"لا تقولى إنك خائفة".. رواية إيطالية عن قصة حقيقية لفتاة صومالية.. "سامية عمر" بطلة أولمبية انتهت أحلامها فى البحر.. المؤلف جوزيه كاتوتسيلا يدين الجميع ويسأل: لماذا يموت الأفارقة غرقا؟!

الإثنين، 31 أغسطس 2020 10:03 ص
"لا تقولى إنك خائفة".. رواية إيطالية عن قصة حقيقية لفتاة صومالية.. "سامية عمر" بطلة أولمبية انتهت أحلامها فى البحر.. المؤلف جوزيه كاتوتسيلا يدين الجميع ويسأل: لماذا يموت الأفارقة غرقا؟! لا تقولى إنك خائفة
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل قرأت من قبل رواية "لا تقولى إنك خائفة" التى تحكى قصة البطلة الصومالية سامية عمر، والتى يرويها الكاتب الإيطالى جوزيه كاتوتسيلا؟.. دعنا نقرأها معا ونتعاطف مع "سامية عمر" وهى فتاة من مدينة مقديشيو ولدت عام 1991، وكان لديها حلم واحد أن تصبح عداءة وبطلة أولمبية قبل مصرعها غرقاً فى 2012.
 
لا تقولى
 
تلقى الرواية الضوء على الخطر الدائم الذى يهدد الشباب الصومالى الذى يحيا بطريقة صعبة فى بلاده، ويفكر فى الفرار بحثاً عن عالم جديد فيلقى حتفه فى عرض البحر، ويذكر الكاتب "جوزيه كاتوتسيلا" أنه أثناء كتابة روايته "المستقبل العظيم" عرف قصة "سامية عمر" بطلة رواية "لا تقولى إنكِ خائفة"، عندما كانت إحدى القنوات الإخبارية تقدّم تقريراً عن حكايتها وغرقها فى المياه الإيطالية، حين كانت فى قارب هجرة غير شرعية من ليبيا، ومن ثمّ يقول إن قصتها ألهمته وجعلته يفكر فى عمل روائى عنها، وذهب للقاء عائلتها للتعرّف على تفاصيل تاريخها، وكتب هذه الرواية على لسانها.

 ومن أجواء الرواية:

كان الجو حاراً، للغاية، فى ذلك الصباح، من يوم الجمعة، يوم العطلة، حين تعاهدنا أنا وعلى أن نكون أخوين، تحت ظلّ إحدى أشجار السنط. 

كان الطريق طويلاً ومضنياً، وكنا نتصبّب عرقاً، قطعنا سبعة كيلومترات دون أن نتوقّف لحظة واحدة، من بونديريه، حيث نسكن حتى استاد كونز، مروراً بكل الدروب الصغيرة التى كان على يعرفها، كراحة يده، غير آبهين، بحرارة الشمس المرتفعة.
لقد وُلدنا فى العام نفسه، بفارق ثلاثة أيام، وكنا قد أتممنا عامنا الثامن، لقد كان على محقاً؛ إذ لابد للأخوّة أن تجمع بيننا رغم كل الخلافات التى كانت سوف تُفرَض على أفراد عائلتينا الذين كانوا يعيشون فى المنزل نفسه، ويتقاسمون عناء الحياة.
ساميه
 
كنا نلتقط أنفاسنا، ونستنشق هواء نقياً عند تلك الشجرة، وقد غمرنا التراب الأبيض الناعم الذى يتطاير من الشوارع مع هبوب الرياح، وإذ بِعَلِى يفاجئني، بفكرته "هل تريدين أن تكونى أختاً لي؟" سألني، وهو يتنفس، بصعوبة، ويثنى يديه على خصره النحيل، كان يرتدى سروالاً أزرق ضيقاً، تعاقب كل أخوته على ارتدائه قبل أن يصل إليه" "أتريدين أن تصبحى أختى؟" غالباً ما تحين لحظة مناسبة، ترتقى بمن تعرفه، منذ وقت طويل، إلى مرتبة الأخوّة، إن كان أمره يهمّك، وهكذا يربط بيننا العهد مدى الحياة.
 
نظرتُ إليه نظرةً حائرةً دون أن أفصح عما كنت أفكر فيه، "شرط أن تستطيع اللحاق بى" قلت له، وانطلقت على حين غرة صوب منزلنا. 
 
حازت رواية "لا تقولى إنك خائفة" على جوائز أدبية قيمة من أهمها جائزة "كارلو ليفى" الأدبية وجائزة "لو ستريجا"، أهم وأعرق جائزة أدبية فى إيطالية، للأدباء الشباب، وسريعًا ترجمت إلى كل اللغات الأوروبية، وحصلت على ثناء ملحوظ فى الأوساط الثقافية الأمريكية.
 
أما جوزيه كاتوتسيلا فهو كاتب وصحفى إيطالى من مواليد عام 1976 تخرج فى كلية الفلسفة جامعة ميلانو، وقدّم أطروحته عن مسألة العقل والمنطق فى فلسفة نيتشه.
 
سامية عمر
 
كتب كاتوتسيلا العديد من قصائد النثر والمجموعات القصصية والروايات الاستقصائية والمقالات الصحفية، ونشر فى أهم الجرائد اليومية فى إيطاليا. تعنى كتاباته بالأزمات الإنسانية كالهجرة، والقضايا والوطنية كالمافيا، والمثاقفة بهدف بناء جسور التواصل بين حضارات العالم وثقافاته المعاصرة. عمل مستشاراً للعديد من دور النشر من أهمها "فلترينيللى" وهى إحدى كبريات دور النشر الإيطالية وأعرقها.
 
كانت  "سامية" فى الـ 17 من عمرها، وكانت احدة من رياضيين اثنين يمثلان الصومال التى مزقتها الحرب فى ألعاب بكين فى عام 2008، حملت علم بلدها ونافست فى سباق الـ200 متر، وحلمت أن تشارك في أولمبياد لندن 2012 لكن ذلك لم يحدث.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة