى عَبْدِى ، وَإِذَا قَالَ : مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، قَالَ : مَجَّدَنِى عَبْدِى ، وَقَالَ مَرَّةً : فَوَّضَ إِلَى عَبْدِى ، فَإِذَا قَالَ : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، قَالَ : هَذَا بَيْنِى وَبَيْنَ عَبْدِى وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ ، فَإِذَا قَالَ : اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ، قَالَ : هَذَا لِعَبْدِى ، وَلِعَبْدِى مَا سَأَلَ " ، فينبغى أن نأخذ بالأسباب، ونترك النتائج له (سبحانه وتعالى) ، فإن أحسنّا الأخذ بالأسباب وأحسنّا التوكل على الله (عزّ وجلّ) فتح لنا أبواب الأمل فى الدنيا والآخرة ، يقول تعالى : "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ" ، ويقول سبحانه : "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا".

وأشار الدكتور عيد على خليفة، إلى أن الأمل فطرة الله، التى فطر الناس عليها، نراها فى كل تصرفات الإنسان فى الكون ، والأمر فى الدنيا كذلك ، فيتزوج الإنسان أملًا فى السعادة وإنجاب الولد ، ويضرب فى الأرض أملًا فى الرزق ، ويطلب العلم أملًا فى الهداية والنفع، فالأمل للحياة مثل الروح للجسد، والأمل بلا عمل تمنٍّ كاذب، والعمل بلا أملٍ موات ، وما من عمل إلا والأمل كامن فيه ، والأمل فطرة راسخة فى الإنسان تحتاج إلى رعاية مستمرة، وتنمية متواصلة، ومراقبة دائمة، حتى لا تنحرف إلى إفراط يقع الإنسان به فى طول الأمل والركون إلى الدنيا والخلود، وهو الأمل المذموم الذى حذر منه القرآن الكريم، قال تعالى: "ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ".

وتابع خليفة:" والإيمان حين تخالط بشاشته القلوب يجعل الإنسان عنده تفاؤل وحسن ظن بالله قال تعالى لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى أصعب اللحظات " وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى".

 
 
وفى كلمته أكد الدكتور على الله الجمال، أن الأمل والإيمان قرينان متلازمان لا ينفكان ، فالمؤمنون هم أوسع الناس أملًا فى الله (عزّ وجل)، وأكثرهم تفاؤلًا واستبشارًا وأبعدهم عن اليأس والتشاؤم ، يثقون فى الله (عزّ وجلّ) ، ويحسنون الظن به، يقول الله تعالى فى الحديث القدسى:"أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِى بِى وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِى"، فمن كان مع الله تعالى كان الله تعالى معه، والمؤمنون إذا مرضوا لم ينقطع أملهم فى الشفاء ، وإذا وقعوا فى خطأ لم ييأسوا من رحمة الله وعفوه ، وإذا كانوا فى ضيق أو هم أو غم وثقوا أن مع العسر يسرًا ، وإذا أصابتهم مصيبة صبروا أملًا فى الأجر والثواب وثقة فى وعد الله لهم بالخير، والأمل توءم الإيمان.
 

وتابع الجمال: "يقول تعالى:"قُلْ يَا عِبَادِى الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "، وربى الرسول (صلى الله عليه وسلم) أتباعه على ثقافة الأمل ببث هذه الروح القوية المطمئنة فى قلوبهم ونفوسهم فى وقت الكروب واشتداد الأزمات.

الدكتور على الله الجمال إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة رضى الله عنها
الدكتور على الله الجمال إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة رضى الله عنها

 

وأوضح إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة رضى الله عنها، أن هناك رباطًا وثيقًا بين الأمل والعمل؛ فالإنسان الذى يأمل شيئًا ويتمناه لابد أن يعمل ويسعى جاهدًا لتحقيق أمله ومراده ، كما قيل : من جَد وَجَد ، ومن زرع حصد ، ومن طلب العلى سهر الليالى، فينبغى على المسلم فى تحقيق آماله وطموحاته أن يأخذ بجميع الأسباب الموصلة إلى غايته وهدفه مع التوكل على الله تعالى؛ وهذا ما غرسه النبى (صلى الله عليه وسلم) فى نفس الصحابى الذى أطلق الناقة متوكلًا على الله.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة