أعلنت وزارة التربية والتعليم خلال اليومين الماضيين نتيجة الثانوية العامة، والتى تعد طقسا سنويا فى كل البيوت المصرية، فما يوجد أى منزل إلا وبه حالة أو حالتين للثانوية العامة، التى تحدد مصير الطلاب فى حياتهم المستقبلية، ولهذا تواصلنا مع عدد من المثقفين لاستعادة ذكرياتهم مع الثانوية.
وتذكر الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة الأسبق، وقت إعلان نتيجته فى الثانوية العامة منذ أكثر من 40 عامًا، عندما كان طالبًا فى مدرسة بيروت الثانوية العسكرية، بمحافظة أسيوط، مسقط رأسه.
وقال الدكتور شاكر عبد الحميد، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، حصلت فى الثانوية العامة على مجموع 73%، وكان وقتها هذا المجموع كبيرا، وكانت أمنيتى أن التحق بكلية الآداب قسم صحافة، لكن وقتها كان هذا القسم يقبل من مجموع أعلى مما حصلت عليه.
وأوضح الدكتور شاكر عبد الحميد أنه التحق بالفعل بكلية الآداب جامعة القاهرة، وكان وقتها السنة الأولى عام، أى لا يوجد تخصص فى بداية الالتحاق بالكلية، وخلال العام الثانى تخصصت فى قسم الفلسفة وعلم النفس، حيث كان وقتها قسم واحد، وتفوقت فى الدراسة الجامعية وتم تعيني معيد فى الجامعة ثم حصلت على الدكتوراه.
كما تذكر الدكتور أحمد درويش، أستاذ البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن، وقت إعلان نتيجته فى الثانوية العامة، والذى حصل عليها عام 1964م، عندما كنا فى المدرسة الأزهرية، وكيف شق طريقه إلى كلية دار العلوم، التى كانت تعتبر بالنسبة له حلم يريد أن يحققه.
وقال الدكتور أحمد درويش، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، كانت دراستى الثانوية فى المعاهد الأزهرية وكانت وقتها تضم الثانوية العادية والأزهرية، وكان هناك طريقين لطالب الثانوية لاستكمال دراسته وهو أن يكمل درايته الجامعة الأزهرية، أو يخرج خارج نطاق الأزهر ويلتحق بكلية دار العلوم، التى كانت لا تقبل وقتها إلا 100 طالب من الأزهر على مستوى الجمهورية، وكان يجب أن يكون الطالب من أوائل دفعته، وهذا ما فعلته حتى ألتحق بكلية دار العلوم.
وأوضح الدكتور أحمد درويش، كان التحاقي بكلية دار العلوم حلم كبير سعيت لتحقيقه بالمذاكرة، حيث أن دار العلوم كانت تجمع بيت الأصالة والحداثة، وتم تحديد رغبتى فى دخول الكلية قبل دخولى المرحلة الثانوية، لافتا إلى أنه ذهب لمقابلة المفكر الكبير عباس محمود العقاد خلال جلسته التى كان يعقدها كل جمعة برفقه أستاذة وعدد من زملائه، وقاموا بإلقاء قصائد شعر، فأعجب العقاد منهم وقال لهم هل أنتم طلبة فى كلية دار العلوم، فرد أستاذهم قائلا :"هم فى الطريق إليها"، وتابع فكان ذلك حافز لنا فى دخول كلية دار العلوم.
ومن جانبه قال الناقد الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى جامعة القاهرة، بصراحة لم تكن الثانوية العامة، بالنسبة لى، مصدر قلق كبير أو حتى اهتمام زائد عن الحد.. كنت، منذ مرحلة الدراسة الإعدادية، قد أحببت الأدب وانتميت إلى عالمه، وقررت أن ألتحق، فيما بعد الدراسة الثانوية، بقسم اللغة العربية بكلية الآداب التى لا تحتاج إلى مجموع كبير.
وأضاف الدكتور حسين حمودة، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، اخترت القسم الأدبى فى مرحلة الدراسة الثانوية، وفى السنة الأخيرة من هذه الدراسة شغفت بلعبة الشطرنج، وفى الامتحانات كنت أخرج من الامتحان "فى مدرسة على مبارك بالحلمية الجديدة" وأذهب إلى مقهى "زهرة الميدان" "أشهر مقهى للشطرنج بالقاهرة خلال عقود طويلة" بميدان السيدة زينب القريب، وقد نجحت فى الثانوية العامة بمجموع ليس كبيرا، ولكنه كان كافيًا لأن ألتحق بالكلية التى اخترتها، وبالقسم الذى أردت أن ألتحق به.
وتابع الدكتور حسين حمودة، قبل سنوات طويلة تغيرت أمور كثيرة، وأصبحت الثانوية العامة أشبه بحدّ فاصل بين حياتين .. ولكننى أتصور، خطأ أو صوابا، أنها لا يجب أن تكون بهذا الشكل، ولا أن تتحول إلى شبح مرعب يستثير كل هذا القلق والتوتر عند الطلاب والطالبات، وطبعا عند الآباء والأمهات.. المهم أن يكتشف الطلاب والطالبات مجال الدراسة الجامعية المناسب، والمحببّ، بغض النظر عن الدخول فى السباق السنوى المحموم للحصول على أعلى الدرجات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة