داخل جدران منزل لا يتجاوز الأمتار المعدودة يسكن عم عطا مع أولاده الأربعة ، بقرية ريدة التابعة لمركز المنيا ، لا يملك من حطام الدنيا شيئ ، حتى النظر كاد أن يفقده من كثرة البكاء على صحته، التى انهارت وتحولت إلى عبئ عليه يحتاج منه 1000 جنية شهريا ، حتى يستمر على قيد الحياه ، كذلك أبناءه جميعا يعانون من ضعف النظر.
ولم يجد عم عطا أمامه سوى شراء كرتونه صغيرة من البسكويت، حتى ينفق منها إلا أنها لم تفى باحتياجاته سواء الأسرية أو المرضية ، وأهل الخير بالقرية مدوا أيديهم إليه لكن أيضا لا تكفى للجلوس داخل مستشفى ليوم واحد ، فهو يصارع الموت كل يوم ولا يجد من ينقذه .
يقول عطا خيرى شحاته ويبلغ من العمر 58 عاما ، أسكن فى حجرة صغيرة أنا وابنائى الأربعة ، فى البداية أصبت فى نظرى ،فأصبحت لا استطيع الرؤية سوى أمتار قليلة أمامى ، وذلك ليس حالى أنا فقط بل حال أبنائى ، وذلك تسبب فى عدم إيجاد فرص عمل لهم ، وأصبحوا حملا زائدا على عاتقى ، لكن لا استطيع أن أهرب منه .
وأضاف قائلا أصبت بمرض شديد وعندما توجهت إلى الطبيب أخبرنى أنه القلب ولابد من جراحة عاجلة وبالفعل أجريت جراحة فى إحدى المستشفيات الحكومية ساعدنى فيها أهل الخير، لكن يبدوا أن العملية قد فشلت وتوجهت إلى أحدى المستشفيات حتى تواصل العلاج ، الا أننى فوجئت أن السرير فى الليلة الواحدة بمبلغ كبير ، فطلبت منهم الخروج ورفضت توقيع الكشف لأنى لا املك سداد قيمة الفاتورة ، ورجعت إلى المنزل.
وأوضح زاد التعب واشتد المرض فتوجهت عن طريق أهل الخير إلى أحد الأطباء بمحافظة أسيوط والذى قرر أن أتابع معه ،وانا لا املك حتى أجرة المواصلات آلية ذهبت إليه المرة الأولى فوجئت أنه يكتب لى دواء لمدى الحياة سعره 1000 جنيه وانا مطالب بشرائه كل شهر ، وأكد انا لا املك من حطام الدنيا شيئ حتى اشترى هذا الدواء وليس لدى ما أبيعه حتى اصرف على مرضى ، عملت قرض من جمعية أهلية علشان اسافر اسيوط واحاول مع الطبيب أن يكتب لى دواء أقل لانى لا استطيع شراءه .
وأشار عم عطا فى وسط كل هذا أنا مطالب بتوفير لقمة العيش لأبنائى وزوجتى فقمت بشراء كرتونة بسكويت صغير بنظام الأجل وقمت بفرشها فى الطريق حتى أجد أخر اليوم حتى لو 5 جنيه اشترى بها وجبه واحدة لأسرتى ، لكن حتى ذلك فأنا مطالب بسداد قيمتها إلى جانب الاكل والشرب ، ومصروفات الأدوية الكثيرة .
وأوضح عم عطا قائلا احصل على معاش شهرى 450 جنيه من الضمان الاجتماعى ، وهى لا تكفى لشراء العيش حاف، وانا لا املك اى شيئ من الدنيا سوى جسدى الذى يأكل فيه المرض ، مطالبا وزير الصحة وأهل الخير الوقوف بجانبى ليس من أجل بل من أجل أسرتى التى لا يوجد لها عائل غيرى فى هذه الدنيا .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة