يعود فيروس كورونا لإثارة قلق أوروبا من جديد ، من خلال تفشى موجة ثانية بعد حوالى شهرين من إعادة فتح الدول الأوروبية ، حيث عاد المنحنى الوبائى إلى الارتفاع خاصة فى دول مثل إسبانيا وألمانيا والملكة المتحدة وذلك رغم الاجراءات الاحترازية التى تتخذها هذه الدول لمنع انتشار عدوى كورونا.
وقال خبير الامراض المعدية باشى بنتينين لقناة "أر تى فى" الإسبانية إن "العديد من الدول الأوروبية قدرتها التشخيصية أصبحت تتزايد بسرعة"، مشيرا إلى أن أوروبا سجلت 25.550 حالة جديدة، مقارنة 17.244 حالة تم الإبلاغ عنها فى 1 يونيو، مع وجود أكثر من 3 مليون حالة إصابة بفيروس كورونا، وتعد القارة القديمة ثانى أكثر عدوى متراكمة، خلف القارة الأمريكية والتى تبلغ حوالى 9 مليون حالة مؤكدة.
وتعتبر لوكسبورج والجبل الأسود وأرمينيا ، على رأس البلدان التى لديها أعلى نسبة إصابة بكوفيد 19 ، أى أن الاصابات ارتفعت فى آخر 14 يوما لكل 100.000 شخص حيث سجلت لوكسمبورج الحالات اليومية 229 لكل 100 الف شخص ، والجبل الأسود 197 وأرمينيا 148حالة إصابة.
وبمعدل 57.46 إصابة تحتل إسبانيا لكل 100 ألف شخص، المرتبة العاشرة فى القارة العجوز، تليها أندورا ، وروسيا 55 حالة ووأذربيجان 52 حالة ، والبرتغال 29 حالة وفرنسا 20 حالة والمانيا 10 حالات
وفى إسبانيا قالت هيئة هوستيليريا ، التى تجمع أصحاب العمل فى قطاع السياحة إن تداعيات أزمة كورونا تسببت فى الاغلاق النهائى ل 40 الف فندق ومطعم فى إسبانيا، وأوضحت المنظمة في بيان لها أن هذا الرقم يمثل نسبة 13 % من إجمالي عدد المقاهي والمطاعم والفنادق في إسبانيا مشيرة إلى أن هذا القطاع الاقتصادي مهم في بلد تمثل فيه السياحة نسبة 12 % من ناتجها المحلي الإجمالي .
وقال خوسي لويس إيزويل رئيس منظمة هوستليريا إن تقديرات المنظمة تشير إلى أنه سيتم إغلاق 65 ألف منشأة فندقية ومطعم مع نهاية عام 2020 وهو ما يمثل أكثر من 20 % من إجمالي هذه المؤسسات والمنشآت المتواجدة في البلاد مضيفا أنه " سيتم تأكيد أسوأ التوقعات " .
وأوضح لويس إيزويل أن هناك عدد قليل جدا من السياح في المناطق والوجهات السياحية المعروفة مثل أرخبيل البليار حيث أعيد فتح أقل من نصف المنشآت السياحة والفندقية والمطاعم منذ 13 يوليو الماضي .
وحسب المنظمة فمن المتوقع أن ينخفض رقع معاملات هذا القطاع بنسبة 50 % في عام 2020 مع فقدان ما بين 900 ألف إلى 1.1 مليون منصب شغل مباشر وغير مباشر .
ولمواجهة هذا الوضع تدعو المنظمة إلى ضرورة الاستفادة من التمويلات التي يتضمنها مخطط الإنعاش الاقتصادي الأوربي من أجل دعم قطاع الفنادق والمطاعم الذي يمثل نسبة 6 % من الناتج المحلي الإجمالي لإسبانيا وحوالي 9 % من مناصب الشغل .
وقالت صحيفة "20 مينوتوس" الإسبانية إن إيطاليا الدولة التى شهدت الانتشار الأكبر للفيروس، تقود الآن الدول التى تحاول السيطرة على العدوى أكثر من إسبانيا، ففى الوقت الذى تجاوزت إسبانيا 1000 إصابة يومية لمدة 3 أيام متتالية كان المنحنى الوبائى فى إيطاليا على الاقل منذ اندلاع الأزمة الصحية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه يبدو أن إيطاليا تتحكم في انتشار الفيروس بشكل أفضل من إسبانيا ، ووفقًا لأحدث البيانات الرسمية ، فإن عدد مرضى الفيروس في البلاد هو 12456 ، في حين أن المرضى الذين تم إدخالهم إلى وحدة العناية المركزة هم 42.
ومع ذلك ، فإن السلطات الإيطالية تتخذ حذرها ، فهي لا تزال تحذر من أن الفيروس لا يزال في الانتشار ويدعون الشعب إلى احترام التدابير الأمنية، وذلك على عكس ما يحدث في إسبانيا ، فعلى سبيل المثال ، القدرة على النقل العام فى إسبانيا وصلت الى 100% فى الوقت الذى رفضت فيه إيطاليا اعادة ملئ القطارات بهذه النسبة.
على الرغم من أن إسبانيا ليست على "قائمتها السوداء" ، إلا أن إيطاليا تراقب عن كثب الحالات المستوردة ، وهذا هو السبب في أنها مددت التزامها بالطوارئ حتى 15 أكتوبر، فى الوقت الذى انهت فيه إسبانيا حالة الطوارئ فى 21 يونيو.
وفى ألمانيا، أظهرت بيانات معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية في ألمانيا، الاثنين، ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا 509 حالات لتصبح 210402 حالة، وكان المعهد أعلن الأحد تسجيل240 إصابة جديدة بفيروس كورونا في غضون يوم واحد، ما يشكل ارتفاعا بعدد الإصابات، وبشكل عام يكون عدد الإصابات الجديدة خلال أيام عطلات نهاية الأسبوع أقل نوعا ما عما يتم تسجيله خلال أيام العمل، نظراً لأن ليس كل مكاتب الصحة تعلن عن أعدادها في أيام العطلات الأسبوعية، وأشارت البيانات إلى ارتفاع عدد حالات الوفاة سبع حالات لتسجل 9148 حالة.
ووصل عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في هولندا إلى 55 ألف و408 حالات صباح اليوم الإثنين بتوقيت أمستردام، بحسب بيانات جمعتها جامعة جونز هوبكنز ووكالة بلومبرج للأنباء.