كان المصريون القدماء يقومون بالتضحية وذبح الماشية بشتى أنواعها في المناسبات والأعياد الدينية عند المعابد، وكانوا يقدمونها كقربان للألهة بصفة مستمرة لإرضائها وكسب البركة وأيضا للفقراء المحتاجين مثلما نفعل الآن في عيد الأضحى المبارك، صورت لنا المقابر في سقارة وأيضا مكتات مقبرة "مكت رع" التي تم العثور عليها في الأقصر كيف كان أجدادنا يقومون بالذبح، فنجد رجلا يمثل الجزار الآن ونجد شخصا آخر يساعده بسكب الماء المخلوط بملح النطرون الذي به خوائص للتطهير ولإزالة الدماء والأوساخ عن الذبيحة، كما كان هناك رجلا ينظم قطعان الماشية ويقوم بالحساب، وكان هناك رجلا يقوم بسلخ اللحم عن العظام والجلد ويقوم بتقطيعها وتجفيفها بالأملاح وتعليقها لتجف في الهواء، لكي تحفظ ولا تتعفن، وهذه هي طريقة حفظ أجدادنا للطعام عن طريق الملح والتجفيف، ثم يقوم بتعليقها في المكان المخصص بالذبح.
كان يتم ذبح الماشية بطريقتان، الأشهر هي الذبح من منطقة الرقبة تماما مثل ما نفعل الآن بما يسمى "الذبح الحلال"، والأخرى من وريد أسفل منطقة الفخذ، وقد أثبت العلم أن هذه الطريقة أيضا تجعل الماشية تموت أسرع ولا تشعر بكثير من الآلام.. نحن كمصريين كل حياتنا وتقاليدنا ما هي إلا تناسخ لنفس حياة أجدانا العظماء.