كيف بدأ الوحى لـ النبى محمد عليه الصلاة والسلام؟ ما يقوله التراث الإسلامى

الإثنين، 31 أغسطس 2020 05:00 م
كيف بدأ الوحى لـ النبى محمد عليه الصلاة والسلام؟ ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حانت اللحظة الحاسمة، وبدأت ملامح البعثة تتضح، وكان الوحى أول الطريق، فكيف بدأ الأمر، وما الذى يقوله التراث الإسلامي في ذلك؟

يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "باب كيفية بدء الوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم":

كان ذلك وله ﷺ من العمر أربعون سنة.

وحكى ابن جرير عن ابن عباس وسعيد بن المسيب: أنه كان عمره إذ ذاك ثلاثا وأربعين سنة.
قال البخارى: حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت:
أول ما بدئ به رسول الله ﷺ من الوحى الرؤيا الصادقة فى النوم، وكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد - الليالى ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو فى غار حراء.
فجاءه الملك فقال: اقرأ.
فقال: ما أنا بقارئ.
قال: فأخذنى فغطنى حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى.
فقال: اقرأ.
فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذنى فغطنى الثانية حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلنى.
فقال: اقرأ.
فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذنى فغطنى الثالثة حتى بلغ منى الجهد.
ثم أرسلنى فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } [سورة العلق: 1-5] .
فرجع بها رسول الله ﷺ يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد، فقال: زملونى زملونى، فزملوه حتى ذهب عنه الروع.
فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسى.
فقالت خديجة: كلا والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتقرى الضيف، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق.
 
فانطلقت به خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى، ابن عم خديجة.
وكان امرأ قد تنصَّر فى الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبرانى، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمى.
فقالت له خديجة: يا ابن عم! اسمع من ابن أخيك، فقال له ورقة: يا ابن أخى ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله ﷺ خبر ما أُرى.
فقال له ورقة: هذا الناموس الذى كان ينزل على موسى، يا ليتنى فيها جذعا، ليتنى أكون حيا، إذ يخرجك قومك.
فقال رسول الله ﷺ: "أو مخرجى هم؟"
فقال: نعم، لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودى، وإن يدركنى يومك أنصرك نصرا مؤزرا.
ثم لم ينشب ورقة أن توفى وفتر الوحى فترة، حتى حزن رسول الله ﷺ - فيما بلغنا - حزنا غدا منه مرارا كى يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكى يلقى نفسه تبدَّى له جبريل فقال: يا محمد إنك رسول الله حقا، فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه فيرجع. فإذا طالت عليه فترة الوحى غدا كمثل ذلك.
قال: فإذا أوفى بذروة جبل تبدَّى له جبريل فقال له: مثل ذلك.
هكذا وقع مطولا فى باب التعبير من البخارى.
قال ابن شهاب: وأخبرنى أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن جابر بن عبد الله الأنصارى قال - وهو يحدث عن فترة الوحى - فقال فى حديثه: "بينا أنا أمشى إذ سمعت صوتا من السماء فرفعت بصرى فإذا الملك الذى جاءنى بحراء جالس على كرسى بين السماء والأرض، فرعبت منه فرجعت، فقلت: زملوني، زملوني. فأنزل الله: "يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ" [سورة المدثر: 1-5] فحمى الوحى وتتابع".
ثم قال البخاري: تابعه عبد الله بن يوسف، وأبو صالح، يعنى عن الليث، وتابعه هلال بن رداد عن الزهري. وقال يونس ومعمر: بوادره.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة