القارئ أشرف عمر يكتب: المبادرة فى العواطف

الثلاثاء، 04 أغسطس 2020 04:00 م
القارئ أشرف عمر يكتب: المبادرة فى العواطف أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تعلمنا المبادرة في العواطف.. أن نبوح بمكنونات أنفسنا تجاه الآخر هل لدينا ثقافة المبادرة بالعواطف في داخل الأسر وفي علاقتنا تجاه بعضنا البعض، هل الزوجة تقوم بإخراج ما لديها من مشاعر طيبة تجاه الزوج بصورة مستمرة وعلي مدار اليوم، هل الزوج يقوم بإخراج ما لديه من مشاعر تجاه أولاده وزوجته، هل نتعامل مع بعضنا بلطف ومودة حقيقية فى حياتنا اليومية؟.
 
حسب الدراسات التي أجريت في هذا الخصوص، فإن هناك بخلا شديدا لدي الإنسان العربي في إخراج مشاعره للآخر، وأن هناك موروثات اجتماعية خاطئة أدت إلي كتمان تلك المشاعر تجاه الآخر سببها التربية الخاطئة، وكلمة العيب أو أن ذلك يهدر من كرامة الشخص ويضعفها أمام الآخر الذي يمكن أن يكون متذئبا له أو مستهترا بمشاعره وغير مصدقا لها أو مستهينا بها أيضا.
 
 لذلك قليل أن تخرج زوجة ما لديها من مشاعر تجاه زوجها كاملة أو العكس وأن البيوت مغلقة علي خواء عاطفي، وأن الأمراض الاجتماعية والنفسية والصحية سببها كتمان المشاعر تجاه الآخر وسوء النوايا في علاقتنا اليومية وعدم التراحم الحقيقي بين بعضهما البعض.
 
لذلك تبلدت المشاعر وأصبحت حياتنا كالحجارة وخرجت منها الرحمة والشفقة، وأصبحت تمثيل في تمثيل ولم يعد فيها مشاعر حقيقية بين بني البشر وداخل الأسر، وأصبحت الخلافات الأسرية تدب في داخل كل منزل وكذلك البرود العاطفي، بسبب أننا استخسرنا في نفوسنا لحظات الصدق والصراحة في العواطف وإخراجها لبعضنا البعض وكثر النفاق والمنافقة في التعامل بين البشر.
لذلك انعدمت المشاعر الحقيقة، لأن المبادرات في المشاعر متبلدة وتفتقد إلي الصدق الحقيقي بيننا ويشوبها الهمز واللمز والتهريج والاستخفاف وعدم الصدق، لذلك كثرت الأمراض النفسية والاجتماعية بينا.
لن تخسر شيء عندما تكون مبادرا في الخير في الحب في العطاء العاطفي الصادق في حضن من الأبناء للآباء فى قبلة علي جبينهم أو على خدودهم والعكس، فكم من مشتاق إلي هذه العواطف، وفي أن تبادر في إخراج ما لديك من مشاعر طيبة تجاه الآخر بدون قيد أو خجل، وليس في ذلك عيب أو تقليل لكرامتك، لأن المبادرة هي عمود العلاقات الاجتماعية وأساس العلاقات الإنسانية، والمبادرة تكون بالابتسامة بالطبطبة بالنصيحة بالكلمة الطيبة بتقديم النصيحة الصادقة بكلمة أحبك بالتشجيع كل هذه مبادرات، وينبغي علي كل أسرة أن تحيى التواصل الوجداني والعاطفي والروحاني بينهم، وأن نخرج ما في قلوبنا من أمور طيبة من حب تجاه الآخر، وأن نتعلم قبول هذا الأمر، وأن نذكر طيب الكلام وأطهره لأن الإيجابية النفسية شيء مهم في حياتنا لها انعكاساتها في الشارع.
 
للأسف المبادرة مفقودة في حياتنا كعرب بسبب الموروثات الخاطئة التي تعلمتاها وتربينا عليها الزوجة، لا تستطيع أن تقول لزوجها ما لديها من مشاعر وعواطف، وكذلك الزوج، لذلك أصبحت الحياة داخل البيوت كالقبور خارجها نور ولكن داخلها مظلم.
 
بادر أيها الزوج أيتها الزوجة في إخراج ما لديكما من مشاعر حلوة صادقة من القلب تجاه الآخر، وعودوا أنفسكم أن تعلموا أبناءكم علي إخراج ما لديهم من مشاعر طيبة وجميلة، علموا بناتكم علي إخراج ما لديهم من مشاعر طيبة تجاه أزواجهما والعكس. العملية ليست أكل وشرب وتكالب علي المال فقط بما أدي معه إلي كثرة البلطجة والعنف والطلاق في داخل مجتمعاتنا.
 
فرب العزة رحيم والنبي وصفه رب العزة بأنه علي خلق عظيم، لذلك فإن الإنسان مبادرة طيبة حلوة وينبغي أن نتعود جميعنا علي العلاقات الطيبة والمشاعر الصادقة وإخراج أجمل ما لدينا للآخر، وأن نتعلم العطاء بلا مقابل، وقبول هذا الأمر، وأن نترك عنا الموروثات الخاطئة والتفاهات والاستهتار، لأنه لن ينقص من كرامتنا شيء عند إخراج مشاعرنا الطيبة الحلوة.
دعوا عنكم سوء النوايا والموروثات الخاطئة التي تربينا عليها والتي أدت إلي كبت نفسي رهيب في داخل الأسر، وأدت إلي وجود برود عاطفي حقيقي داخلها وموت في المشاعر والأحاسيس فلا تجعلوا أهلكم  وأولادكم وأزواجكم يستمعون لكلمات عاطفية من خارج بيوتكم،  لأنك لا تعلم ما الهدف من ورائها ونتائجها السيئة على منزلك.
 
اشبعوا بعضكم بطيب الكلام وأحسنه وأظهروا أفضل ما لديكم من إيجابيات ومشاعر وعظموها في أنفسكم وتقبلوا الآخر بصدر رحب وتنازل وحنان ولا تتعاملوا كأجساد وغرائز فقط فالنفس أيضا لها غذاؤها، ولن يقلل من كرامتك أو تضعف شخصيتك عندما تقول أفضل الكلام وأحسنه لزوجتك وأولادك ولأحبابك، وأن تقبله منهم وتشجعهم عليه بلطف تعلموا أن تقرؤوا المشاعر والأحاسيس ومتي سد رمقها فأنت إنسان ولست جمادة، وان الله طيب ولا يحب إلا الطيب فغيروا من سلوكياتكم وطبائعكم وتواصلوا وبادروا وتعلموا الايجابية النفسية واللطف والتراحم والحنان وإخراج ما في قلوبكم من مشاعر، فإن في الوصال صحة والحياة قصيرة ولن تتكرر.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة