استغل عدد من المسئولين والشخصيات العامة فى بعض الدول الأفريقية جائحة كورونا لإبرام صفقات مشبوهة، خاصة بالمستلزمات الطبية المتعلقة بإجراءات الوقاية والمكافحة، ليتربحوا من خلالها، وكان منها الاتهام الموجه إلى وزير الصحة فى دولة زيمبابوي التى تقع جنوب وسط أفريقيا بالفساد المالى بـ60 مليون دولار من خلال منح شركة استشارية ليست متخصصة المبلغ دون وجه حق، لعقد صفقة معدات وأدوية لمواجهة الوباء القاتل بأسعار أغلى من الواقع.
هذه الدول تعانى فى الأساس من سوء الأحوال الاقتصادية، وضعف المنظومة الصحية، وهناك مخاوف عالمية من تفشى الوباء بها، حيث زادت الإصابات بشكل كبير فى دولة جنوب أفريقيا لتصل الإصابات إلى 493 ألف و183 إصابة مؤكدة وأكثر من 8 آلاف حالة وفاة، وفقا للاتحاد الأفريقى.
وخلال الأيام القليلة الماضية، أفادت تقارير إعلامية تورط عدد من المسئولين فى جنوب أفريقيا بـ"عطاءات" لمستلزمات خاصة بالوقاية من وباء كورونا، وفقا لموقع نيوز 24 الإخبارى المهتم بالشأن الأفريقى.
رئيس جنوب افريقيا
ومن جانبه، قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا، أنه قدم الدعم للسلطات المختصة بتطبيق القانون للتحقيق فى جميع مزاعم الفساد والمتورطين فى منح العطاءات المتعلقة بكوفيد 19.
وأضاف رامافوسا: "لقد قمنا بتفويض سلطات إنفاذ القانون لدينا للتحقيق فى جميع تقارير الفساد المزعوم والمخالفات فى شراء الإمدادات الطبية وغيرها من اللوازم، ومن غير المعقول أن يكون هناك أشخاص قد يستخدمون هذه الأزمة الصحية لإثراء أنفسهم بشكل غير قانونى".
جاء ذلك ردا على التقارير الإعلامية، بأن العديد من الشركات التى حصلت على الكثير من الأموال، لتقديم خدمات لقسم الصحة في منطقة Gauteng ، يُزعم أنها كانت تديرها أقارب من كبار رجال حزب المؤتمر الوطنى الأفريقى.
وذكرت هذه التقارير، أن إحدى الصفقات لشركة معروفة وهى شركة مملوكة لزوج المتحدثة باسم الرئيس رامافوسا خوسيلا ديكو، والتى تلقت مناقصة معدات حماية شخصية بقيمة 125 مليون راند من قسم الصحة في Gauteng. ومنذ ذلك الحين خوسيلا فى إجازة، وفقا للموقع الإخبارى.
خوسيلا ديكو
كما أفادت صحيفة ديلي مافريك، أن شركتى نائبى الأمين العام لحزب المؤتمر الوطنى الأفريقى تسيبيسو وتاتو، بحوالى 3 ملايين راند تم جمعهما من خزينة الدولة الحرة، بالإضافة إلى أن ابنة الوزير السابق نومفولا موكونيان كاتليهو تلقت مناقصة 2.7 مليون راند لتزويد قسم الصحة فى Gauteng بالصابون.
ولفت تقرير الموقع الإخبارى إلى أن أنديلى، نجل رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا، مشتركًا فى مشروع بقيمة 6 ملايين راند لتثبيت ميزات السلامة فى سيارات الأجرة، ولكن من خلال شراكة خاصة مع أحد أكبر البنوك فى أفريقيا، وفقًا لصحيفة صنداى تايمز، التى أكدت أن هناك ضغط على حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ورامافوسا للعمل بحزم ضد المتورطين.
اندلى رامافوسا
فيما أشار التقرير إلى أن جون ستينهوسين، زعيم التحالف المؤقت، دعا هذا الأسبوع رامافوسا للإجابة على أسئلة فى البرلمان حول ما أسماه "جنون التغذية على العطاءات المتعلقة بكوفيد 19"، وطالبه بالإجابة عن سلوك أعضاء حزبه وتحديد كيف ينوى العمل ضد كل فرد متورط".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة