يواصل فيروس كورونا المستجد، انتشاره بشكل كبير فى مختلف دول العالم، فى تزايد مستمر لأعداد الإصابات والوفيات، ولكن يبقى 10 دول فقط بالعالم لم يصل إليها فيروس كورونا حتى الآن، وجميعها دول صغيرة تقع في قارة أوقيانوسيا، فلم تسجل أي ظهور حالات لفيروس كورونا فيها منذ بدء انتشاره في العالم قبل 5 أشهر، والدول هي " بالاو، ميكرونيزيا، جزر مارشال، ناورو، كيريباتي، جزر سليمان، توفالو، ساموا، فانواتو، تونجا".
خريطة الدول
ومن أوائل الدول التي اتبعت إجراءات إغلاق مشددة، كانت جزيرة "بالاو"، والتي كانت تعتمد علي السياحة، واستقبلت 90 ألف سائح، في عام 2019، أي خمسة أضعاف إجمالي تعداد سكانها وقامت بإغلاق الفندق الوحيد لديها كما أغلقت حدودها منذ أواخر مارس، كما خلت المطاعم من الزبائن، وأغلقت متاجر بيع الهدايا التذكارية، وأصبح نزلاء الفندق مقيمين في حجر صحي، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية.
فندق جزيرة بالاو
ويقول براين لي، المدير والشريك في ملكية فندق بالاو: " قبل تفشي فيروس كورونا، كان معدل إشغال غرف الفندق البالغ عددها 54 غرفة، ما بين 70 إلى 80 في المئة، لكن عندما أُغلقت الحدود، لم يكن هناك شيء يعتمدون عليه، ويعمل لدى براين 20 موظفا، واستطاع الاحتفاظ بهم جميعا، وإن كان ذلك نظير العمل ساعات أقل، ويقول: "أحاول خلق أعمال لهم، مثل الصيانة والتجديد وما إلى ذلك".
ويضيف براين: "أستطيع البقاء نصف عام آخر، ثم قد أضطر إلى إغلاق النشاط"، مشيدا بالحكومة، التي قدمت الدعم المالي للسكان، ونجحت في عدم انتشار الفيروس، قائلا :" أعتقد أنهم قاموا بعمل جيد"، وعلى الرغم من ذلك، إذا كان سينجو أول فندق في بالاو، فلا بد من تغيير شيء ما قريبا.
وعلى بعد نحو 4000 كيلومتر شرقا، عبر المحيط الهادئ الشاسع، تظل جزر "مارشال" أيضا خالية من فيروس كورونا، لكن، مثلها مثل بالاو، لا يعني عدم وجود إصابات عدم تأثرها بالأوضاع، وعلى الصعيد المحلي، من المتوقع أن تفقد البلاد أكثر من 700 وظيفة في ظل التراجع الاقتصادي بسبب فيروس كورونا، وهو أكبر تراجع منذ عام 1997، ومن بين هذه الوظائف 258 وظيفة في قطاع الفنادق والمطاعم.
ومن أجل الحفاظ على البلاد من خطر تفشي فيروس كورونا، حظرت السلطات دخول السفن، التي كانت تأتي من دول أصابها الفيروس، واقتضى الأمر بقاء السفن الأخرى، بما في ذلك ناقلات البترول، وسفن الحاويات، 14 يوما في البحر قبل دخول الموانئ، كما توقف إصدار تراخيص الصيد، وتوقفت رحلات الشحن.
وبات التأثير واضحا، لاسيما وأن جزر مارشال تشتهر بأسماك الزينة، وخاصة أسماك "أنجل فيش" المتوهجة، لكن الصادرات تراجعت بنسبة 50 في المئة، وفقا لتقرير أمريكي، كما تراجعت صادرات سمك تونة "ساشيمي" بنفس النسبة، وتتوقع قطاعات صيد الأسماك الأخرى تراجعا بنسبة 30 في المئة خلال العام.
وعلى الرغم من أن إغلاق الحدود عزز فقر الدول الخالية من فيروس كورونا، إلا أن الجميع لا يرغبون في إعادة فتح الحدود، وقال مدير الصحة العامة في جزيرة "فانواتو"، التي يبلغ تعداد سكانها 300 ألف نسمة، وعلى الرغم من أنه يعمل في العاصمة بورت فيلا، إلا أنه من جزيرة أمباي التي يبلغ عدد سكانها 10 آلاف شخص وتقع على بعد نحو 170 ميلا إلى الشمال.
ويقول: "إذا تحدثت إليهم (في أمباي) فالغالبية تريد إبقاء الحدود مغلقة أطول فترة ممكنة"، إذ يقولون:" نحن لا نريد المرض، سيكون مصيرنا الفناء"، مضيفا إن نحو 80 في المئة من سكان فانواتو يعيشون خارج المدن و"الاقتصاد الرسمي".
ويقول: "ألاحظ أنهم لا يشعرون بالضيق بعد، إنهم مزارعون يزرعون طعامهم بأنفسهم، ويعتمدون على الاقتصاد المحلي والتقليدي".
وعلى الرغم من ذلك ستعاني البلاد، ويتوقع بنك التنمية الآسيوي تراجع إجمالي الناتج المحلي بنحو 10 في المئة، وهو أكبر تراجع في فانواتو منذ استقلالها عام 1980، ويتذكر: "كنا نطلع على بيان يومي بشأن عمليات الطوارئ الصحية"، ويضيف "كنا نناقش أولا كوفيد، ثم إعصار هارولد، كارثتان في نفس الوقت"، وعلى الرغم من ذلك سيكون تأثير فيروس كورونا طويل الأمد.
ويقول: "إذا ظهر الفيروس، فمن المحتمل أن يكون كالنار في الهشيم، وما نراه في بابوا غينيا الجديدة هو انعكاس لأسباب قلقنا"، مضيفا "بالنظر إلى قيود (الرعاية الصحية) التي فرضناها، والسياق الذي نواجهه في المحيط الهادئ، يظل أفضل رهان هو إبعاد الفيروس أطول فترة ممكنة."