هز انفجار بيروت العالم كله بعد الدمار الذى لحق بالعاصمة اللبنانية لتزداد جراحها من الانهيار الاقتصادى والسياسى الذى تعيشه لبنان فى الشهور الأخيرة. وعلى الجانب الآخر من العالم، فى الولايات المتحدة، بدأت حالة من القلق من احتمال أن يحدث حادث مشابه فى أى من الموانئ الأمريكية التى يوجد بها شحنات تحتوى على مواد خطرة.
وتقول صحيفة "يو إس إيه توداى"، إن هؤلاء الذين يتساءلون ما إذا كان من الممكن أن يحدث انفجارا كيماويا كالذى حدث فى بيروت وقتل أكثر من 100 شخص يمكن أن يحدث فى الولايات المتحدة، يجب أن يأخذوا فى اعتبارهم ما حدث فى أحد أيام ربيع عام 1947 فى ميناء مدينة تكساس.
وبدا الدخان يصعد من سفينة شحن جراند كامب. وتصاعد اللهب ووقع انفجار قوى لدرجة أنه كان مسموعا على بعد أكثر من 100 ميل، ودمر السفينة والأرصفة ومصنع مونسانتو الكيميائى المجاور.
وقتل فى هذا الانفجار أكثر من 500 شخص، وكان من الصعب تحديد الرقم لآن الكثير من الجثث لم يكن من الممكن استعادتها، مما جعله واحدا من أسوأ الحوادث الصناعية فى التاريخ الأمريكى. وكان المنتج الكيميائى الذى انفجر على متن السفينة هو نفسه الذى انفجر فى مستوع بيروت، نترات الأمونيوم التى تستخدم فى الأسمدة.
وتشير الصحيفة إلى أن هذا الحادث يؤكد أن الموانئ الأمريكية ليست محصنة ضد هذا النوع من الدمار الذى حدث فى بيروت.
ففى الموانئ، تأتى التهديدات بجميع أشكالها، وقد تكون البضائع القابلة للانفجار بترول أو الغاز الطبيعى المسال أو مواد كيميائية أو أى شىء آخر. ويمكن أن يحدث حريق أو انفجار فى حاوية واحدة أو فى ناقلة عملاقة. وعلى الأرض يمكن أن تكون فى منشأة تخزين أو مصفاة ضخمة أو مجمع صناعى هو جزء من الميناء.
لكن مسئولى الموانئ يقولون إنه يجب ألا يقلق الناس بشكل كبير. ففى الولايات المتحدة، يتم تغطية نقل جميع هذه الشحنات من خلال عدد لا يحصى من اللوائح الفيدرالية وقوانين الولايات. وهذه القوانين مدعومة بشبكة من وكالات التفتيش وخفر السواحل من بينهم.
فالموانئ الأمريكية مزقت منذ فترة طويلة المستودعات كذلك الذى كان موجودا فى بيروت، وينصب التركيز على نقل الحاويات مباشرة من السفينة إلى النقل البرى فى أسرع وقت ممكن، مما يؤدى إلى تقليل الانتطار فى المستوع. وتم رفع المستودعات لإفساح المجال لمسارات السكك الحديدية أو مساحة معالجة الحاويات الأخرى.
ويقول مسئولو الموانئ فى اثنين من أكثر الموانئ ازدحاما بالبلاد إن السلامة هى دائما الأولوية القصوى.
وقال ماريو كورديرو، المدير التنفيذى لميناء لونج بيتش بكاليفورنيا، لصحيفة يو إس إيه توداى: سنفعل كل ما فى وسعنا للتخفيف من المخاطر. لدينا جهد 100% لتطبيق جدران الحماية للتخفيف من أى شىء يمكن أن يحدث.
وأضاف أن الميناء بنى مركزا أمنيا جديد للتنسيق بين الوكالات المتعددة التى لديها اختصاص من الميناء من حفر السواحل إلى الإف بى أى، وقاموا بخطوات إضافية مثل وجود اثنين من القوارب الحديقة الكبيرة للتعامل مع النيران. وقال كورديرو إنهم فخورين بسجل السلامة، لكنهم فى ننفس الوقت متيقظين.