على ما يبدو أن شهر أغسطس كما يعتبر شهر الدم والنار بالنسبة لجماعة الإخوان الإرهابية باعتباره الشهر الأهم والأبرز لدى الجماعة المتطرفة منذ أن أسسها حسن البنا عام 1928، إلا أن "رياح شهر أغسطس تأتي دومًا بما لا تشتهيه سفن الإخوان"، خاصة بعد أن ألقت الأجهزة الأمنية القبض على القيادى الإخوانى الهارب محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام للإخوان مختبئا بإحدى الشقق السكنية بالتجمع الخامس.
شهر أغسطس بالنسبة للجماعة الإرهابية بمثابة علامة فارقة في مستقبل قيادات الإخوان، فقد سبق فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة المسلحين في 14 أغسطس، كما وقعت معظم الأحداث الإرهابية بعد عملية الفض مثل أحداث مسجد الفتح ومسجد الاستقامة ومذبحة كرداسة وغيرها من العمليات التي تسببت في القبض على قيادات الجماعة، ليكون هو الشهر الأسوأ على الجماعة منذ تأسيسها.
القبض على قيادات الجماعة فى الداخل والخارج
قيادات الجماعة الإرهابية لم يسلموا في الداخل أو الخارج من عمليات القبض عليهم بعد تتبع الأجهزة الأمنية والانتربول الدولى لهم، فقد سبق القبض على محمد محسوب، القيادي بجماعة الإخوان، بمدينة كاتانيا في غضون 1 أغسطس 2018، والذى كان يشغل منصب وزير الدولة للشؤون القانونية في حكومة هشام قنديل، في عهد الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، وصدرت في حقه عدة أحكام غيابيًّا، لاتهامه بالانضمام لجماعة إرهابية أسست على خلاف القانون بهدف قلب نظام الحكم، كما أنه دائم الهجوم والتحريض ضد الدولة المصرية عبر قنوات جماعة الإخوان الفضائية، ثم تم الإفراج عنه.
وفى 15 أغسطس 2017، قام "الإنتربول الدولى"، أيضاَ بتوقيف الشاب الإخواني الهارب، عبد الرحمن عز، في مطار برلين، أثناء توجهه إلى إنجلترا قادمًا من تركيا، عقب مذكرة التوقيف التي أرسلتها الداخلية المصرية إلى الإنتربول الدولي، ثم تم الإفراج عنه أيضاَ، وقد هرب "عز" من مصر إلى تركيا، عقب ثورة 30 يونيو 2013، وهو متهم في عدة قضايا في مصر، وقد أصدرت وزارة الداخلية المصرية أمر ضبط له.
أغسطس.. شهر الحسرة والندامة والدم والنار على الإخوان
الواقع يؤكد أن تاريخ شهر أغسطس مع جماعة الإخوان الإرهابية حافل بالعنف والجرائم والأعمال التخريبية المهددة لسلطة الدولة والمخططة لهدم مؤسساتها، ولنا فى 18 أغسطس 1965 خير شاهد ودليل على جرم جماعة الإخوان فى حق الدولة المصرية والتخطيط لاغتيال الرموز والقادة مثلما حدث مع على العشماوى، آخر قادة التنظيم الخاص لجماعة الأخوان الذى أجرى فى تلك الفترة اتصالا بأفراد تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، وذلك بغرض السفر إلى الإسكندرية لاغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وبعض المسئولين بالدولة.
الجهات القضائية فى شهر أغسطس 2013- سطرت من واقع التحقيقات فى أحداث العنف والإرهاب التي شهدتها البلاد عقب إجراءات فض اعتصامي أنصار محمد مرسى بميدانى رابعة والنهضة، تنفيذ الأذرع المسلحة لجماعة الإخوان 66 عملية إرهابية ضد منشآت قبطية تمكنوا خلالها في حرق كنائس ومدارس ومكتبات ومباني خدمية، ونهب منازل المسيحيين فى محافظات صعيد مصر.
ومن بين هذه الاتهامات الموجهة لمحمود عزت الخيانة العظمى لتواصلها مع قيادات بدولة قطر والانضمام إلى جماعة إرهابية، وتولى قيادة جماعة مؤسسة على خلاف القانون، بالإضافة لـ مد الجماعة الإرهابية بتمويل أجنبي من دول خارجي وتمويل ودعم العمليات الإرهابية فى مصر، وأيضاً محاولة إسقاط الدولة المصرية والتحريض على ارتكاب أعمال العنف ضد رجال الشرطة والجيش والقضاء وإثارة الفوضى والتحريض على التظاهر، واستهداف المنشآت العامة وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، وأيضاً المساعدة فى شراء الأسلحة والمواد المستخدمة في تصنيع المتفجرات لاستخدامها في العمليات إرهابية.
العقوبة المقررة لهذه الاتهامات الموجهة للقيادى الإخوانى
وعن العقوبة المقررة لهذه الاتهامات الموجهة للقيادى الإخوانى محمود عزت، يقول رئيس المحكمة السابق، والمحامى أحمد عبد الرحمن الصادق - تُعتبر العقوبة المقررة لهذه الجرائم في قانون مكافحة الإرهاب المصرى طبقاً للمادة 12من القانون نفسه "يعاقب بالإعدام والسجن المؤبد كُل من أنشأ أو أسس أو نظم أو أدار جماعة إرهابية أو تولى زعامة أو قيادة فيها، ويعاقب بالسجن المشدد كل من انضم إلى جماعة إرهابية"، والمادة 13 "يعاقب بالسجن المؤبد كل من ارتكب جريمة من جرائم تمويل الإرهاب إذا كان التمويل لإرهابي وتكون العقوبة الإعدام إذا كان التمويل لجماعة إرهابية أو لعمل إرهابي كما تعاقب الجريمة الإرهابية بغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تجاوز 3 ملايين جنيه".
ووفقا لـ"الصادق" في تصريح لـ"اليوم السابع" – فمن ضمن هذه العقوبات تلك المقررة المادة 14: يعاقب بالسجن المؤبد كل من سعى أو تخابر لدى دولة أجنبية أو أية جمعية أو هيئة أو منظمة أو جماعة أو عصابة أو غيرها يكون مقرها داخل مصر وتكون عقوبة الإعدام إذا وقعت الجريمة الإرهابية موضوع السعى أو التخابر أو شرع فى ارتكابها، والمادة 15: يعاقب بالسجن المؤبد أو بالسجن المشدد الذي لا تقل مدته عن عشر سنين، كل من قام بأية طريقة مباشرة أو غير مباشرة بارتكاب جريمة إرهابية فى الداخل والخارج، وكذا المادة 18: يعاقب بالسجن المؤبد أو المشدد الذى لا تقل مدته عن 10 سنوات كل من حاول بالقوة أو العنف أو التهديد أو الترويع أو بغير ذلك من وسائل العمل الإرهابي قلب نظام الحكم أو تغيير دستور الدولة.
حقوقى: الجماعة تخصصت في ارتكاب جرائمها في شهر أغسطس
من جانبه، قال محمود البدوى - المحامى بالنقض والخبير الحقوقى – إن الموقف العدائى الذى اتخذته الجماعة الإرهابية ضد الدولة المصرية خلال اعتصام رابعة والنهضة المسلحين جعل الدولة تتخذ قرارها التاريخى بالتصدى بقوة لهذا الخروج على القانون، وتهب لنجدة المواطنين الذين أصابتهم حالة من الذعر والقلق وعدم الاستقرار وبخاصة لسكان العاصمة جراء نشاط بؤرتى الاعتصام المسلح اللتان صنعتهما جماعة الإخوان الإرهابية قبل 7 سنوات، وارتكبت فيهما أبشع الجرائم من عمليات قتل إلى ترويع السكان مروراً بقطع جميع الشرايين الحيوية فى القاهرة بغرض شل العاصمة وإعاقة العمل بها، فلا مرور ولا تواجد بتلك البؤر الإرهابية إلا لمن كان يؤمن بمبادئ السمع والطاعة، ويعتنق الأفكار الإرهابية الإجرامية الهدامة لتلك الجماعة الشيطانية .
ووفقا لـ"البدوى" في تصريح لـ"اليوم السابع" - فمنذ ذلك التاريخ أصبح شهر أغسطس من كل عام شاهدا على جرائم العنف بحق المصريين الذين دفعوا حياتهم ثمنا لمؤامرات قادة تنظيم الإخوان الإرهابية، فجماعة الإخوان ارتكبت جرائم لا تغتفر بحق المصريين، من خلال الدفع بالمدنيين والتغرير بهم فى تلك الاعتصامات المسلحة واستخدمت النساء والشيوخ والأطفال وكبار السن كدروع بشرية، بينما فرت قادة الجماعة تتخفى فى الزى النسائى واختبأت فى عقارات خلف منصة رابعة لتبعد عن الأمن، وطالت مذابح لإخوان دماء المصريين ورجال الجيش والشرطة، وعلقت الجماعة الإرهابية المشانق لرجال الأمن، عقاباً لهم على فض تجمعات الجماعة، الذى أحدث شللا كاملاً فى حياة المصريين لمدة قاربت من شهرين كاملين .
جرائم الإخوان
ولن ننسى – والكلام لـ"البدوى" - أن أول شهيد راح ضحية فض التجمع الإرهابي فى شهر أغسطس كان النقيب شادى مجدى ضابط العمليات الخاصة، الذى سقط برصاص الغدر بعد مرور ساعة على دعوة الأمن لخروج معتصمى رابعة والنهضة عبر الممرات الآمنة، ليسقط برصاص الغدر، ومن خلفه ثلاثة من زملائه سقطوا شهداء، وخلال أحداث فض الاعتصام دارت معركة شرسة بين قوات الأمن والمعتصمين المسلحين من جماعة الإخوان الإرهابية لساعات، وكان بالتزامن مع هجوم واعتداء الإخوان على 180 منشأة شرطية و66 كنيسة و55 محكمة ومنشأة عامة فى 14 محافظة مصرية، سقط فيها 114 شهيداً.
ونفذت الجماعة الإرهابية بعد ذلك خلال أغسطس من ذات العام مذبحة مركز شرطة كرداسة، ما أسفر عن استشهاد 14 ضابطاً وفرد شرطة من قوة المركز، ولم تكتف العناصر الإرهابية المسلحة بهذا الانتقام، بل واصلوا جريمتهم بالتمثيل بجثث الشهداء، والتقطوا مقاطع فيديو بهواتفهم المحمولة ترصد عملية التعذيب والقتل، ثم أشعلوا النيران بمبنى المركز وفروا هاربين عقب الاستيلاء على الأسلحة خاصة الضباط والأفراد.
وبعد مرور 5 أيام على فض اعتصامى رابعة والنهضة نفذ الإرهابيون مذبحة رفح الثانية فى 19 أغسطس 2013 بشمال سيناء، والتى سقط فيها 25 شهيداً من مجندى القوات المسلحة رمياً بالرصاص، كانوا يستقلون حافلتين فى طريقهم لتسلم شهادات إنهاء خدمتهم العسكرية، قاد عملية الهجوم على المجندين مجموعة من المسلحين أبرزهم عادل حبارة، الذى نفذ فيه حكم الإعدام 15 ديسمبر 2016، بعد 3 أعوام من المحاكمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة